الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارب حكومية مغربية

حميد المصباحي

2013 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عاش المغرب تجارب حكومية مختلفة و متعددة حد التناقض,فقد عرف حكومات غريبة,تدير البلد بدون برامج,بل تبحث عن توجهات خارج اختيارات أفرادها,و مكوناتها الحزبية,ثم تلتها حكومة برئاسة اشتراكية,سمح لها باكتساب أغلبية غير مندمجة,قريبة من حكومات التوافق الوطني التي عرفتها الدول الحديثة الإستقلال,وكانت هذه الحكومة أول مجسدة لما عرف بالتناوب التوافقي,لتتلوها حكومة من نوع مغاير,حكومة ملتحية لأول مرة,رئيسها من حزب ديني,نجح في جر أحزاب محافظة وطنية و أخرى ذات توجهات اشتراكية,فما هي أوجه التشابه و الإختلاف بين هذه الحكومات و ما هو السر في هذه التركيبة الغريبة التي يعرفها المغرب و ما هي رهانات الحكم للدفع بمثل هذه الصيغ إن كان له دخل في ذلك؟
و هل هي انعكاس لما يعرفه المجتمع المغربي من تحولات مست ذهنية المواطنين و ثقافاتهم التي عبرت عن المركب في اختياراتهم السياسية؟
1حكومات الحكم
هي تلك الحكومات التي كان النظام المغربي يأتي بها لتزاحم أحزاب الحركة الوطنية و تعلمها طقوس الخضوع,و كيفية إدارة دواليب الدولة وفق الديمقراطية المغربية و ليس الغربية,التي لا تصلح للنظام المغربي و لا يقبل بها حتى المجتمع المغربي نفسه,و قد كانت رئاسة هاته الحكومات تسند بناء على درجة الطاعة التي يبديها الحزب الذي ينتمي إليه الوزير الأول,فهو يقدم النموذج لرجل الدولة كما أراده الحكم المغربي قبل تجربة التناول و مجيء السيد عبد الرحمان اليوسفي,الذي استوعب في المرحلة الثانية شروط التناوب المراد فرضه,فترك السياسة و طج منها,لكن الكثيرين حتى من المعارضة السابقة كانوا قابلين بما رفضه,بل هناك في حزبه من اعتبر الدستور هو كل ما ينطق به نظام الحكم في شخص الملك.
2حكومة التناوب
قادها حزب اشتراكي معارض,دعمته قوى و طنية محافظة كحزب الإستقلال,و انضافت إليه أحزاب عرفت في أدبيات المعارضة بأحزاب الإدارة,التجمع الوطني للأحرار و الحركة الشعبية,و بذلك كانت رئاسة هذه الحكومة غريبة في تركيبتها,قبلت على مضض المخاطرة برصيدها الشعبي حماية للوطن من التدهور الذي عرفه الإقتصاد الوطني,أو ما سمي بالسكتة القلبية,و توقف مصادر الدولة المالية بلغة الإقتصاد السياسي,و قد حاول الحزب الإشتراكي الكبير,الظهور بمظهر المنقذ من الهزات الإجتماعية و السياسية التي كان المغرب معرضا لها في نظر الكثير من المؤسسات المالية و الدارسين الإقتصاديين الذين تعجب العديد منهم من استمرار دواليب الإقتصاد المغربي من الدوران رغم الأزمات التي كان المغرب يتخبط فيها.
3جكومة الحفاظ و المحافظة
في تركيبتها تثير العديد من التساؤلات كسابقتها,إذ تتشكل من المحافظين و الإشتراكيين و حتى الدينين,أي حزب العدالة و التنمية,و هي لازالت من خلال رئيسها و وزيرها الأول تدعي كما الحكومة السابقة,الرغبة في إنقاذ المغرب من تبعات الربيع العربي,و يعتبر الحزب القائد للتناوب الإسلامي منقذا هو الآخر للمغرب من الهزات التي تعرفها العديد من الأقطار العربية,التي انهارت نظمها السياسية و لازالت الدول فيها تعيش صراعات مريرة حول السلطة,بل إن رئيس الحكومة الملتحية ما انفك يهدد بالعودة إلى الشارع السياسي,الذي اعتبره نفسه معبرا عنه رغم موقف العدالة و التنمية من حركة 20 فبراير التي فرضت الدستور الجديد بما له من حسنات مقارنة مع الدستور القديم,فقد كانت حركة الشباب المعبر الرئيسي عن الإستياء الشعبي من الرشوة و الفساد واقتصاد الريع و ما يليه من امتيازات عائلية و قبلية و حتى فئوية راكمت سلطات و أرباح بدون مجهودات تذكر.
خلاصات
يبدو أن الفكر السياسي المغربي,يعرف جمودا عنيدا,بحيث أن المبررات تكررها التجارب رغم اختلاف ظروفها التاريخية و تعارض برامجها السياسية و حتى إيديولوجيتها,مما يعني أن الساسة و قادة هذه التجارب,فقدو القدرة على إبداع ما يلائم زمنهم السياسي,فسرقوا فكرا مختلفا و مغايرا لواقعهم الذي عجزوا عن استيعابه سياسيا,و خصوصا عندما هاجرهم المثقفون و تركوهم في الظلمات يعمهون و يتهافتون على تجميع مالا يجمع من العبارات للدلالة على متحولات فقدوا القدرة على إدراكها في حركيتها فجمدوها و صدقوا صدقيتها بوثوقية غريبة,مع بعض الرتوشات البسيطة من قبيل استبدال مطاردة الساحرات,بعفا الله عما سلف,و استبدال مقاومة التغيير بالتماسيح و العفاريت,مما زاد المشهد غموضا و ضبابية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ