الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )

وصفي أحمد

2013 / 1 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تمر علينا الذكرى الخامسة و الستين لوثبة كانون التي تعد من أعظم الانتفاضات الجماهيرية في تاريخه المعاصر . كانت الوثبة ثمرة جهد رائع , وصل حد الاستشهاد , للطلبة و العمال ضد الأوضاع المعيشية المتردية التي كان يعيشها في تلك الأيام .
كان العراق يتجه منذ فترة نحو هذا الحدث العظيم , فقد بدأت إرهاصاتها منذ مظاهرة حزيران ( يونيو ) 1946 و (( مجزرة )) كاورباغي . غير أن الوثبة حصلت في اللحظة التي أوقع فيها الوصي عبد اله و نوري السعيد شعبهما في شراك معاهدة جديدة تخلف معاهدة 1930 دون أن يأخذا بالحسبان التبدل الذي طرأ على العلاقات الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و المتمثل في بروز قوتين كبيرتين هما الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة التي قررت الاستيلاء على مصالح بريطانيا في منطقة الشرق الأوسط مستغلة الضعف الشديد الذي أصاب الأخيرة بسبب تكاليف الحرب الباهظة .
و لتهيئة المناخ للقيام بهذا الحدث الكبير , تخلى نوري السعيد عن رئاسة الوزارة في آذار ( مارس ) 1947 , إلى شيعي – وهذه المرة الأولى التي يستلم رجل من محسوب على هذه الطائفة في العهد الملكي – هو صالح جبر الذي كان يتحدر من عائلة للحرفيين صغيرة في الناصرية , و قد بدأ جبر حياته موظفا كاتبا صغيرا عند ضابط الدخل البريطاني في المنتفق و لكنه ارتقى بسرعة في المناصب الحكومية , و قد ساعدته في ذلك الحماية التي أسبغها عليه رستم حيدر , المستشار الشيعي المقرب من الملك فيصل الأول , و من ثم زواجه من ابنة الشيخ عداي الجريان , شيخ قبيلة البو سلطان التي تقطن منطقة الحلة , و يقول أعداؤه أنه عرف من أين تأكل الكتف مذ كان موظفا لدى الضابط الانجليزي في الناصرية , فقد استطاع كسب ود البريطانيين منذ سنة 1947 , وهو مفتاح الوصول إلى المناصب العليا في العراق الملكي .
لكن الارتقاء بشيعي إلى منصب رئيس الوزراء لم يكن ذي فائدة للعمال المفتقرين إلى الخبز , و إلى المحامين الذين لم تكن لديهم قضايا, و لا إلى الطلاب الذين استهوتهم الأفكار اليسارية .
و في 28 كانون الأول ( ديسمبر ) 1947 دعا الوصي إلى القصر الملكي , بناء على اقتراح نوري السعيد بعد تفاوض سري مع الحكومة البريطانية , عددا من كبار السياسيين العراقيين بمن فيهم رؤساء الوزارات السابقين لتلمس مشاعرهم تجاه إعادة النظر في المعاهدة , دون أن يكلفا نفسيهما دعوة قادة أحزاب المعارضة العلنية مما أثار حفيظة هؤلاء .
بعد أيام قليلة – في 2 كانون الثاني 1948 – نسبت وكالة الأنباء العربية ( وكالة رويتر برداء عربي ) تصريحا نسبته إلى وزير خارجية العراق فاضل الجمالي شكل محرضا جديدا , إذ قال : (( إن السياسة الحزبية , أكثر من العدل , تقف وراء الكثير من الانتقاد المتزايد في العراق لمعاهدة 1930 , على الرغم من أن هذه الأداة بلا عيوب , و إذا كان الهجوم عليها مستمرا بلا تراجع , فإن عددا كبيرا من العراقيين أصبح يحس – في الوقت نفسه بفضائلها )) . و سارع رئيس الوزراء إلى نفي هذا التصريح , و لكن هذا النفي كان بلا جدوى . و في ليل 4 كانون الثاني ( يناير ) , استنادا إلى تقرير رفعه مدير الاستخبارات إلى وزير الداخلية , أن اجتماعا سريا عقد في مقر حزب الاستقلال حضره فائق السامرائي و محمد صديق شنشل و غيرهما و قرروا النزول إلى الشارع في اليوم التالي مهما كلف الثمن , و حتى لو يعني ذلك استخدام القوة ضد الشرطة .
الوقائع التاريخية مستقاة من الكتاب الثاني لحنا بطاطو ( الحزب الشيوعي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. -ليلة تاريخية- لمناصري حزب ا


.. صور من تجمع لحشود ضد اليمين المتطرف في ساحة الجمهورية بباريس




.. لماذا تصدر حزب التجمع الوطني نتائج الدورة الأولى من الانتخاب


.. ماذا بعد أن تصدر اليمين المتطرف نتائج الانتخابات المبكرة في




.. -نتيجة تاريخية-.. اليمين المتطرف يتصدر الجولة الأولى من الان