الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام البرلماني ..أساس البلاء في العراق

حيدر الخضر

2013 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الـنـظــام الـبــرلـمــانــيّ ... أسـاس الـبــلاء فــي الـعــراق
منذ أن سقط نظام صدام والعراق يعيش أزمات تتلو أزمات ، وهذا نتيجة نسف كل مفهوم للدولة العراقيّة بعد 2003 فعندما حل بريمر الجيش والأجهزة الأمنية في البلاد كانت هذه بداية المشكلة ، فالجيش العراقيّ ليس بعثيّ وإنما أجبرت قطعاته للدخول في حزب البعث ؛ لأن الجيش العراقيّ أسس عام 1921 على يد المناضل جعفر العسكريّ ، ومن بعد سقوط النظام البعثيّ شكل مجلس الحكم على أسس طائفيّة وادخل مصطلح دخيل على السياسة العراقيّة وهو ( التوازن ) أي يأتي بعدد من السياسيين من طائفة وعدد أخر من طائفة أخرى كذلك القوميّة وهذا البناء كان خاطئاً ومن ثم شاع هذا المفهوم عند الشارع العراقيّ فصارت عملية الانتخاب هي عملية مذهبيّة وقوميّة من الطراز الأول ، فافرز برلمان مذهبيّ وقوميّ في داخله كتل تعبر عن شرائح مذهبيّة وقوميّة من الشعب ولا تعبر عن شرائح اجتماعيّة فلا يمكن أن يكون فيه تحالف سياسيّ وإنما كل التحالفات هي مذهبيّة وقوميّة وعلى هذا الأساس فشل العمل النيابيّ في العراق فشلاً ذريعاً ؛ لأنه افرز حكومة رؤوسها قادة مذهب وطائفة فلن يستطيع رأس الحكومة أن يوّجه الأمور كما يريد فالولاء الأول لرئيس الكتلة الذي حقيقته زعيم للمذهب فجاءت كل الأزمات نتيجة هذه الإفرازات العقيمة المتعاقبة التي عجزت عن حل أي مشكلة أو أزمة تعصف بالبلاد إضافة إلى تحجيم كل السلطات ؛ لأن الدستور أعطى كل الصلاحيات للبرلمان وقيد رئيس الحكومة والأجهزة التنفيذية من العمل بشكل صحيح ، وعليه فلا بد من إيجاد نظام بديل عن النظام البرلمانيّ . فإذا بقينا بهذا الشكل لم تقم لنا قائمة . إن التوجس والتخوف من ظهور دكتاتور جديد اضعف جميع السلطات وحجمها فلم تعد بمقدور أي سلطة أن تعمل وفق هذه المنظومة المعقدة ، فما يراد اليوم نظام رئاسيّ أو نظام برلمانيّ رئاسي وبهذا يستطيع الشعب أن يتخلص من هذه الأنظمة التي تراوح مكانها ؛ لأن بإيجاد نظام رئاسيّ يكون الشعب قد فهم ويستطيع أن يقيّم هذا الرئيس رأس الدولة قد عمل بشكل صحيح وأدى ما عليه ، وإذا لم يكن بالمستوى المطلوب ساعتها سيتحمل الرئيس عواقب عمله في السراء والضراء ونتخلص من النظم الطائفيّة التي دمرت البلاد . إن النظام البرلمانيّ لم يحن وقته في العراق وربما يراد كذا عقد من الزمن حتى يتفهم الشعب أصول اللعبة الديمقراطيّة ويفرز أنظمة سياسيّة حقيقية لا أنظمة طوائف ، فالسياسيون العراقيون أيضاً تعبوا من هذه الأنظمة ولم يستطيعوا أن يتخلصوا من هذا البلاء إلا بإيجاد نظام سياسيّ رئاسيّ تحدد ولاياته وفق إلية دستورية . فعمل البرلمان اليوم أصبح شبه ميتاً وصار أكبر أزمة تواجه البلاد .



حـيــدر الـخـضــر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق