الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم الثورية .. وأخلاق الثوار

محمد دوير

2013 / 1 / 23
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


ما دفعني لموضوع هذا المقال حوار دار بيني وبين أحد شباب الثورة المهمين حول أمور حياته الشخصية , كيف يعيش؟ ومن أين يغطي نفقاته الشخصية وهو متعطل عن العمل؟ وكيف يقدر هكذا على وصل الليل بالنهار بين المقاهي والشوارع في الإعداد للإحتجاجات والوقفات والمظاهرات...الخ وحينما أجابني شعرت – وأنا من هؤلاء الذين أشبعوا بطونهم من دخل ثابت لوظيفة أن أقدم شيئا ولو ضئيلا قد يكون كلمة حق وانصاف, هي الكلمة الايجابية إذن التي يحتاجها هذا الجيل الذي تعلمنا منه القيم والأخلاق الثورية قبل أن نتعلم منه الصمود الارادة. قال لي الشاب : أدخر من عمل سابق مبلغا من المال يكفيني بالكاد لعدة شهور كي استطيع أن اتفرغ لمهامي الثورية ..المهم , ذهب الشاب ولكن صدي الكلمات لم يذهب وربما لن يمحى من الذاكرة ،فكم كنت اسمع بعض المارة بسبون هؤلاء ويتهمونهم بأنهم سبب البلاء.. أحيانا كنت اصمت وأحيانا أرد بقدر المستطاع, ولكنني منذ ذلك اللقاء الذي لم أعرض كل تفاصيله صرت أكثر شراسة في الدفاع لدرجة استعدادي لخسارة أي شئ من أجل دفاعي عن قيم ثورية أراها قد تجسدت في هذا الجيل مثل:
1- القدرة على التضحية المتواصلة لأجل تحقيق هدف منشود وهو أن نحيا في وطن حر بكل ما تعني هذه الكلمة من معني ودلالة.. والدماء هنا بالقطع ليست نزهة ساحلية تحقق المتعة لهذا الجيل, بل نار ثورية تزداد اشتعالا كلما تعاظمت الدماء على جدار الوطن, فما يقرب من ألف شهيد كلهم من هذا الجيل ذهبوا وبقي وريد الارادة موصولا بين قلب كان بنبض بالحرية فرحل وقلب لا زال ينبض بحقوق الشهداء وبحق الوطن.
2- التفاني المخلص في أداء المهام الثورية, فهؤلاء الشباب أول من نزل الميدان ولا زالوا لم يتركوه بعد في الوقت الذي غادره غيرهم كي يمارسوا السلطة أو يمارسوا سلطة معارضة السلطة وفق قواعد سياسية بالية.
3- الايمان بأن حب الأوطان ليس مجرد كلمات ثورية بقدر ما هو عمل يومي متواصل لا يوقفه شئ من المغانم أو المرامي أو حتي الخوف على حياة نعيشها فى ذل مهين.آمن هؤلاء الفتية بالوطن على طريقتهم الخاصة , وعشقوه بقوة تلك القبضة الحديدية التي لا تراعي سوي الحفاظ على ملامح وطن يكاد يضيع فى غياهب الجب
4- القدرة الدائمة على التسامح إلا فى الدم حتى مع هؤلاء الذين انفضوامن حولهم فذهبوا لتأييد دعاة الارهاب. إنهم جيل يعرف كيف يدير ثورته رغم كل الجراح المادية والمعنوية, رغم السجون والاعتقالات والتشويه والتشريد وضيق العيش, جيل لا يعرف الغزل العفيف للوطن,بل يعشقه بعنف ووعي وارادة.
5- الايثار .. وهي أهم سمات هذا الجيل فلم يطمعوا فى منصب وزاري ولم يبحثوا عن مقعد نيابي ولم يقاتلوا من أجل موقع قيادي ,بل تجدهم في الاشتباكات يتسابقون الى الموت , يواجهم الرصاص والشوم والحجارة وكأن الورود تقذف عليهم , هم ثغرهذا الوطن ووجنتيه وصباه الدائم, هم نبل هذا الوطن وضميره النابض أبدا , هم قبلة هذا الوطن مسبحته,هم رصاصة الرحمة التى تطلق على هذا العفن السياسي المحيط بنا في كل مكان .
...يبقي :
أناديكم.. أناديكم
أشد على أياديكم
أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول افديكم
واهديكم ضيا عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التى أحيا
نصيبي من مآسيكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الإيراني: طهران ستفكر بإرسال قوات إلى سوريا إذ


.. غانتس: كان يمكن إعادة المختطفين لكن نتنياهو ماطل في تحقيق صف




.. الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة: هناك واقع كارثي


.. من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو




.. صراعات القوى الكبرى في سوريا.. إلى أين يتجه التصعيد؟ | #غرفة