الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للأسف ذهبت اليوم للمجلة فطلعوا ميتين أهلى

غادة عبد المنعم

2013 / 1 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


"إخوانى ميتين أهلى أرجوكم إبقوا فى قبوركم مكرمين، أعزاء، أجلاء، بعد أن تحولتم لتراب ولا داعى أبدا.. أن تخرجوا من قبوركم، وقد جمع لحمكم على عظمكم من هول ما يحدث فى مصر"

ذهبت اليوم لإدارة المجلة التى أعمل بها، أو التى فى الحقيقة لا أعمل بها حيث أننى شبه مستبعدة ومقالاتى لا يتم نشرها عندما أرسلها، وقد تم إفهامى على مدى الخمس عشر سنة الأخيرة من كل رئيس تحرير فى بداية تشريفه وعلى التوالى أن الأصناف التى تشبنى (الموهوبون وولاد الناس المحترمين) غير مرغوب فى تواجدهم فى ساحة العمل التى يعمها الفساد، وأنه وإن كان قد تم تعينى غصبا عن السفلة والحقراء فى عملى هذا، فإن السفلة والحقراء الذين تحولوا لرؤساء تحرير واحد وراء الآخر (القائمة طويلة تضم محمود على وفاروق عبد السلام ومحمد الغريب وياسر رزق وأبو بكر عمر وحتى رئيس التحرير الحالى) لن يتهاونوا معى ولن يسمحوا بنجاح محاولاتى للعمل، ولا حتى لو كانت محاولاتى هذه تقتصر على تدريب الزملاء الجدد، الذين يعملون وتمر بهم السنون دون أن يفهمون شيئا عن مهنتهم وآلياتها وهدفها.
المهم ذهبت لأقبض البدلات التى تقرها لى نقابة الصحفيين والتى تم فصلها عن المرتب فى إجراء متعنت من بهوات الجهاز المركزى للمحاسبات، والذين وجدوا أنفسهم يأمرون وينهون ففعلوا ما بدى لهم من تعنت أى إن كان، ففوجئت أن الصراف يقول لى بدلات إيه يا أستاذة، مفيش بدلات؟ (إيه يا ابنى هما لغوها وأنا معرفشى) الخلاصة أننى دلوقتى ممنوعة من العمل هذا أولا (على الرغم من منصبى المحترم كنائب لرئيس التحرير) ومفيش مكافأة ليا ولا حوافز طبعا ولا نصف شهر إثابة (كما يحصل عليه باقى البهوات ممن لا يفكون الخط) ولا الزيادات التى أقرتها وزارة المالية ولا تعديل الكادر الذى أقرته وزارة المالية ولا حتى بدلات النقابة التى أقبضها منذ 25 عاما تقريبا؟ (الإضافة الأخيرة هلت مع ترسخ حكم بسلامته مرسى)
تخيلوا معى إذن نهضة مرسى التى جعلت من رئيس التحرير إمبراطور يستولى وحدة على مكافأة مائتى ألف جنيه كل عام ومجلته تخسر ستة مليون، ويحول فائض الميزانية (الناتج عن أنه لا يعطى غالبية الصحفيين مكافئات) لمكافأة سنوية له وحده تصل وحدها لربع مليون جنيه ويسافر على حساب الوزارة (وزارة الإعلام) هو وحبايبه ويحرم الباقين من السفريات التى تمثل للصحفى فرصة للإحتكاك والترقى بمستواه بحجة فقر الوزارة، ويعطى حبايبه قيم تساوى أربع أضعاف المرتب مقسمة على خمس أنواع من المكافئات، ويحصل على نسبته من رشوة عقد الطباعة حيث يبزنس فيها هو و وزير الاعلام مع رئيس هيئة إتحاد الإذاعة والتليفزيون كل هذا يحدث بينما باقى العاملين المحترمين فى هذه الوزارة من محررين ومعدين ومذيعين وغير ذلك من المهنين معلق لهم دائما لافتة نعتذر فمصر مفلسة، وأين تذهب الأموال التى لا تصل لهم تذهب كمكافئات بأنواع لا عدد لها وبأسماء مدهشة لكل رئيس قطاع وكل مدير إدارى حتى يمررون المزيد من الرشاوى والسرقات للوزراء، ولتبقى شلة سرقة البلد شغالة حيث تخرج الفلوس من ميزانية البلد مباشرة لإيد الوزير، كله فى جيب الوزير أو الرئيس أو رئيس الوزراء، والقليل فى جيب المديرين وبدلا من تحقيق دخل مناسب لكل موظف بعد الثورة والقرارات الوزارية وقرارات القضاء تحولت كل القرارات التى اتخذت تحت إلحاح الثوار لميزات فى يد المدير يعطيها بالنسب التى يريدها لمن يرغب ويمنعها عن من يرغب.
ولم يكفيهم هذا بل لكى يثبتوا كذبة أن مصر على وشك الإفلاس اتدوروا على المرتب الأساسى فشالوا منه البدالات المهنية ليخفضوه للنصف وهكذا تتحولت واحدة زيى تعمل لربع قرن فى الحكومة تعمل من أهم الكوادر فى مجالها لا تكف عن إعادة تعليم نفسها فضلا عن كونها عاطلة بلا عمل، فهى أيضا بلا مرتب (حيث لا يمكن إعتبار الأف ونصف جنيه مرتب يغنى عن الحاجة) ومن المدهش أن أكون أنا نائب رئيس التحرير بلا مرتب تقريبا بينما الأعلى منى بترقية واحدة وهو رئيس التحرير يحصل على أجر إجمالىعن كل شهر تقريبا ستين ألف جنيه شهريا بخلاف نسبته من الرشاوى وتسليك المصالح التى تحقق له دخل يصل لستين ألف أخرى أى أن دخله عن عمله السيئ جدا يصل سنويا لمليون ونصف.
وليت الأمر توقف عند ذلك لكن
وليت الأمر توقف عند ذلك لكن لكى أذهب للإدارة المجلة (التى قال لى فيها الصراف بدلات إيه يا أستاذة إنت ملكيش حاجة) والتى تقع فى شارع منصور بجوار ضريح سعد زغلول وهو شارع ممتلئ بالوزارات طبعا طلعت روحى وأنا ألف من حارة لزقاق حتى أصل لهذا الشارع الذى أصبحت كل الشوارع التى تؤدى له مغلقة من جهة وسط البلد فلم يكفهم أن أى شخص يستقل عربة يضطر للمشى فى شوارع ضيقة فى جاردن سيتى لا تسع عربته لكنهم أغلقوا المزيد من الشوارع فصار لزاما على كل شخص يقصد منطقة المنيرة أن يمشى بعربته أو بالتاكسى أو راكبا الأتوبيس فى شارع لا يسع عربية واحدة لأن معظمه مستخدما لركن عربات السفارات، وأيضا يستخدم بحالته هذه العاجزة عن تسيير المرور فى اتجاه واحد للمرور فى كلا الإتجاهين (بيطلعوا روح الناس يعنى عشان تفضل حجة الاستقرار هى حجتهم لإسكات الشعب ودهولته) تقف بالساعة حتى تتحرك العربة التى تغلق الطريق أمامك ويجدوا لها مكان تركن فيه بعد أن يتكرم سواق فى سفارة ما بإفساح نصف متر ولا متر ثم تمر العربة التى تستقلها أنت لتعانى التالية لها من مدة مناظرة من الإنتظار حتى تمر العربة التى فى مواجهتها وهكذا.
بعد كل هذا الإرهاق المقصود من الحكومة فوجئت فى شارع منصور، شارع الموظفين! بإثنين بهوات ضباط مرور لم يكفهم كل البهدلة دى وأن الشارع مغلق من ست فتحات كانت تؤدى به لوسط البلد، لكن البهوات قرروا يحولوا البقية الباقية من جهد موظفى الشارع المنهكين يوميا بمحاولة الوصول لعملهم لهباء فوقفا يكلبشا العربيات التعبانة المملوكة لموظفين يعملون فى وزارات الشارع واللى بتطلع روحهم عشان يوصلوا شغلهم واللى لأن المنطقة مفيهاش ولا جراج ولا ساحة إنتظار فهم يتصارعون على الركن فى طابور فى الشارع المغلق من آخره من كل إتجاه، والذى لن يزيد الركن فيه من ضرر إغلاقه فهو مغلق ولا مرور فيه إلا لنصفه فقط.
يعنى ببساطة الإخوان وقبلهم الجيش وقبلهم السافل مبارك بكل رؤساء وزرائه ووزرائه حولوا الذهاب للعمل لشيئ مستحيل.
فأنت تحارب كل هذا مرة واحدة لو سهل الله لك وتحقق حلم أسرتك بتوفير وظيفة ذات معاش لك، تحارب وتعانى من رئيس فاسد مقرف بيبزنس مع زملاء لك من شاكلته ومع وزير أسفل منه وهو يتعنت معك ويضطهدج لأن شخص محترم ليس أكثر ولأنك أفضل منه وهو يحسدك.
ثم تعانى من مرتبات ظلت تتناقص مع زيادة الأسعار وحتى قضى مرسى عليها نهائيا وقام بمصادرتها لصالح مكافئات يتم تكويمها للإخوان المحتلين أعلى الوظائف فى الدولة والذين يقومون بتحديد دخل كل موظف حكومى فى الوقت الحالى.
وتعانى من قرار غير معلن بإعفائك من العمل لأنك محترم وابن ناس وموهوب.
وتعانى من طرق يستحيل أن توصلك لشغلك ومن شوارع مغلقة
وحتى لو كنت وارث وأبوك جاب لك عربية تعبانة تكفيك ذل المواصلات فهذه العربية لا مكان لحركتها ولا لركنها وإذا وجدت المكان فالحكومة حتكلبشها لك.
الخلاصة مستحيل أن تذهب لعملك، مستحيل أن تعود منه، مستحيل أن تجد رزقك وولاد الواطية بيحكموا البلد، ضف لذلك أنه يمكن قتلك لأى سبب وحتى بلا سبب من أفراد من شرطة أو جيش بلدك، وإنت ماشى فى الشارع أو حتى داخل بيتك تطل مثلا من البلكونة، وسوف يتم قتل أسرتك إذا غضبوا وتجمهروا حول القسم كما حدث فى شبرا أمس، وبعد قتلك سيتم إعلان خبر فى إذاعة وتليفزيون بلدك حول عدم إنضباط أسرتك وإنفلاتهم أمنيا لأنهم لم يرضوا بقتلك فطيس وحاولوا أن يعترضوا بالتجمهر. أهلا بكم فى مفرمة البشر فى ظل حكومات وسلطات اللا ضمير.. إخوانى ميتين أهلى أرجوكم إبقوا فى قبوركم مكرمين، أعزاء، أجلاء، بعد أن تحولتم لتراب ولا داعى أبدا.. أن تخرجوا من قبوركم، وقد جمع لحمكم على عظمكم من هول ما يحدث فى مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و