الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة

احمد داؤود

2013 / 1 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مع الانهيار المتوقع لحكومة الجبهة الاسلامية التي جلست علي سدة الحكم بانقلاب يونيو من العام 1989_ مع الانهيار المتوقع لها كثر الجدل حول السؤال :"كيف يحكم السودان" فبينما اعلن البعض رفضه القاطع لفكرة الدولة الدينية .وشدد علي ضرورة فصل ماهو ديني عما هو دنيوي. باعتبار ان الدين امر خاص بين الانسان وذاته .ذهب اخرون خلاف ذلك .ودعو الي اقامة دولة اسلامية علي ذات النسق الذي اقامه الخلفاء في القرن السابع الميلادي دون وضع الاعتبار للنتائج السالبة التي صاحبت ذلك النموذج.
ويعتقد اصحاب الراي الاخير بان الازمة ليست في الدين .وانما في البشر الذين عجزوا في تطبيق تعاليم ذاك الدين بصورة صحيحة وبالتالي فانهم يعتبرون بان التطبيق الصحيح للتعاليم الدينية قد يساعد في اقامة وطن يضم كافة المكونات.ولكن مايؤخذ علي اصحاب هذا الراي انهم يتجاهلون التاريخ كما انهم يلجأون في ذات الوقت الي طمس الكثير من الحقائق التي لا تتماشي مع توجهاتهم .
واذا ما اخذنا تجربة السودان علي سبيل المثال نجد ان المناديين بفكرة الدولة الدينية عجزوا في اقامة وطن يضم كافة المكونات السياسية او الثقافية .حيث اختزل الوطن في الثقافتين العربية والاسلامية بينما اقصيت بقية المكونات الاخري من عملية صنع القرار السياسي .بيد ان اسوا مافي الامر ان المواطنة في ظل تلك الدولة غالبا ما تكون حسب معايير دينية وثقافية .حيث يمتاز معتنقي الديانة الرسمية بكافة مقومات المواطنة فيما تفتقر المكونات الاخري لذلك.اما الحريات المدنية والحقوق الانسانية الاخري فهي لا مكان لها من الاعراب .
ويعتبر انتقاد السلطة الحاكمة في ظل تلك الدولة "خطاً احمر" لا يمكن تجاوزه باي شكل من الاشكال .كما انه لا فرق بين الاله والحاكم .وبما ان الحكومة هي التي تنوب عن الاله في الارض فليس غريبا ان تتدخل في الحياة الشخصية لمواطنيها وتوجههم اينما شاءت .بل وتقوم باختيار حتي ازياءهم ومنظوماتهم الثقافية والدينية .
ولكن حينما يقام اي نظام سياسي فهو لا يقام الا لتحقيق تطلعات الشعب وتوفير حاجاتهم الاساسية .بيد انه ليس ملزما بادخالهم الي الجنة .والدين شي خاص بين الانسان وبين تلك القوي التي وضعته .وعندما يقوم ذات الانسان بارتكاب ما نهي عنه فان الذي يعاقبه هو وضع ذاك الدين .كما انه لايُسال الدولة او حكامها عن خطيئة اعضائها.
منطقيا ..يحق للمؤمنين بديانة ما ان يؤسسوا النظام الذي يتماشي مع مايعتقدونه ولكن ذلك لايمنحههم الحق في ان يقرضوا ما يؤمنون به علي الاخرين او يعملون علي اعادة انتاجهم داخل حقلهم الثقافي او الديني.
وكشعب نطمح في وطن نجد فيه ذواتنا .وحكومة تلتزم بتوفير احتياجاتنا الاساسية من تعليم ورعاية صحية وغذاء ومياه شرب نقية .وتعمل علي احترام كافة حقوقنا التي اقرتها الطبيعة وكافة المواثيق الانسانية مثل حق الحياة والاعتقاد والتفكير والكرامة والتعبير .وتسعي في ذات الوقت الي تحقيق السلام والامن الاقتصادي والاجتماعي وان تساوي بين جميع مواطنيها دون ان تتحيز لفئة ما دون الاخريات. ومهما عملت تلك الحكومة فانها لا تستطيع ان تمنح مواطنيها صكوك الجنة او النار .وبما انه ليس من مهامها ان تدخلنا الي الجنة فالواجب يلزمها بان تبني لنا وطنا لا ان تعمل علي ادخالنا الي الجنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
zaki yousif ( 2013 / 1 / 24 - 17:46 )
تحيه لك يااستاذ احمد مقال رائع

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ