الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ننتظر .. ؟

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


السيد النائب الأول يعترف بما لم يستطيع أن يعترف به حزبه ، وقال بالحرف الواحد أن إنفصال الجنوب هو فاتورة إنتمائنا العربي والإسلامي ، وشن بعدها هجوماً عنيفاً على دعاة حقوق الإنسان قاصداً الدول الغربية وقال أن حقوق الإنسان نحن حماتها ..

وحقيقة لا ندري من يقصد السيد النائب الأول بصيغة الجماعة ( نحن ) ، هل يقصد السودانيين جميعاً أم حزبه ، إذا كان يقصد حزبه فهذا شأن حزبي خاص فاليقل مايشاء ، عن دفاع حزبه لحقوق الإنسان فى السودان أو فليقل مايشاء عن عروبته وعروبة حزبه التى أدت لفصل الجزء الزنجي المسيحي من الوطن لأنه لا يمثل العروبة والإسلام ، وليدفع حزبه ما يشاء من فواتير الإنتماء العربي لعل وعسى تقبل منهم ذات يوم ويعترف العرب بعروبتهم ..

أما إذا كان سيادته يقصد ب ( نحن ) كافة السودانيين فهذا خطأ كبير جداً يبدأ بكاتب هذه السطور فهو ليس عربي ولا يمت للعروبة بصلة ولن يرضى بل ومن المستحيلات أن يدفع ذات يوم فاتورة من أجل إنتماء عربي لا علاقة له به ، والإسلام برئ مما جاء به أيضاً السيد النائب الأول ، فالأسلام دين البشرية جمعاء لا علاقة له بعرب أو عجم ولا علاقة له بالغرب أو الشرق إنما جاء للعالم كافة ولا فرق على عربي أو أعجمي إلا بالتقوى ، هكذا تحدث الإسلام الذى يرفض العنصرية ويرفض تفكيك الوحدة الإنسانية ، فماتم من إنفصال لجنوب السودان هو ضد تعاليم الدين الإسلامي الذى جاء من أجل كل البشرية فكيف يدفع فاتورة إنتماء إسلامي بفصل جزء عزيز من الوطن كان يمكن أن ينشر فيه ذات الإسلام ..

فيا ترى ماذا ننتظر من فكر يسيطر على الدولة وعقلية تدار بها مقاليد الأمور فى هذا البلد سوى أن ندفع إجبارياً فواتير هذا الفكر الذى لا يمثلنا ، فإذا كنا قد دفعنا فاتورة إنتماءنا العربي كما قيل بفصل جنوبنا العزيز فبذات المنطق سيتم دفع فواتير كثيرة فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان والشمالية ، فكل هذه المناطق تتطابق فى عدم عروبتها مع الجنوب ولكن ربما لن يتم دفع فاتورة الإنتماء الإسلامي هنا لأن معظم هذه المناطق تدين بالإسلام أما الإنتماء العروبي فلا صلة لهذه المناطق به ، وهكذا ياترى هل سنشهد فى الخطوة القادمة فصل هذه المناطق الغير عربية كفاتورة أخرى لذات الإنتماء العربي أم ماذا يقصد القوم ( بفاتورة إنتماءنا العربي والإسلامي ) ، فنحن أصبحنا اليوم فى عالم المفارقات والعجائب والغرائب ، أو كما قيل بأن حقوق الإنسان حماتها فى السودان ، وقس على ذلك كل تصريحات أهل السلطان من بني الكيزان ، فإلى أين ياترى سيقودنا هؤلاء ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ