الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى ينتهي هذا المزاد....؟؟؟!!!

بسام جودة

2013 / 1 / 22
القضية الفلسطينية





جاء الاعلان عن الاتفاق الجديد القديم بشأن المصالحة الفلسطينية في اطار وضع مختلف تشهده الساحة الفلسطينية على الصعيد السياسي والوطني ، فهو يمر عبر متغيرات سياسية تمثلت في الاعتراف الدولي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدولة فلسطين عضوا" مراقبا" وفي تطور قدرة المقاومة في قطاع غزة على صد ومواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، كما يمر في أجواء الحشد الجماهيري الكبير في ذكرى الانطلاقة 48 لحركة فتح والذي مثل موقفا" شعبيا" واسعا" ضد استمرار حالة الانقسام، مؤكدا" أن سياسة التشرذم والانقسام والعزل والتفرد في الساحة الفلسطينية لا يمكن أن تكون بديلا" للوحدة والشراكة والتعاون بين كل مفردات الحركة الوطنية الفلسطينية التي لا زالت تخوض معركة التحرر الوطني من براثن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني الذي يسيطر على كل مجالات الحياة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة رغم كل المتغيرات والتطورات السياسية.
ان الحالة الفلسطينية في ظل حالة الانقسام والانفصال السياسي والجغرافي خلقت أجواء" مواتية للأحتلال لمزيد من التوسع والاستيطان والتهجير وهدم البيوت والعمل على تهويد القدس وعزلها عن باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما تم عزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها البعض عبر توسيع بناء الجدار العنصري في الضفة الغربية، هذا الواقع والكثير من الممارسات اليومية الاحتلالية ضد السكان الفلسطينيين المدنيين وهجمات المستوطنين وترويع المواطنين، ما كانت لتستمرفي ظل وجود حالة فلسطينية موحدة وذات سياسة واستراتيجية متفق عليها لمواجهة هذه الهمجية العدوانية .
لقد مثل الانقسام السياسي بين فتح وحماس الفصيلين الأكبر على الساحة الفلسطينية طيلة الست سنوات الماضية حالة من التصدع والانهيار في كثير من القيم والمسلمات على صعيد العمل الوطني الفلسطيني وعلى مستوى العلاقات الاجتماعية الفلسطينية وأحدث حالة من الشرخ لا يمكن رتقها بسهولة أو تجاوزها بجرة قلم أو باعلان صحفي عن اتفاق على المصالحة وانهاء حالة الانقسام ، فاذا كان ما جاء في الاعلان عبر الاتفاق الأخير يمثل رغبة كل الفلسطينيين الوطنيين المخلصين لقضية شعبهم للخلاص من الوضع الحالى الانقسامي، فان تكرار هذا الاعلان عبر السنوات الأخيرة عن نية المتخاصمين في انهاء هذه الحالة الشاذة، ومن ثم النكوص عن تلك الاتفاقيات لأسباب تتعلق بمصالح كل طرف وحساباته التنظيمية والعربية والأقليمية، جعل من مثل هذا الاعلان مصدرا" للتندر والريبة والشك بمدى جدية الطرفين في تنفيذه هذه المرة أيضا"، لاسيما وأنه جاء بعيدا" عن مشاركة أي من الفصائل أو القوى الوطنية الأخرى، وبقيت تفاصيله الجديدة بين الفريقين ، خاصة ما يتعلق بالترتيبات الميدانية على الأرض لتطبيق ما تم الاتفاق عليه وكيفية معالجة مختلف القضايا الشائكة والمعقدة التي ترسخت عبر سنوات الانقسام من خلال وجود حكومتين ومؤسستين وتوابعهما الادارية والأمنية.
ان شعبنا التواق للوحدة يتطلع بجدية لانهاء هذا المزاد الذي تعفنت بضاعته وأصابت المجتمع بالكثير من الأمراض الاجتماعية والنفسية ، ناهيك عن استمرار سطوة الاحتلال وتوسعه الاستيطاني وحصاره ، كما تسبب في بروز شرائح من المنتفعين الفاسدين في كلا الطرفين من الذين شكل لهم هذا الانقسام مغنما" على الصعيد الذاتي والاجتماعي والوطني على حساب المصالح الحقيقية والعليا لشعبنا الفسطيني والذين عطلوا لسنوات ولا زال بيدهم امكانية تعطيل أي اتفاق لا يمثل مصالحهم وحاجاتهم، وهنا يمثل التحدي القائم في تطبيق هذا الاتفاق وفي جدية تنفيذه ، من خلال عزل هؤلاء واجبارهم على الانصياع لارادة الشعب ومصالحه والكف عن العبث بمستقبل الوطن وتطلعات شعبنا.
لابد للطرفين الموقعين على الاتفاق أن يتجاوزا أولويات المصالح الفئوية الضيقة والأدوار في امتلاك السلطة والنفوذ حتى يترجم هذا الاتفاق الى واقع ، فهذه سلطة تحت الاحتلال ونفوذها وهمي ، الا اذا اعتبرنا أن المشاريع والمصالح والأموال الممنوحة من هنا وهناك هي أهم من ازالة هذا الاحتلال الكولونيالي الرابض على صدورنا منذ مايزيد على ستون عاما ، لقد مل شعبنا كل المبررات التي تقف عائقا" في وجه تحقيق وحدته أي كانت غاياتها ، فلم يعد تنطلي عليه لا شعارات الاختلاف على نهج المقاومة أو الحل السياسي أو استخدام الدين كوسيلة سياسية لاستمرار السيطرة ، فقد أدرك ما تجره تلك الشعارات من مفاسد ومقاصد تخرج عن الفهم الحقيقي للنص وتخلط الدين بالمصالح الدنيوية بغرض الابقاء على وقائع لا علاقة لها بمنهجية تحرير الوطن، التي ترتكز في المقام الأول على وحدة الشعب وقدرته على استخدام كل الوسائل المتاحة والمشروعة لانهاء سيطرة الاحتلال على أرضه وتحرير مقدساته وبناء دولته على أرضه.
ان فكفكة العقد والالغام التي تقف في وجه مصالحة حقيقية، تعيد للشعب لحمته الوطنية وتؤسس لاستراتيجية سياسية عملية لمواجهة الاحتلال ومخططاته، تتطلب تحقيق مشاركة واسعة لكل مكونات الشعب الفلسطيني في تحمل مسئولياتها في المرحلة القادمة، عبر البحث عن حلول جذرية ومجدية لكل موبقات السنوات الماضية ، حتى لا نعود الى نقطة الصفر من جديد، أو الى ماهو أسوء على الصعيد الوطني...!!!!
هذه الاستراتيجية التي تضع بالاعتبار المزاوجة بين المفاوضات السياسية والمقاومة ، ولا تسقط أي حق من حقوق شعبنا الثابته وفي مقدمتها حق تقرير المصير، هذا ليس بدعا" من الخيال بل الطريق المجرب لكل الشعوب التي عانت من نير الاحتلال، فلا يحق لأحد أي كان أن يفرض على شعبنا نموذجا" يرتبط بنظرته الذاتية أو مصالحه أو يسعى الى ايهام شعبنا بأن هذا الاحتلال الكولونيالي المدعوم من الولايات المتحدة الاميريكية ويحكمة عصابة من اليمين الفاشي المتطرف، يمكن أن ينصاع لقرارات دولية تبقى حبرا" على ورق في ظل غياب قوة الردع وامكانية مواجهتة وجعله يدفع ثمن صلفه وغروره ، لم يكتب التاريخ أن شعبا" تحرر من مستعمريه بمفاوضات حسن النوايا ، أو من خلال استجداء المحتل لاعطائه حريته واستقلاله .
لقد مر أكثر من أربع وستون عاما" على وضع شعبنا المشتت في بقاع الارض ، وخمسة وأربعون عاما" على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولم يعرف التاريخ الحديث شعبا" لا زال يعيش تحت الاحتلال الا شعبنا.....فهل علينا أن نبقى نستجدي هذا الاحتلال ومستوطنيه أن يكفوا أيديهم وأسلحتهم وعربدتهم عن رقابنا بالمفاوضات ومزيد من المفاوضات....؟؟؟!!! هذا عبث ومضيعة للوقت ، فالقوانين والشرائع الدولية أتاحت لنا كل أشكال العمل من أجل مقاومة وجود هذا الاحتلال لأرضنا وشعبنا.
ان المرحلة القادمة وعلى ضوء المتغيرات السياسية التي حققها شعبنا في الأشهر الأخيرة ، تحتم علينا العمل من أجل بناء مواقفنا ومؤسساتنا الوطنية بما فيها شعار (الدولة الوليدة) على أسس الوحدة والشراكة الوطنية القائمة على فهم طبيعة صراعنا مع هذا العدو، بما لاينتقص من حقوقنا التاريخية المشروعة ، ويؤسس لاختيار قيادة جديدة قادرة على التمسك بالانجازات ومراكمتها عبرالحفاظ على وحدتنا الوطنية ، قيادة تمتلك الشجاعة لوضع استراتيجية وطنية تقوم على الاعتراف بشرعية وحق شعبنا باستخدام كل وسائل المقاومة التي أقرتها مبادىء القانون الدولي في مواجهة الاحتلال دون تردد، ضمن الامكانيات المتاحة لشعبنا ووفق مصالحه الوطنية العليا ، قيادة تعمل في اطار توسيع دائرة الدعم العربي والاقليمي والدولي وتفاعله الايجابي مع قضايانا المصيرية، وفي مقدمتها حق شعبنا في تقرير مصيره وبناء دولته على ترابه الوطني ، قيادة تطوي صفحة الماضي البغيض من التشرذم والانقسام وتنهي هذا المزاد من المتاجرة بمصالح شعبنا الى غير رجعه .....؟؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليتم الرهان على شيء آخر
عتريس المدح ( 2013 / 1 / 23 - 13:35 )
الرفيق بسام جودة المحترم
من الواضح جدا أن الرهان على المصالحة مرهون الى حد كبير في مصالح الطرفين فتح وحماس وكأن القضية والشعب الفلسطيني ملكهم فقط، فقد استثنوا كل الاخرين من هذه، وهم يهدرون الوقت كل لتأمين حصته من الكعكة، اضافة الى هدر كلتاهما للمال العام في مصاريف السفر والفنادق والاقامة ومصروف الجيب...الى أخر ذلك
تزداد نقمة الشعب الفلسطيني من ذلك، فكلتا الحركتين تقسمان وتتفقان وتتصالحان أو تتعاديان وكأن الشعب الفلسطيني ميراث تركه الاجداد لهما، احدى الحركتين تأخذنا باتجاه برنامجها الباهت والاخرى تاخذنا باتجاه الارتماء بأحضان الاخوان المسلمين
ما يخرجنا فقط هو النضال الفعلي الجماهيري لاجبار كلتا الحركتين على الرضوخ لمطالب الجماهير الشعبية، وهو الخيار المتبقي باتجاه الاصلاح الحقيقي لمؤسسات الشعب الفلسطيني وبالذات مؤسسة منطمة التحرير الفلسطينية

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش