الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة

ثائر الربيعي

2013 / 1 / 20
حقوق الانسان


ان الكرامه الانسانية ورفض العبودية لم تقتصر على امة دون اخرى او طائفة دون اخرى اومكون دون اخر،فالجميع متساوون بالكرامة ولم تحدد بالون البشرة سواء كانت شقراء ام سوداء او سمراء او حمراء،فهي نفسها موجودة بين هؤلاء الاربعة لان القاسم المشترك ان البشر احرار في ارادتهم وقراراتهم وسلوكهم ، فقبل اكثر من (1400) عام ومع بداية الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية كان الناس يعيشون طبقات وأصناف ودرجات ولا يزال هذا التصنيف يعيشه العالم حتى الان ، كان بلال ذاك العبد الاسود متخضعاً ذليلاً لأحد طغاة قريش امية بن خلف ،فرسالة السماء لم تفرق بين شريف ومشروف وعبد وسيد الناس سواسية كأسنان المشط والرسول الاكرم كان يقبل يد العامل ويقول تلك يد يحبها الله ورسوله ، قيمة المر تتجلى بخلقه واخلاقه ومدح الباري الرسول (وانك لعلى خلق عظيم) دليل يوكد التجسيد العملي والفكري في التعامل مع المجتمع على اساس الخلق والوئام والمودة ، تأثر بلال وغيره من العبيد وكل الأحرار الرافضين لمنهج العبودية بمساواة الرسول محمد (ص) وحبه ووده للفقراء وكيف يدافع عنهم وعن حقوقهم في العيش بحياة حرة كريمة ،فكانت المعارضة قوية جدا من سادة قريش أرادوا التصنيف والطبقية وسؤالهم كيف يعقل ان بلال العبد يتساوى مع غيره من سادة مكة ؟هي حقوق الانسان المدنية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي تطرح الان في الامم المتحدة في حين الرسول تناولها قبل اكثر من(14) قرن وكانت القبلية اكثر في ذلك الوقت فلا وجود للمدنية على ارض الواقع ،كانوا يخرجون بلال في الظهيرة التي تتحول فيها الصحراء الى جهنم قاتلة ،فيطرحونه على حصاها وهو من غير لباس ،ثم ياتون بحبل ويربطونه عليه ،وجعلوا في عنقه حبلاً ثم يأمروا صبيانهم ان يطوفوا به جبال مكة وطرقها ، لقد تحمل انواع العذاب وسياط الظالمين ورفض كل المغريات التي قدمت له مقابل ان يستبدل كلمة الله العليا بكلمة الذل السفلى وهي الاشراك بالله،رفض الواقع المرير يتطلب ان يلاقي المرء ابشع الممارسات الوحشية ،فالإيمان بمبدء أو فكر طريقه ليس معبد وسهل وخالي من المخاطر فالكل فعل رد فعل ورد فعل الطغاة اقسى واعتى،فهم منتزعي الضمائر تحركهم الشهوات الحيوانية يتخذون من أنفسهم اله في كل وقت وزمان مع اختلاف الصور والإشكال ، وفي الولايات المتحدة الامريكية كان السود يعانون الاضطهاد والاحتقار وقتلهم ورميهم على قمامة ، وخاصة فيما يلقونه من شركة خطوط حافلات المدينة التي اشتهرت بإهانة ركابها من الأفارقة حيث كانت تخصص لهم المقاعد الخلفية في حين لايسمح الا للبيض بالمقاعد الامامية ،وعلية كان من حق السائق ان يأمر الركاب الزنوج بترك مقاعدهم لنظرائهم البيض ،وكان الامر لا يخلو من السخرية وكان على الركاب الافارقة دفع اجرة الركوب عند الباب الامامي ثم النزول ويعاودون الركوب من الباب الخلفي فكان بعض السائقين يستغلون الفرصة ويقودون سياراتهم ليتركوا الركاب السود في منتصف الطريق ،واستمر الحال الى جاء يوم الخميس الاول من كانون الاول عام 1955،حيث رفضت السيدة (روزا باركس) هي سيدة سوداء ان تخلي مقعدها لراكب ابيض ،فما كان من السائق الا أن ستدعى رجال الشرطة الذين القوا القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين فكانت بذلك بداية لانتفاضة السود الذين رفضوا الانطواء تحت مظاهر العبودية والذلة ،فالتشابه مشترك بينهما وان تباعدت الأزمنة والعصور واختلفت الأمم والدين والمعتقد ،فما ذنب بلال ورزة وغيرهم ان كانت بشرتهم سوداء فهم احرار في داخلهم يؤمنون بالحب والتسامح والتعامل مع الاخرين على اساس الإنسانية ،وما الذنب الذي اقترفه عبد السادة وعبد الزهرة وعبد الحسين في توليه منصباً حكومي رفيع المستوى بعد زلزال 2003بعدما كان دوره مقتصراً في الدولة السابقة على وظيفة معلم او نائب ضابط او عريف،فالمحاسبة والمراقبة تتم من خلال الإخلال بخطة العمل وعدم الالتزام بالتعليمات القوانين والتأخر في انجاز ما يوكل أليهم وليس على اسمه ،فالاسم لا يشكل عائقا في بناء الدولة الحديثة والمرء محاسب بأخلاقه وليس بشكله ولعل الباري عندما امتدح الرسول قال له (وانك لعلى خلق عظيم) فلنتجاوز عقد الاسم والمسمى والطائفة والمكون للنهوض بعراق محطم بين يوم واخر يريد النهوض من ركام ثقافة الاستبداد ،فا أوباما جددة له قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية ,بسبب سياسته المتوازنة وتجنبه ادخال امريكا في اتون الحرب مع دول اخرى ،فضلاً عن سياسته الداخلية التي تؤمن الضمان الصحي والاجتماعي لشريحة واسعة من محدودي الدخل وقربه من نفس الموطن الامريكي ،ان المأزق العراقي والمشهد السياسي بحاجة جدية الى إدخال العديد من التغييرات التي تتناسب مع طبيعة الظرف ولكن ليس على حساب الثوابت والتضحيات التي قدمها الشعب جراء النظام السابق او الإرهاب ،فروزة وبلال أصروا على ثوابتهم ومبادئهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا


.. مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مقترح بايدن باستقبال اللاجئين الفل




.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين