الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة القتل تتواصل

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 1 / 24
كتابات ساخرة



من صنع القتل في العالم فجعله اللغة السائدة في جميع أنحاء الأرض؟ من أشعل فتيلها وأجّج نارها فاستعرت حتى أضحت اللغة السائدة في المجتمعات الساخنة وأعني بها في العالم الإسلامي تحديدا؟ من لديه مصلحة في أن يبقى العالم الإسلامي مضطربا تسوده الخلافات العميقة بين وحداته؟ من صدّر لنا الإرهاب بكافة أنواعه؟ من ربّى هذه الجماعات المسلحة التي تجوب الأرض شرقا وغربا على شكل تكتلات مخيفة ومرعبة لا تراعي أبسط حقوق الإنسان؟ من الذي بحث في القشّ حتى وجد هذه الأذناب قد بانت على الساحة وغرست عروقها في الأرض التي كانت تنعم يوما بالسلام والأمن والأمان؟
أسئلة جديرة بالاهتمام حقا في هذا الوضع السائد والبائد، فلم يعد يجد الطفل حضنا دافئا يأوي إليه ولا حليبا مصفى يشربه ويتنعم به ولا حقوقا يمارسها، ولم تجد المرأة مجالا لنشر إبداعاتها ومواهبها بل إن الحروب شتتت فكرها ومزّقت أحلامها وأرجعتها قرونا للوراء بعد أن استطاعت أن تحقق ذاتها من خلال أعمالها وعزيمتها والآن وبعد أن فقدت الأمن في نفسها أصبحت تتوارى عن الأنظار وبدأت تشعر بالتخلف نتيجة القهر والتسلط والبحث عن حقوق أوكد، أما الرجل فوضعه لا يحسد عليه فهو أيضا في ظل هذا الوضع المتأزم يطير مقصوص الجناحين فلا هو استطاع أن يحلق بعيدا ولا هو قادر على مجابهة الأمر.
الكل يعاني اليوم، حروب ودمار وخراب وقتل وتقتيل وتجويع هي اللغة السائدة اليوم في العالم العربي والإسلامي، بين ثورة مزعومة وأخرى مكتومة وأخرى فرضت بالقوة، يتحمل الغرب تبعاتها لأنه هو من أججها وأكد عليها وأعان على تدبيرها وهو من حوى هذه الجماعات التي كانت تطير إليه من كل البقاع بدعوى ضم المعارضة وفجأة وبين عشية وضحاها تتحول المعارضة إلى عصابات بمسميات مختلفة تحت لواء الإسلام وتصبح على قائمة المجاهدين، يقتلون ويعبثون بأنفسهم وبالآخرين في صورة مأساوية وكأننا نشاهد أفلاما للكيباو في العالم العربي.
إن ما نشاهده اليوم هو ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا من الزمن من أنه سيأتي زمن يصير فيه الحليم حيرانا من شدة وقع الفتن، وهاهو اليوم نشهد ملامح هذا الزمن، زد على ذلك ما يرشّه الإعلام وخاصة العربية والجزيرة من بهارات فاسدة أساسها المصلحة الذاتية وتطبيق أجندات مخربة للعقل البشري، إنها الكارثة بأتمّ معانيها، إن الإعلام اليوم لا يصلح أن يكون إعلاما بل إنه إجرام في حق الإنسانية لأنه يمارس أبشع صور الابتذال ونشر الأخبار الكاذبة والملفقة والبحث عن سفاسف الأمور ويجعلها من مهماته.
فكلما ظهرت مجموعة تربت وتسلحت في الغرب ثم جاءت للعالم الإسلامي لتنشر الرعب سارعت الأختان الجزيرة والعربية إلى الالتقاء بأعضائها وتصويرها كأنها الفرقة المنجية من عذاب الاستبداد والقهر الذي تعيشه تلك البلدان لتعبث هي في الأرض عن طريق التفجيرات والاغتيالات والأعمال التخريبية لأن لغة الخراب والقتل هي السائدة كما في العراق وليبيا ولبنان والبحرين وإيران والجزائر والمغرب ومالي وسوريا اليوم الذي دخلها بعبع القتل من حيث لا تدري ولم يكن لها يد فيها.
القتل لغة بني إسرائيل في حقيقتها، فهل أشعلها اليهود ومن شايعهم أم من كان وراءها، فتاريخ اليهود مليء بالقتل والعنف فهم لم يتورعوا عن قتل الأنبياء وبالتالي فليس مستغربا أن يكون اليهود وراء ما يحدث للعالم من تغيرات في بنيته، ولا غرابة أيضا أن ترى هذه المجموعات تسرح وتمرح بالسلاح وكأنه قوتها اليومي من أين يأتيها ومن يمدها ويسلحها إنه لأمر محير فعلا أن ترى ذلك أمام عينيك، ثم إن القسوة التي عليها هذه الجماعات يجعلنا نفكر مليا في تبعيتها للإسلام فالإسلام لا يبيح ذبح الإنسان من الوريد إلى الوريد وينهى عن الاعتداء على الآمنين والنساء والكبار والمسنين والأطفال، ويدعو إلى الرحمة والشفقة حتى على الأعداء، ما نشاهده فعلا صورا من الإرهاب لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، نسأل الله السلامة والسلام في كافة أرجاء العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف