الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستقاتل من، ياجواد السعيد، تحت رايات المالكي والصدر والحكيم؟

كامل كاظم العضاض

2013 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ستقاتل من، يا جواد السعيد، تحت راية المالكي والصدر والحكيم؟
نشر الكاتب أعلاه اليوم مقالا في موقع الأخبار الغراء، (1)، بعنوان؛ "سنقاتل تحت رايات المالكي والصدر والحكيم"، فأثار في نفسي، وربما في نفوس الكثير من المثقفين وحتى من غير المثقفين الشيعة أو ممن هم مولودين شيعة بدون خيارهم، أثارغصةَ وأسى، بل وإستهجان وخيبة أمل، فهذا طرح لا ينافي فقط الأسس الأخلاقية والوطنية العراقية والإنسانية، إنما أيضا يهين الشيعة، كمواطنين عراقيين، لهم أو لمثقفيهم خصوصا، تأريخهم المشرف في الدفاع عن وحدة الشعب العراقي وعن حقوق المستلبين والمضطهدين في سائر أنحاء العراق، بلد الحضارة والقيم الإنسانية. هذا البلد الذي عانى أهله على مر العصور من الظلم والديكتاتوريات، بغض النظر عن شيعية أو سنية أو تركمانية أو كردية، أو بصورة أعم، دينية أومذهبية أوأثنية أبناء العراق الذين عاشوا بتعددياتهم والوانهم وأطيافهم متآزرين أمام مصير واحد، ومتطلعين الى خلاص يقوم على العدل والإنسانية والمساواة؛ وهذه مبادئ لا تناقض مذهبية أحد ولا أثنيته، بل وربما تستمد منها جذورها الكامنة في مبادئ الحق والعدالة والمساواة التي تُعليها كل الأديان والأطياف، لاسيما مبادئ الدين الإسلامي، بل والمذهب الشيعي خصوصا الذي يرفع شعار مظلومية سيدنا الحسين، (عليه السلام)، وثورته ضد الجور والظلم والإنحراف عن مبادئ الدين، كما أنزلها الله في دين الإسلام القويم، وكما سنّتها سنّة نبيه الكريم. فالحسين كان ثائرا من أجل الحق والعدالة، وليس لنصرة قوم أو أتباع أو مريدين، انه ثار لمبادئ دين الله وسنّة جده الرسول الكريم، ولمبادئ العدالة الإنسانية التي إستشهد في سبيلها أبوه، صوت العدالة الإنسانية، الإمام الأعظم علي بن أبي طالب، (عليه السلام). لم يتبع الإمام علي، في ثورته وكفاحه، أحدٌ لإنه كان يدعو الى تميّز أولمصالح فئة من المسلمين، بل لأنه كان يذود عن المبادئ الأصيله للإسلام، كما أنزلها الوحي وبيّنتها سنه رسول الله، ضد مظالم وطغيان آل سفيان، ومعاوية بالذات الذي إستحوذ بدون حق على سلطة الدولة الإسلامية الناشئة في الشام، وأقام حكما وراثيا ملكيا، ما أنزل ألله فيه من سلطان. فثورة الشيعة ومن ثم إضطهاداتهم اللاحقه عبر القرون، من قبل آل أمية وآل العباس ومن ثم العثمانيينن وما بعدهم، هي من أجل المبادئ الإنسانية التي شرّعتها الشريعة السمحاء، وليس من اجل الإستيلاء على سلطة أو حكم، إنما هو نضال من أجل إعلاء المبادئ الإنسانية السامية، لكل المسلمين، من كل الأطياف والأثنيات، بل ولكل المؤمنين من من شتى الاديان التوحيدية وغير التوحيدية. ويكفي أن نجد في القرآن الكريم آيات تخاطب المؤمنين وليس المسلمين، وآيات اخرى تدعوا الى التعايش وعدم المبادءة بقتال المشركين، إلا إذا هم بدأوا بالقتال.
ومن هنا نلاحظ، بأن دعوة الكاتب للشيعة للقتال تحت راية المالكي والصدر والحكيم، هي دعوة للإستقتال من أجل السلطة، وليس من أجل المبادئ الإنسانية، ومنها الذود عن ترصين النظام الديمقراطي الذي يقوم على المساواة وتكافؤ الفرص لجميع العراقيين على أساس المواطنة والمشتركات الإنسانية، وليس على أساس الدين أو المذهب أو الأثنية أو الجنس. إنها دعوة باطلة ويمكن نعتها بالفاشية الفئوية التي لا تختلف عن العرقية المقيتة بشيء. ذلك لأن النظام الديمقراطي لا يقوم على الفئوية، إنما على أساس أن الشعب هو مصدر السلطة وهو الذي سينتخب ممثليه على وفق القدرة والتأهل والبرنامج، وليس بناءا على المذهب الذي ينتمي إليه أو يدعيه او الذي وٌلد عليه هذا أو ذاك.
لا نغالي إن قلنا أن دعوة هذا الكاتب هي دعوة لتمزيق العراق، ولتوريط الشيعة والى إحلال الدمار والفرقة والإنقسام، أنها دعوة للشر والتهديم. هل ستقاتل يا هذا أشقائنا المسلمين السنّة من أجل أن يكون الحكم خالصا للشيعة؟ وهل ستقاتل لنفس السبب أصحاب الأديان والمذاهب والأثنيات الأخرى لنفس السبب؟ إذا كان هذا ما تصبو إليه، فبُؤسا وتعسا لدعوتك السقيمة هذه!!

د. كامل العضاض
24/1/2013

(1) http://www.akhbaar.org/home/2013/1/141356.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة