الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات شتائيّة ( 2 )

علم الدين بدرية

2013 / 1 / 24
الادب والفن


يوميات شتائيّة ( 2 )
بَوْحٌ

علم الدين بدرية

الإهداء .. إليكٍ في البعد الآخر ..
لتلك العيون الخضراء التي تعانق جبالنا كشموخ الصنوبر والسنديان ، لذلك الجمال الملائكي المعشوشب على مرتفعاتنا ، لتلك الابتسامة البريئة التي تنير القمر وتشرق مع شمس الصباح ... لتلك الوردة الجوريّة تحمل في أكمامها روحَ الخلود وتعطّر أنسام فجري بعطر لا يزول ... لكِ تنحني كلماتي ..
في سكون الليل تتذبذبُ أمواجٌ تائهة في البعد الآخر على منحدرات هاوية تنزلق في قعر المحيط ، على جدار أثيريّ تقفُ بعض الخفقات لتعيد قاربنا تائه المسارات إلى اتجاه معاكس يرسم النّبضات لقلب يعيد تشكيل الاتجاهات ... خلف الأفق شاطئ وأحلام وخلف الليل فجر وشمس وابتسام .. زهرة اللوتس عانقت الياسمين في صقيع الليل فوق بحيرات الملح البعيدة فانفرجت سماؤنا ضوءًا وعدًا وبقاء .....

لم أعرفها ولم تعرفني .. قرّبتنا المسافات والتقينا حيث لا لقاء .. لفحتني نسماتها الجبليّة فأزهرت داليتي وفاح عطر ياسمينتي .. هي شروق في ليل غربتي وشمس في فجر إشراقي .. تناغمت ألحاننا فعزفنا لحنَ اللقاء فالتقينا دون أن نلتقي ، قرّبنا الأدب ، ففاضت منابعُ الشعر وتفتحت براعمُ الشوق في معراج الصفاء .. ونبت مشاعرُنا ترسمنا على لوحاتِ البوح الرقيق .. على ورقات لا تتصدع .. لا تجتاحها أعاصيرُ البعد ، مهما باعدت بيننا تضاريس وحدود ..
لغتُنا امتدادٌ من همساتِ الروح ، طقوسُ عشقُنا قصيدة سريّة تتسامى في ظلال الحروف وتزهر في بساتين الكلمات .. هي بوح الذات للذات .. وفناء المحب في الحبيب ... حين نلتقي حيث لا لقاء يتسارعُ وجيبُ الخفقات وتتعثرُ الحروف وتتلعثم الحركات ويقيدنا زمنُ البوح بعُقد الحياة .. لا يخرج حديثنا عن الشكل لكنه مضموننا بالإيحاء .. بوح رقيق في زمن اللا بوح في رحلة الإعتاق ..!!
.. اتسعت خارطةُ الشوق وتقلصت الأبعاد وأصبح ظلُّها الغائبُ صلاةً واغترابًا عن الذات ..
فتسمّر الحزنُ في الفؤاد يَصفدُ أبوابَ الحلم ولا يُلغي الغياب ..!!
فأعدْنا نَسج الكلماتِ والهمساتِ والملامح حروفًا من عتاب .. بحث وآمال ورحلة اغتراب عن الذات ... وبقي طيفها في القلب مشرّعا يداعب وجدي بغربة وخوف وأمل ورجاء.. انتظار لمن تأتي ..
وربما ....لا تأتي
روح ضاعت بين ألم الفراق ولظى الأماني .. تاهت بها الذكرى في مسارب الغربة والاغتراب .. وذات صباح أشرقت من جديد .. فغنّى فجري وهام قلمي وتفتحت نوافذي في رحاب الفضاء ..
هل افرش لكِ يا عائدة حدائقَ الفؤادِ وأرصّع بنوركِ جدرانَ الذكرياتْ .. أنتِ المقيمة في القلب وإن عزّ اللقاءْ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي