الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيمون وجه أخر من وجوه الأعتداء العُرقي

نارين شمو

2013 / 1 / 23
حقوق الاطفال والشبيبة


نارين شمو

ما يتعرض له الفرد الإيزيدي من محاربة نفسية و تمادي من قبل شخصيات و قوة دينية متطرفة أصبح من الصعب تجاهله فالأمر غير مقبول و غير مسموح إنسانياً.
كل المواثيق العالمية لحقوق الانسان تمنح الانسان حق العيش بحرية وكرامة و سلام حتى وثيقة حقوق الانسان في الاسلام (مجلة الغرباء 2004) المعلنة عن
منظمة المؤتمر الإسلامي مذكور فيها (مادة الثانية الفقرة ب. يحرم اللجوء إلى وسائل تفضي إلى إفناء النوع البشري كلياً أو جزئياً. و المادة التاسعة عشرة: أ ـ لكل
إنسان الحق في أن يعيش آمناً على نفسه وأهله وعرضه وماله. و المادة الثانية والعشرون: د ـ لا تجوز إثارة الكراهية القومية أو العنصرية أو كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التحريض على التمييز العنصري بكافة أشكاله.) هذه الوصيات تؤكد على المسلم التحلي بقيم أخلاقية و مدنية تصون كرامة الانسان و تحفظه بأمان و تعايش سلمي مع أقرانه من باقي الديانات.

لكن ما يحدث من تجاوزات على كيان الانسان الإيزيدي بإستكراه ولادته على دين لا يتبع لكتاب سماوي و عرض دخول الاسلام عليه و اغراء الاناث الايزديات و خطفهن, تأخذنا كل البعد عما أوصت به تلك الوثيقة و أكدت عليه.

أخر الحوداث التي دفعتني للكتابة هي خطف القاصر "سيمون" من قبل رجل مسلم من عشيرة الكوران (او مرافقة القاصر سيمون لرجل مسلم من عشيرة الكوران) في قضاء شيخان, كان على معرفة طيبة بأهلها و حسب المعلومات التي حصلت عليها من احد الصحفيين ان الرجل متزوج و لديه اطفال و يكبرها بكثير, الفتاة تعيش في مجمع شيخكا التابع الى ناحية القوش, يحكمه أقليم كردستان المؤلف من مئات المنظمات غير الحكومية المنادية بحقوق الأنسان, يتمتع بسلطة تقف بجدية و حدية وحيادية حيال اية إساءة لأي طيف في المنطقة, و معروف بكُتاب و صحفيون و نشطاء حاضرون على الساحة في كل المحافل و يتراسلون و ينقشون على معاطف صفحاتهم الألكترونية و الورقية
ارائهم تعاطفاً و سنداً للنظام المدني و الانسان.

اليوم كل تلك الجهات و الشخوص نراها صامتة حيال قضية القاصر "سيمون" التي اتخذها بائع مسلم سبيلاً للتقرب من الله من خلال أخذها في خفية بعد ظهيرة الاربعاء 9-يناير كانون الثاني- 2013, و كأن قضية سيمون لا تمد للأنسان بصلة.

لنضع الدين على جنب و ننظر للقضية من منظورها الأنساني و الأخلاقي بطرح عدة تساؤلات: هل من العدل ان يتزوج رجل متزوج بطفلة لم تصل الثانية عشر من عمرها و هو يكبرها بأكثر من عشرين سنة؟ هل من الأخلاق ان تُأخذ طفلة من أهلها بالخفية من قبل رجل كان صديقاً لأهلها و يدخل الدار كصائن لعرضهم؟ و هل تزويج تلك الفتاة بغياب ولي أمرها فعلاً يقبله الشرع و الاخلاق؟

و صحياً نتسأل هل طفلة في عمر الحادية عشر تتحمل المعاشرة الزوجية و مسؤولية الزواج ؟ آلا يعتبر الزواج سلاحاً هداماً لنفسية و شخصية انسانة بذاك
العمر؟

و السؤال الأخير؛ اي قانون يكفل أهلية "سيمون" باختيار شريك حياتها و الزواج به؟ و اي قانون او شرع يتعهد بعقد قِران فرد لم يبلغ السن القانوني
ومرحلة البلوغ؟

إجابات تلك الاسئلة تُحمِل الحكومة الكردستانية و المركزية و المنظمات الإنسانية و جمعيات حقوق الطفل و المرأة تحديداً و علماء الدين المسؤولية الكاملة
للبحث في قضية سيمون و الحفاظ على سلامتها و إقرار قوانين واضحة تحد من هذه الظواهر و تحث الفرد على الحفاظ على حرمة باقي الافراد و احترام قناعاتها و
إنتماءاتها.


ملاحظة: "سيمون" أسم الطفلة الايزيدية و ليس سيمان كما نشر في بيان الأستنكار الصادر عن مديرية الاوقاف الإيزيدية و مقالات الاستنكار.

نارين شمو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون