الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل بناء يسار تونسي جديد

خليفة نعمان

2013 / 1 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يقول غسّان كنفاني " إن كنّا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا تغيير المدافعين لا أن نغيّر القضيّة "
جاءت إنتفاضة 17 ديسمبر بعد مخاض عسير و تضحيات جسام قدّمها الشعب التونسي لتضرب بعرض الحائط كلّ أصوات و أبواق الدعاية الليبراليّة والرّجعية و المبشِّرة بإنتهاء زمن الثورات و الإنتفاضات الشعبيّة، فاتحة بذلك باب الأمل من جديد أمام الفئات الكادحة و المهمّشة في التحرّر و الإنعتاق الإجتماعي. تلك الإنتفاضة المجيدة وقفت على مدى ضعف الأحزاب و الحركات السياسية المنحازة إلى قضايا الشعب الكادح ، فهي لم تفلح في قيادة الجماهير رأسا نحو السلطة السياسية وهذا مبرَّر نظرا لحالة الحصار والتضييق الخانقة التي كانت تعيشها طيلة عقود ، كما أنّها لم تنجح في طرح البدائل السياسية و تزعّم الحراك الثوري خاصّة في إعتصام القصبة 2 و هذا يعود بالأساس إلى غياب الكوادر النوعيّة و سوء تقدير المرحلة من خلال الشعارات المرفوعة و التحالفات السياسية الخاطئة. ولعلّ فشل تجربة ما يسمّى بالمجلس الوطني لحماية الثورة و الجبهات اليسارية خير دليل على ما أقول. فكيف نتكلّم على مجلس لحماية الثورة بمشاركة الرّجعية الدينية (حركة النهضة) !!! ثمّ كيف ندعو شعبا ينقصه الوعي السياسي إلى إنتخاب مجلس تأسيسي تحت إشراف حكومة الإلتفاف الثالثة بقيادة الباجي قائد السّبسي!! هذا إلى جانب عدم توفّر الشروط الموضوعيّة لإجراء إنتخابات حرّة ، ديمقراطيّة وشفّافة. فغياب حريّة الإعلام و عدم إستقلاليّة القضاء وتحييد المساجد إلى جانب تدفّق المال السياسي خاصّة من الرّجعيات العربيّة النفطية (قطر) ساهم بشكل كبير في تزييف إرادة الجماهير و صعود حكومة إلتفاف رابعة بقيادة اليمين الدّيني والمتمثل في حركة النهضة و أزلامها . سوء التعامل مع الحدث "الثورة" لم يقف عند هذا الحدّ بل إنّ عامين منذ إندلاع الإنتفاضة لم يكفيا يسارنا لمراجعة أطروحاته و آليات عمله في صفوف الشّعب ممّا من شأنه أن يجعلنا أمام حقيقة تاريخية ،وهي :وجود أزمة فكر و إنتاج على مستوى الخطاب النظري والسياسي ، عدم فهم المركبّات النفسية و السوسيولوجيّة للشعب التونسي هذا إلى جانب غياب الكوادر النوعية ذات القدرة الفاعلة في الإنغراس الجماهيري و القيادة الميدانية. لذلك ومن منطلق علمنا بالدّور الطلائعي الذي لعبه الشباب أيام الإنتفاضة و إبّانها لابدّ اليوم من ترك المبادرة للطاقات الشبابية التقدميّة لتصحيح مسارها الثوري ، فقد أفرزت الحركة قياداتها ولا بدّ لهذه القيادات أن تصنع و تفرض بدائلها . قانون التطوّر يقتضي تحطيم الأصنام ومراجعة الأطروحات حتّى يتمكّن شعبنا الكادح من ممارسة سلطته الفعليّة وسيادته الحقيقيّة على خيراته و ثرواته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش