الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوعزيزي الإرهابي في العراق !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2013 / 1 / 22
كتابات ساخرة


لو قيّض الله للتونسي محمد البوعزيزي أن يعود للحياة في بلاده لاختار البقاء في سكنه الحالي في وادي برهوت باليمن ، لأنه هناك في البَرْزَخ يطمع برحمة الله برغم أنه مات منتحراً و" أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" ،بينما هو يائس تماماً من راشد الغنوشي وحزبه الإسلامي ،حتى وإن كان هو السبب في إيصالهم الى الحكم.

ولعل البوعزيزي أدرك بعد خراب البصرة ، أن الانتحار ليس هو الوسيلة الشرعية المقبولة ، للتعبير عن الغضب ، أوللاحتجاج على التهميش والإقصاء، أو حتى للفرار من المسؤولية بعد أن سدت بوجهه كل الأبواب، وما عاد هناك حل بالنسبة له الا بقتل نفسه المحرمة ، فقد عرف البوعزيزي هناك في وادي برهوت، بعد أن كشف عنه الغطاء ، حجم ورطته مع المسؤولين عنه في بيته الجديد!.

ماعلينا..
البوعزيزي هو الآن بين يدي الله ، بعد أن نقلت تونس بعد موته حرقاً الى حال لا تحسد عليها، وكثير من التونسيين يلومه لأنه السبب في حصول تغيير كانوا يتوقعنه ربيعاً طلع عليهم "طركاعة "، والمشكلة هي أن إخواننا في الموصل استنسخوا البوعزيزي بالأسود والأبيض ودون التفكير بمشاكل البرزخ وسؤال منكر ونكير وكل ماله صلة بملف القبر ، وبعد سنتين من " ربيع عربي " ملطخ بسخام الوجه ، يريد جر أذيال خيبته .. الى العراق!.

وإذا كان البوعزيزي التونسي، فعل مافعل دون تخطيط مسبق (ربما، فأنا أؤمن بقوة بنظرية المؤامرة)، فان تكرار عملية إشعال النار في إنسان خلقه الله في أحسن تقويم ليكون خليفته في الأرض ، وفي عراقٍ عرف تأثير العمليات الانتحارية وقتل النفس وتفجيرها(لتناول الغداء مع الرسول ص ) ، يعني :
- أن هذه الظاهرة المقززة ، لا تعدو كونها عمل ارهابي ، لا يختلف عن أي تفجير إنتحاري يشهده العراق مثله كل يوم، لتحقيق مكاسب سياسية ، فلا يُطاع الله من حيث يُعصى ...إن كنتم مؤمنين.
- ولغير المؤمنين، فهي ابتزاز سياسي من الجهة التي تؤيدها، وأنانية مفرطة من قبل منفذها " الضحية " الذي يعتقد أنه يحقق للمجتمع نتائج كبرى عن طريق التضحية بنفسه ، معبراً عن حبه الدفين لذاته، فهو انتحر وقتل نفسه، لأنه يحبها أكثر من أي شيء ، وأكثر من هذا الشعب المخدوع به وببطولته الزائفة ، مع ملاحظة أن تصوير فيلم عن الحرق احتجاجاً(عدا الحالات العفوية وهي في الغالب انتحار عادي) ، يشير الى أكثر ، الى دوافعه ، وأنه عمل دُبِّر بليلٍ بعد إقناع " البطل" بأنه سيتم إنقاذه بسرعة!..
وأتذكر في هذه العجالة الفيلسوف الراحل الامام محمد باقرالصدر وهو يعيدنا الى المربع الأول في كل هذا الصراع الذي نشهده في العراق وغيره من بلدان " السخام العربي " .

فالصدر يبرهن في "فلسفتنا" أن غريزة حب الذات ، هي أصل كل الغرائز ، حيث يعبر الانسان عن هذه الغريزة بحب اللذة والسعادة وبُغضِ الألم والشقاء، حتى مع تفجير الدوافع الذاتية في الطبقة المسحوقة ودفعها إلى انفجار ثوري،كالانتحار حرقاً... مثلاً.

نعم هناك من يستغل هذه الظاهرة البوعزيزية ،وقد برزت في عمليات سابقة تبنتها قبل البوعزيزي ، منظمات يسارية تثار حولها تساؤلات كثيرة.
وربما يجد الباحث الشكاك مثلي، والمؤمن مثلي بنظرية المؤامرة ، ضالته حول هذه الجهات ، في المسلسلُ التلفزيوني الإيراني الذي ظهر مطلع الثمانينيات واسمه " العندليب "، وبالفارسية " هزاردستان " ، أو في المسلسل المعاصر " وادي الذئاب " التركي "Kurtlar Vadisi" الذي نبهتني له كاتبة فرنسية مهتمة جداً بثور....ات الربيع العربي!.
وإذا كثر الفساد في أمتي فعليكم بسوء الظن...
إن سوء الظن من حسن الفطن..
أكاد أشكـ فى نفسي لاني أكاد أشك فيكـ وأنت مني!
والعاقل يفهم.
مسمار :
أبو العتاهية :
"لا تَذهَبَنّ في الأمورِ فَرَطَا؛
لا تَسألَنّ إنْ سألْتَ شَطَطَا
وكُنْ مِنَ النّاسِ جَميعاً وَسَطَا"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام