الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اموالنا المهربة مع أبناء المسسؤولين الى الخارج

ارشد حمد محو

2013 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية




ما أن سقط النظام البعثي حتى انفتحت أبواب النعيم أمام العديد من المسؤولين السياسيين والاداريين و العسكريين في العراق ، و امتد هذا النعيم الى أبنائهم و عائلاتهم الذين يقيمون اغلبهم في الدول الاوربية لأنهم لايرضون بالعيش تحت حر الصيف الحارق والشتاء القارص في البلد الذي يمتلك أكبر أحتياطي النفط في العالم.
ولايقتصر الامر عند هذا الحد بل هؤلاء لايؤمنون بالنظام التعليمي ومستواه المتدني ولايثقون بأطبائنا المحليين وأدائهم في مستشفياتنا التي تفتقر الى ابسط مقومات التكنلوجيا الحديثة، ولايأمنون على أبنائهم من تهديدات الارهابيين بسبب مكانة أبائهم في الدولة والخدمات التي يقدمونها لأبناء البلد ، والاخيرة هي اكثر حجة جاهزة للمسؤولين للحصول على اللجوء السياسي و الانساني في البلدان العديدة التي تنتظر اموالهم قبل الحفاظ على حياتهم والتي توافق على الطلب فورآ لاسيما لأولئك المسؤولين الذين يهربون عوائلهم الى الخارج مع اموال طائلة ، لأن تلك البلدان تستفاد أكثر منا بكثير من اموالنا المستثمرة في بنوكهم التجارية والمشاريع الصناعية الكبيرة وشراء ابناء المسؤولين العقارات والفيلات السياحية على ضفاف انهار الراين والسين و الدانوب .
قبل أيام اكد لي مترجم عراقي مقيم في دولة اوربية حيث عمل مترجمآ في أحدى المحاكم لدى مسؤول عراقي الذي قام بتهريب أبنائه و زوجاته الاثنين من العراق الى اوربا طلبآ للجوء السياسي ، وحسب قوله فأن المحكمة المختصة وافقت على الفور على طلبه في اللجوء بعد أيداعه مليون ونصف المليون دولار في احدى بنوك تلك الدولة ، وشرائه عقارات وبيوت بمبلغ ثلاثة ملايين دولار والادهى من ذلك ان مسؤولنا المخضرم العزيز لم يقيم في ذلك البلد بل رجع توآ الى العراق ليسهرعلى راحة ابناء شعبه العظيم .
عندها تذكرت الخبر الذي ذاع في وسائل الاعلام العالمية المختلفة قبل عدة اسابيع ومفاده حصول العراق على المرتبة الاولى من بين دول العالم ألاكثر فسادآ ، وعندها ايضأ أدركت أن كل تلك الاموال الطائلة التي خصصت في ميزانية العراق لعام 2012 و التي بلغت (117) ترليون دينار عراقي أين ذهبت ؟ و كيف صرفت ؟ ومن تمتع بنعيمها ؟ بل وعرفت السبب وراء حرص حكومتنا الرشيدة على زيادة هذا المبلغ في موازنة عام 2013 الى ( 138 ) ترليون دينار عراقي ، وهي أكبر موازنة في تاريخ الدولة العراقية وتساوي ايضآ ميزانية عديد من الدول مثل لبنان و ألاردن والامارت وفلسطين، الا ان عاصمة العراق العظيم مدينة السلام و دار الخلافة أيضآ( بغداد ) حصلت بدورهاعلى المرتبة الاولى من بين أسوأ ( 200) عاصمة يمكن العيش فيه حسب ما أظهر مسح أجرته شركة ( ميرسر ) العالمية للأستثمارات ، وسبقتها العاصمة السودانية خرطوم ، و العاصمة اليمنية صنعاء، فتصوروا ؟؟؟ ..

هذا الى جانب انه كثيرآ ما نسمع بين الحين والاخر أن أبن المسؤول الفلاني يمتلك رصيد خيالي في أحدى البنوك الاوربية ، جمعه من راتبه و راتب ابيه الشهري وهو تعبهم و جهدهم لسنوات عديدة فلاداعي لترديد تلك العبارة العتيقة ( من أين لكم هذا ) بوجههم؟؟ او نسمع من خلال بعض (( الشائعات المغرضة )) ان المسؤول الفلاني يمتلك شقق و عمارات في برلين و لندن وامستردام ودبي وابوظبي، والكلام ينطبق على بعض مسؤولينا و ابنائهم هنا في كوردستان المحررة أيضآ، وليس ذلك فحسب بل ان ظاهرة تعدد الجنسيات التي تساعدهم في هذا الامر بات أمرآ مألوفآ لدى مسؤولينا بحيث يتباها الكثيرين منهم بالجنسية البريطانية او الالمانية او الامريكية التي يحملونها بعد أقامتهم على أراضي تلك الدول وتقديمهم لخدمات كبيرة لأقتصادهم ..
بالطبع أن تلك الاموال هي من خيرات الوطن وثروات أبناءه الذين غالبيتهم يرزخون تحت الفقر والعوز الشديدين وأنعدام الخدمات الحياتية ، ففي الوقت الذي يتلذذ بعض المسؤولين و أبنائهم بما طاب ولذ من اللحوم و الفواكه الطازجة الاوربية الصنع ، هناك مئات من الاباء البؤساء الكادحين من اجل لقمة العيش لأطفالهم ، وفي وقت الذي ينعمون أبنائهم بالتأمين الصحي و الطبيب الخاص بالعائلة، هناك مئات المرضى ألمنهكة أجسادهم ملقون في باحات و زوايا المستشفيات ينتظرون الموت بسبب شحة العلاج ، وفي الوقت الذي يعاقر هؤلاء زجاجات الخمرة والنبيذ الفاخرة ، نرى مئات الاطفال تلجأ الى القمامة وصفائح النفايات باحثين عن لقمة ترمق جوعهم . وهنا لابد ان نفتخر بمرتبة اخرى يحققها البلد وهو انه الاول في العالم في عدد المسؤولين الذين يحملون الجنسية المزدوجة والاول الذي ابناء مسؤوليه جميعا اغنياء واثرياء بشكل فاحش.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس