الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا عيد الحب وليس الحدث الحقيقي

عامر الدلوي

2013 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


خاطرة مرت على البال أمس في الثانية والنصف ليلا ً .. بعد أن قرأت بوست لأحد الشباب الأربعة من شباب شباط والتعليقات التي وردت عليها على صفحات الفيسبوك .. هذا الشاب أحبه جدا ً لكونه دائب الحركة ونشط في كل الفعاليات .. لكن البوست وتداعيات التعليقات عليه ..هي من أثارت هذا الشجن الذي أدرك جيدا إنه سوف لن ينال إعجاب البعض من فيلق المادحين للسياسات الخاطئة لقيادات اليسار العراقي بكل شرائحه ..

وسط تراكمات أسوء إدارة للدولة العراقية الحديثة منذ تشكيلها في العام 1921وعلى مدى ست سنوات من حكم نوري المالكي .. و كرد على سياسة الإقصاء والتهميش الباطلة أندلعت التظاهرات في النبار وتلتها الموصل وسامراء وصلاح الدين وديالى .. أندلعت سواء لسبب مبيت أو لمر دبر بليل ضد حكم المالكي .. أو رد فعل لإعتقال حمايات العيساوي كما يحلو للبعض تصنيفها .. لكنها أندلعت .. وفي وسط كانت ولا تزال سلطة العشيرة فيه تلعب الدور الأكبر من سلطة الدولة ومنذ زمن يعود في القدم إلى ما هو ابعد من فترة تأسيس الدولة العراقية الحديثة .
اليوم وهي تدخل في شهرها الثاني .. وحسب الأخبار المتواترة فإن هناك تهيئة لتظاهرات أخرى ستنطلق في البصرة والناصرية والعمارة وبغداد يوم الجمعة القادم ..
نجحت الرؤوس التي تقود هذه التظاهرات ومعظمهم من رؤوساء العشائر ورجالات الدين من المذهب السني ( وفي ظل غياب تام لدور التيار الوطني الديمقراطي وقوى اليسار ) في تنقية الشعارات المرفوعة لتكون في وضع هو أفضل عليه مما كان في أيامها الأولى .
السؤال هنا .. في ظل ما جرى ويجري من فساد مالي وإداري .. وما جرى ويجري من إفقار متعمد لقطاعات واسعة من ابناء الشعب العراقي وسرقة حلم الأجيال في بناء وطن متقدم عمرانيا وإقتصاديا في ظل الإمكانات المتاحة .. وفي ظل الفضائح اليومية للسياسيين المتأسلمين .. الأخلاقية منها والسياسية ..
وفي ظل عودة كبار الضباط المجرمين من البعثيين اللذين تلوثت اياديهم بدماء أبناء شعبنا .. إلى وزارة الدفاع وقيادات الفرق والقواطع .. وإعفائهم من أجراءات قانون المسخرة المسمى المسائلة والعدالة لكونهم من ابناء طائفة رئيس الوزراء بعد أن يؤدوا يمين الولاء له .. لا للشعب والوطن كما هو مفترض .. ولمن ينكر ذلك أو يحاول التبرير بدعوى التملق لرئيس الوزراء أرده إلى تصريح حسين الشهرستاني الذي ذكر فيه إن 90 بالمئة من المدراء العامين في وزارة الداخلية هم من حزب الدعوة العربي الأشتراكي
وفي ظل الإعتقالات التي طالت الآلاف من أبناء الشعب وفق تقارير المخبر السري .. وفي ظل هذه الأعداد من الوفيات تحت التعذيب في سجون كل مؤسسات الحكومة .. وفي ظل إلهاء الجيش عن واجبه الدستوري في الدفاع عن حدود البلاد وضبطها منعا ً لتسلل قوى الإرهاب .. يزج به في المدن ويمنح الصلاحيات للقيام بالعشوائيات كما وردت على لسان رئيس الوزراء في جولته الليلية ..
أما كان الأجدر بقوى اليسار وقوى ما يسمى بالتيار الوطني الديمقراطي .. أن تكون في الطليعة من هذه التظاهرات وتعمل على تجذير شعاراتها وتحجم دور رجال الدين فيها .. أم إنني سأعود للإستماع إلى نفس الإسطوانة المشخوطة .. التي شنف بها أسماعنا اليسار وتنظيمه الرسمي طيلة السنوات التي اعقبت التغيير .
لا أدري عن أية طائفية يتحدث البعض .. وهو من تناسى حتى مجرد تذكرها طيلة السنوات المنصرمة .. والتي كان المالكي خلالها سادر في غيه من أجل بناء حكم الطائفة .. ولم يتذكرها إلا بعد إندلاع التظاهرات في المحافظات التي تتميز بالثقل المذهبي السني .. والتي فضحت في تاججها جيفة النظام عندما أبتدأ بتنفيذ مطالبها واحدا ً تلو الآخر .. بعد أن جرب عرض عضلاته عليها عبر عمليات حمقاء مثل غلق المنافذ الحدودية والتهديد بأنهائها عن طريق القوة .
ولماذا هذه الدعوة الخجلى للتظاهر في عيد الحب ( 14 شباط 2013 ) في ساحة التحرير .. لماذا لا تسمون الأشياء بأسمائها الحقيقية .. لقد تحلى الشباب الأربعة اللذين أعتقلوا من شباب شباط بنوع من الشجاعة عندما أعلنوا عن هويتهم الشيوعية في المؤتمر الصحفي بعد إطلاق سراحهم .. فلماذا لا يدعو حزب عريق كالحزب الشيوعي للتظاهر في نفس اليوم ويعلنها على الملأ على إنها ذكرى إعدام قادته الأماجد فهد ورفاقه .. اللذين ضربوا أروع الأمثلة في التصدي للفاشست ولم يضعوا أولويات بقائهم على قيد الحياة مقابل التنازل المهين للحكام .. كما يبرر أحدهم اليوم السكوت عن جريمة بشت آشان على إن هناك أولويات في السياسة .. لعل جزء منها .. السكن في قصر رئاسي من قصور صدام .. و مقرات للحزب تحولت شيئا ً فشيئا ً إلى بيروقراطية الدولة حتى قبل أن يكون المطلب العظيمي قد تحقق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع