الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤيدون والمعارضون .. أين علم المنطق؟!

ماهر عدنان قنديل

2013 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بما أنني من هواة علم المنطق، ومن محبي طريقة تفكير رواده "كبرتراند راسل" و"لدفيج فتجنشتين" و"إدموند هوسرل" و"الفارابي" ..إلخ فكنت دأئماً أحاول البحث عن المنطق في عقول المؤيدين والمعارضين للأنظمة منذ بداية الثورات العربية فلم أجده إلا شحيحاً الصراحة! بل أستطيع القول أنه شبه منعدم إلا عند القلة القليلة! فما لحظته منذ بداية الثورات العربية أن المؤيد يدافع عن الأنظمة على طريقة "نحن أو نحرق البلد"، أما المعارض فتجد لغته غير بعيدة عن ذلك بطريقة "نحرق البلد ولا أنتم"، هكذا يفكر الطرفين وهكذا يرى الأمور الجانبين .. رجوعاً إلى علم المنطق الذي هو علم دراسة التفكير الصحيح وطرق الإستدلال الصحيح (على الأقل هكذا يُعرف، لأن حتى عند علمائه نجد تناقض في تعريفه الصحيح فهناك من يرى أن الحقيقة غير موجودة أصلاُ لتكن قاعدة ننطلق منها للإستدلال الصحيح) وهو العلم الذي تعلمت في إحدى نظرياته "لإدموند هوسرل" في كتابه "مباحث منطقية" أن هناك معنيين للفعل "يجب" وللتوضيح أكثر فإذا قال مثلاً أحد المعارضين أن بشار الأسد مجرم إبن مجرم (حسب وجهة نظره المعارضة) ويجب أن يرحل، فمن المستحسن أن يقال أن الرئيس الأسد حكم البلد لمدة 40 سنة (بين حكمه وحكم أبيه) كان له سلبيات وإيجابيات ككل الأنظمة في العالم لكن من المستحسن له وللبلد أن يرحل الأن لأننا نود التغيير والعبور إلى مرحلة جديدة. فالمعنى الثاني كما تلاحظون سيكون أكثر منطقاً وبعيد عن الزعرنة و"اللعنرنة" المعهودة، ويكون مفعوله أقوى، والمعنى لم يتغير بل لب الموضوع نفسه ألا وهو المطالبة برحيل الأسد؛ في نفس الوقت عندما يتحدث مؤيد للنظام عن المعارضين فمن الأحسن القول أن فيهم الصالح والطالح كما في أي تنظيم سياسي أو حزب، وحتى إذا إرتكب البعض منهم أخطاء (حسب وجهة نظره المؤيدة) فهم في الأخير بشر غيرمعصومين من الخطأ، وعليهم أن يتداركوا الأمر؛ هذا الكلام سيكون أفضل، وأكثر منطقية من أن يلعن المؤيد المعارضة كلها ويصفها بالنجاسة والعمالة ووو..إلخ من المفردات اللتي لا تقدم ولا تؤخر، وهي كلمات تصلح فقط للإستهلاك الوقتي، ولزيادة الإثارة في برامج "التوك شو"، أما في الأرض فالكلمات الغير مركزة والغير مدروسة، والشتائم المدسوسة لن تزيد طرفي الصراع إلا عزماً على التمسك بسلاحهم لتقديم وجبة دموية يومية؛ الشئ الملاحظ الاخر عندما نسقط علم المنطق على الثورات العربية (أنا هنا أركز عن الثورة السورية أكثر لأنها الأطول والأبقى ولكن هذا الكلام ينطبق على كل الشعوب العربية منذ إنطلاق الثورات) فإننا سنجد أن لا المؤيد يحكي بمنطق، ولا المعارض يتحدث بالمنطق؛ فالإثنين يتشابهان في الأسلوب البعيد عن التفكير الإستدلالي السليم؛ فالمؤيد يحاول إثبات ولائه للأنظمة للحصول على شهادة التلميذ النجيب من خلال لعنه المستمر والمستهزئ للمعارضة ويصفهم بالعملاء، والخونة، وقطاع الطرق، وتجار المخدرات ووو..إلخ رغم أن الكثير منهم أساتذة حسب علمي في الجامعات العالمية (حتى وإن بعض ممارساتهم السياسية خاطئة، وحتى وإن كان البعض منهم يتحدث عن النظام بكلمات ناجسة لا تليق بمقام قائلها)، فليس من الصواب أن يتم وصف أستاذ في "السوربون" أو "هارفارد" أو غيرهما بأنه لص، ومهرب، ومخرب، وقاطع طرق، وأزعر، لكن من حق الجميع أن ينتقذ أدائهم السياسي بطريقة بعيدة عن الكلام الجارح والفارغ، خاصة أن معظمهم يفتقدون للخبرة في التسييرالسياسي والتعامل الدبلوماسي؛ من ناحيته المعارض (بما فيهم الكثير من هؤلاء الأساتذة) تجده يتلفظ بنفس المفردات بوصفه النظام ومؤيديه بالمجرمين القاتلين المغتصبين الشبيحين النبيحين إلخ من الكلمات والعبارات اللتي تدور كلها في فلك الزعرنة و"العرعنة" و"الشبحنة" و"القبحنة" و"الكلبنة" اللتي يستحق عليها قائليها - من الطرفين - (وليس فاعليها) حكماً بالمؤبد وربطاً بالأصفاد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء