الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخات الأيزيدية أين وصلت؟

تحسين الياس حسن

2013 / 1 / 25
حقوق الانسان


صرخات الأيزيدية أين وصلت؟
منذ عدة أيام ولم تتوقف حناجر وأقلام المثقفين والكتاب وأصحاب الشأن والمتعاطفين مع الايزيدية من خلال كتاباتهم وندائاتهم وصيحاتهم للمطالبة بأرجاع الطفلة الأيزيدية (سيمان) التي لم تبلغ من العمر ربيعها الثاني عشر، والتي اختطفت من قبل شخص مسلم يكبرها بالعمر وأخذها الى مكان مجهول، فأين وصلت هذه الصرخات؟ وهل وجدت لها أذاناً صاغية!! من أجل أرجاع هذه الطفلة الصغيرة الى أهلها، ومعاقبة الشخص المختطف بأشد عقاب ليكون عبر لمن أعتبر، ولكي لا تتكرر هذه الافعال في المستقبل بحق الايزيدية، أو ان هذه الصرخات والندائات والصيحات والأقلام التي تذرف دماً لن تجد لها من يسمعها وأن وجدت لها سامعاً أهملها وأدار ظهره لها، بحجة أن الشخص الذي خطف الطفلة( سيمان) هو مسلم لا غير!! أو انها سوف تذهب مع رياح الخريف القادمة الذي يهدد المجتمع الايزيدي، وهل يوجد في كل القوانين البشرية والنصوص الانسانية شخص يقوم بخطف طفلة عمرها (11) ونصف ويتزوج بها؟؟ هل هذه فعلة انسانية ام اسلوب همجي!!!
في السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة خطيرة تجتاح المجتمع الأيزيدي المسالم من قبل بعض الأشخاص المسلمين الذين يحاولون النيل منه، من خلال اتباع سياسة تنص على خطف فتيات ايزيديات قاصرات وأخذهن الى مناطقهم والزواج بهن عنوة أو اتباع اساليب غير انسانية معهن بتزويجهن الى احد الاخوة او الاقارب الذين يعانون من عاهات مستديمة مثل الشلل او الاصابة بمرض او داء الى اخره...، ولا شيء مهم لديهم لا انسانية الفتاة أو صغر سنها أو انها اسيرة لديهم وانما الشيء المهم لديهم هو خطف الفتاة الايزيدية وأظهار أسلامها على الملء لكي تكون لهم شاهداً في يوم القيامة للذهاب الى الجنة والخلود الابدي المنتظر، وأمام ازدياد نسبة حالات الخطف هذه في معظم مناطق الايزيدية وخاصة من قبل هولاء الذين يعملون من أنفسهم باعة متجولين للقيام بمأربهم الدنيئة، فأن الايزيديين كانو صامتين أو بالاحرى متحيرين في انفسهم حول كيفية الوقوف بوجه هذه الافعال، فكل حالة خطف حدثت لفتاة ايزيدية من قبل شخص مسلم، لم يقم الايزيدية بالشيء المطلوب لأرجاعها الى اهلها من أجل عدم تكرار هذه الحالات، فقد كان رد الفعل الايزيدي هو الصمت والصمت مع بعض الاداناة البسيطة التي لم تصل الى المستوى المطلوب لردع مثل هكذا حالات، وكانوا يقنعون انفسهم بحجة واهية يحاولون من خلالها اخراج انفسهم من القضية وترك الفتاة تلاقي المصير المجهول وحجتهم كانت تتخلص في أن الفتاة هي التي ذهبت بنفسها واختارت طريقها ولا داعي للركض ورائها او اراجعها بعد ان اسلمت، وأمام هذا الصمت وعدم المبالاة الواضحة وكذلك عدم الاهتمام الفعلي والجدي بهذه المسألة من قبل هولاء الذين يدعون انفسهم اصحاب الشأن الأيزيدي، وجد هولاء المتربصين بالأيزيدية الفرصة كبيرة وسانحة امامهم لمواصلة افعالهم وممارساتهم بخطف الفتيات الايزيديات من امام حجر دارهم وبين اهلم دون أن يعملوا حساباً لأي شخص أيزيدي كيفما كان منصبه وكيفما كانت هيبته او عظمته، وقد وصلت بهم الحالة الى أن يتبعوا أسلوباً جديداً وهو خطف الفتيات الصغار والطفلة (سيمان) مثال واضح على ذالك، وأن سكوت وصمت الأيزيدية أمام هذه الأفعال يهدد الدين والمجتمع الايزيدي ويجلب عليه غيوماً سوداء، وخاصة في ظل رفض الايزيدية ارجاع هذه الفتيات الى بيوتهم واهلهم، أو قتلهم في حالة ارجاعهم بحجة خروجهم عن الدين، فأذا أراد الايزيدية الحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهددهم، فعليهم او بالاحرى اصحاب الشأن الايزيدية ان يتكاتفوا وينسوا نزاعاتهم وصراعاتهم على المناصب والكراسي والقيام بدور جدي وفعلي لأرجاع الطفلة سيمان الى اهلها، من خلال مطالبة حكومة اقليم كوردستان ومنظمات حقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل بضرورة أرجاع هذه الفتاة الى اهلها وعدم التعرض للفتاة أو الحاق الاذى بها في حالة ارجاعها ومحاولة تزويجها من شخص ايزيدي لكي تكون بمثابة صدمة لهولاء الذين يحاولون المساس بالدين الايزيدي ، وكذلك مطالبة برلمان كوردستان بأصدار قانون خاص يجرم هولاء الذين يخطفون فتيات من غير دينهم، وأصدار قوانين صارمة بحقهم لكي لا يتجرأ احد القيام بهكذا افعال في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري


.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين




.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل


.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ




.. نتنياهو: شروط غانتس تعني هزيمة إسرائيل والتخلي عن الأسرى