الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صبراً أيتها الشعوب المقهورة.....إنّ موعدك هو الديمقراطية...!؟

نوري بريمو

2005 / 3 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما كان الكفار يعذبون آل ياسر أشد أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي...،مرّ عليهم الرسول الكريم محمد ( ص) الذي لم يستطع أن يدافع عنهم في حينه ،سوى أنه أراد أن يقويّ من عزيمتهم في تحملهم لتلك المشقة والعذاب فتكرّم عليم بحديثه الشريف : "صبراً آل ياسر إن موعدكم هو الجنة " .
وبعيداً عن ذلك الزمان...، فإن ما تتعرض له الشعوب المحكومة في هذا الزمان في معظم الدول الشرق الأوسطية ،من أشكال مختلفة للاضطهاد وانتهاك لأبسط حقوق وحرمات وكرامة الإنسان ـ المواطن ،يمكن تشبيهه بحال آل ياسر الذين واجهوا أسياد الجاهلية بأجسادهم العارية وأقدامهم الحافية وبطونهم الجائعة لكن بإيمان قوي...!؟،لا بل إن ما تلقاه الشعوب القابعة في ظل الأنظمة الشمولية هو أبشع بكثير مما كان يلاقيه المؤمنين على يد المشركين ،فأولئك المشركون كانت أساليب تعذيبهم بدائية ومقتصرة على بعض الممارسات الفردية التي كانت تطال هذا دون ذاك ...،لكن ما تتعرّض له الأمم المضطهَدة لظلم عمومي في هذه الأيام العصيبة وهذه الأمكنة التي تحولت إلى مزارع مملوكة...،من أوجه حرمان وخوف واعتقال وكبت وتهميش وقهر وعدوان وتفرقة و...الخ ،يحدث وفق عقليات وآليات سيادية طاغية قد تشمل شعوباً برمتها لا أفراداً معينين أو مجموعات صغيرة بعينها ،فالذين يحكمون الأكثرية في هذا البلد أو ذاك هم ليسوا سوى قلّة قليلة أو طغمة صغيرة...،لكن أكثرهم رحمة هو أشبه ما يكون بالأخطبوط شكلاً وجوهراً لدى التعامل مع من يخرج عن إرادتهم السلطوية التي تضع مصلحتهم المنفعية فوق أي اعتبار أخر .
ورغم هذا الظلم الذي تلقاه الشعوب على يد الحكام ،فهي باقية صابرة مؤمنة بإخلاصها لوطنها وبأشكال نضالها الديموقراطي اللاّعنفي ،بعكس سلوكيات سجانيها الذين لا يأبهون لما يفعلونه داخل بلدانهم بحق مواطنيهم الذين تحولوا بفعل الظروف الحياتية القاسية إلى عبيد غرباء بشكل حقيقي عن أوطانهم التي هي مسكن آبائهم وأجدادهم الذين ضحوا من أجلها الكثير لا بل بالغالي والرخيص .
إلاّ أنّ هكذا أحوال غير مطاقة وصعبة سوف لن تدوم طويلاً...!؟،لأنّ (( زمان أوَّل تحوَّل)) كما يبدو...! ،وأنّ التحولات الدولية والإقليمية والداخلية قد باتت تطرق كل الأبواب وتخترق مختلف الحدود...! ،دون أي استئذان من أية سلطة دكتاتورية حاكمة وبلا أي استنجاد من أية جهة معارضة داخلية محكومة...،والظاهر في الأمر فقط هو أنّ الدَمَقرَطة قادمة لا محال...، وخير الأمثلة على ذلك هو سقوط نظام الطالبان في أفغانستان ونجاح انتخابات الإصبع البنفسجية في العراق واشتعال ثورة الأرز من أجل الحرية في لبنان و... الخ .
أي أنّ شمس الديموقراطية في عالم اليوم قد سطعت ولا بد لها من أن تنتشر في هذا الوطن أو ذاك البلد...،مع قليل من الحذر والحيطة والهدوء ،إذ لا بد من الانتظار كلٍ حسب زمانه ومكانه المحدّدين ،أما الأولويات والمداخل فيحددها نوعية وشكل الحراك الديموقراطي الجاري هنا أو هناك ،بالتوافق مع مسارات سياسة هذا الزمن في الحين الموعود .
فصبراً يا أيتها الشعوب الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة...،إنّ موعدك هو الديموقراطية وحقوق الإنسان والتخلّص من الاستبداد .
__________________________________________
* عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا - يكيتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة