الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التوريث الى التمكين هنا نقف ..........فألى أين نسير؟!!

أشرف عزيز

2013 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من التوريث الى التمكين
هنا نقف ..........فألى أين نسير؟!!
بين التوريث والتمكين تقف إنتفاضة 25يناير ما بين الخروج من كبوتها وصيرورتها ثورة مكتملة أو أستكمال مخطط إجهاضها وتنفيذ أهداف سارقيها من مدعى الثورية ولصوص الثورات والوقوف بها عند حد وقوعها فى أيدى جماعات الأسلام السياسى تعبث بمقدرات الوطن وتهوى بحال البلاد والعباد وتستكمل تنفيذ أجندتها من أجل التمكين والسيطرة وتعلى من مصلحة الجماعة فوق أى مصلحة حتى لو على حساب الوطن .
بدأت إنتفاضة يناير 2011 بدعوات مطالبهً بالعيش والحرية والعدالة الأجتماعية والكرامة الأنسانية وبعد مضى عامين من أندلاعها وبعد أن قتل من قتل وأصيب من أصيب لم يتذوق شعبنا عيشلً ولم يتنفس حرية ولم ينعم بالعدالة الأجتماعية ، تخبط الثوار فى الميادين وخلطوا بين إسقاط رأس النظام والنظام ذاته فتضاربت الشعارات ما بين رحيل مبارك وسقوط النظام ، أغلفوا عمداً أو سهواً الأستقلال الوطنى والتحرر من التبعية ومطلب إسقاط كافة المعاهدات التى تنتقص من السيادة المصرية وعلى رأسها كامب ديفيد دون إدراك التناقض الرئيسى من بين جميع التناقضات الأساسية لمجتمعنا والذى يترتب على حله حلا جذريا فتح الباب لحل التناقضات الأخرى الممسكة بخناق المجتمع المصرى. ويترتب على بقائه دون حل إعاقة حل هذه التناقضات. ويمكن القول بثقة كبيرة إن التناقض الرئيسى هو التناقض بين الشعب وبين الإمبريالية والصهيونية وحلفائهما فى الداخل. بما يعنى أن حل كافة القضايا الأساسية الأخرى أساسه حل المسألة الوطنية ، الهيمنة الأمريكية والرأسمالية العالمية ومعهما الصهيونية على مقدراتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فبلادنا شبه مستعمره تحكمها وتوجه إرادتها قيود واشتراطات وتعهدات كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 ، فلا سبيل إلى إقامة سلطة سياسية وحكومة ديمقراطية فى دولة شبه مستعمرة ، دولة خاضعة وتابعة للإمبريالية إلا فى إطار حل جذرى للمسألة الوطنية.
تمكنت إنتفاضة يناير بالأطاحة برأس النظام وأنفضت الجماهير عن الميادين محتفية بنشوة النصر مكتفية بما تم إنجازه برحيل مبارك بعد أن تدخل المجلس العسكرى لقطع الطريق على الأنتفاضة التى كادت أن تصبح ثورة شعبية وعجلت بالإطاحة برأس النظام من أجل الحفاظ على حكم الطبقة الرأسمالية ولا سيما بعد أن أعلن عمال مصر الأنضمام للميادين وإعلان حالة العصيان بتحالفة مع جماعة الأخوان المسلمين منتهجاً نهج الصناديق والأنتخابات من أجل إجهاض المد الثورى وإطفاء جذوة الحراك الجماهيرى ، ونجح بتحالفه مع تيار الأسلام السياسى فى تمرير الأعلان الدستورى فى 30 مارس 2011 ودعا الى أنتخابات مبكرة قبل وضع الدستور وبدأ المجلس العسكرى وحليفه من جماعة الأخوان من إكمال وأد الأنتفاضة بمباركة أمريكية بعد أن صرح أوباما أثناء أستعال الشرارة الأولى للأحداث بتصريحة الشهير للقيادة السياسية آنذاك ( تنحى الآن وأنتقال سريع للسلطة) وعلى روشته الإدارة الأمريكية سارت المرحلة الأنتقالية ما بين أستفتاء 19 مارس ثم إجراء انتخابات تشريعية أنتهاءاً بأنتخابات رئاسية دعونا لمقاطعتها فى حينه لثقتنا فى أنها لن تسفر إلا عن إستبدال سلطة تابعة يطلق عليها صفة المدنية بسلطة أخرى أكثر خضوعاً وتبعية تتسم بالفاشية الدينية مع الإبقاء على الفاشية العسكرية على هامش الصورة منتظرة ما يسفر عنه صراع الأضداد ، وأعلنت جماعة الأخوان فوز مرشحها وأستبقت السفيرة الأمريكية فى تحد سافر وتدخل مباشر فى شأن داخلى فوز مرشح الأخوان وأعتلى مرشحهم سده الحكم وأصبح رئيساً وفقاً لنتائج الصناديق التى أدارها المجلس العسكرى بمباركة أمريكية ووساطةً قطرية وبما حوته من تزوير لإرادة الناخبين وتزييف وعييهم وما شملته من أنتهاكات سجلتها تقارير المراقبة آنذاك.
بدأ حكم الأخوان بالسعى سريعاً الى تنفيذ خطة التمكين من مفاصل الدولة والسيطرة على مؤسساتها وتطويع القضاء وتدجين الأعلام من أجل خدمه أهدافه فكانت أولى القرارات الرئاسية عودة مجلس الشعب الذى يسيطر علية أغلبية من تيار الأسلام السياسى بعد حله بحكم المحكمة الدستورية العليا ، ثم أطاح بالمجلس العسكرى الذى ادار الفترة الأنتقالية بعد تلقيه الدعم الأمريكى عبر مبعوثها فى المنطقة أمير دويله قطر وتوافد رجال الأدارة الأمريكية تباعاً للقاهرة للأشراف على الحكم و المعارضة معا واطمئنانهم إلى أنهما بهذا الوضع وبهذه الرؤى سيظلان خادمين مخلصين للإمبريالية الأمريكية والصهيونية مع اختلاف الدرجة.
ثم يكافىء رجل الأخوان فى القصر الجمهورى بعد إبرام أتفاق التهدئه بين حماس واسرائل ومساعيه للمصالحة الفلسطينية بين السلطة فى غزة والسلطة فى الضفة وكسر سلاح المقاومة وإنتهاج نهج أوسلو الأستسلامى للجلوس على مائدة المفاوضات ، فيصدر أعلاناً غير دستورى ليحصن قراراته من أى طعن قضائى ولتحصين الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور ومجلس الشورى الباطلين لتنتج لنا دستوراً مشوهاً يعزز حالة الأنقسام عبر أستفتاء مزور ومنح مجل الشورى المسيطر عليه جماعات الأسلام السياسى والمنتخب من أقل من 7% من جموع الناخبين سلطة التشريع الى حين أنتخاب مجلس النواب ليصدر قوانيناً تزيد من التمكين وتقنن القمع وتعصف بالحريات وتزيد الشعب أفقاراً وبطالة.
واليوم وبعد مرور عامين على أنتفاضة يناير 2011 نقف لنتسائل الى أين المسير ؟
وللأجابة على هذا التساؤل وحتى تواصل جماهير شعبنا البطل مسيرة ثورتها ولا يهدر جهدها الجبار وتضحياتها الغالية وتكون ثورة 25 يناير بداية حقيقية لمرحلة ثورية تنتهي بنصر حاسم للشعب ، يلزم أن تنقش هذه الثورة علي أعلامها ، من الآن وليس غدا ، وإلي جوار قضيتها الحريات والديمقراطية ، قضية إسقاط تبعية نظامنا السياسي للامبريالية الأمريكية وخضوعه للكيان الصهيوني ، وفضح ومناهضة الاختراق الأمريكي المباشر وغير المباشر وأي حضور أو تأثير أمريكي أو أوروبي علي توجهات بعض القوى السياسية في بلادنا . فالديمقراطية التي وضعتها ثورة يناير في مقدمة أهدافها هي حكم الشعب ، وحكم الشعب لا معني له ألا بأن يضع في مقدمة أهدافه المصالح الوطنية والعليا وفي مقدمتها استقلال وحرية القرار الوطني وحقه في التطور المستقل المعتمد علي الذات .
أشرف عزيز
عضو حركة الديمقراطية الشعبية المصرية
23/1/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا