الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ، وأحاسيس !!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2013 / 1 / 23
الادب والفن


تداعيات ليلة أعياد الميلاد . تعودت استحضارها في اوقات كهذه لتشاركني وحدتي وشطرا من ذكرياتي و قدح الجعّة أمامي و سيلا من عتاب لا ينقطع ، ليس لي فيه يد ولا ذنب .ظلّت تنادمني و أشرب عتبها مرّا علقما وأنا راض و مقتنع حتى تنفّس الغبش الأزرق .
علّقت الذكريات على مشجب الأمس عارية مصلوبة ، الاّ من ثوب نومها الفضفاض . ينبجس الجسد في مقعده حينا ،و يرتخي اخرى ، ثمّ يتكوّر ملتفّا كما الماء في النهر لملمه البرد .
حزن يتسرب الى النفوس مع الشراب ، كالخدر يسري ، فتنطفئ في رحلة العمر مرغمة فوانيس وهّاجة و تومض خافتة أخرى : كسراج نضب الزيت فيه و أتت النارعلى الفتيل .
يتطاول عمود الدخان ضبابيّ اللون ، يتعامد بين المنفضة و السقف ، يتكاثف ، سحابا يصير ، فتغرق في لجّته أبعاد و ملامح الجالسين ، و تواريخهم المثقلة بالحزن و بالألم ، و مما شربت من علق الصبر و مرّ الأنتظار للذي يأتي ولا يأتي .
ألليل آت يتواصل ، يجرّ عرباته وليس من مسافر فيه سواي ، ليل ينمو في رحمه جنين اليأس ، احساسا يصير ، يلغم الروح و القلب ، احساس في العمق بأنّ المحطات تنأى ، و يمتدّ رصيف الغربة حتى تضيع في الأبعاد نهايات هو ليس في بداياته سوى لوحة صدئة ، ذات حروف كمبتدء في الكتابة ، تقول ؛ ان رحلة العمر و التعب مكتوب لها ديمومة الترحال والسفر .
عتمة ؛ تشرب بقايا ارتعاشات النهار، والسنوات الباقيات من العمر ، و تفتح نافذة على كل الأنكسارات في ليلنا المرّ الطويل ، و مواويل الرعاة و غتاب امرأة ظلّت على الضفاف تنتظر ، و حبيبة غادرها الحظ . في أوقات كتلك ، و هواجس ، وأحاسيس ثلجة كهذي يكون من الصعب جدا حضور الذات في ثوب أمسها الزاهي زائرا غريبا لا يملك تصريحا بالبقاء ولا حتى اقتحام الذاكرة للمشاركة .
وسط هذي التداعيات ، تضيع تلك الرعشات الحلوة .... و الوقت قيظ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قدح الشاي
محمود كلّم ( 2013 / 1 / 23 - 20:17 )
قدح الجعّة عندي هو ،،،، قدح الشاي

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي