الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الثورة المصرية .. يجب تصحيح اتجاه البوصلة

محمد عثامنة الأشقر

2013 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سر التردي والإنهيار والبؤس والشقاء والفقر الذي ينخر عظام الشعوب والأمم هو تسعير السلع الذي يُفرض من البنك الدولي ومن صندوق النقد الدولي ومن مؤسسة التجارة العالمية على الحكومات والسلطات مقابل منحها القروض ، وهذا التسعير يكبل الناس ويدمر حياتهم بصور شتى ومتعددة لا تكاد أن تحصى .
لكن أخطر تلك التسعيرات هي تلك التي تتعلق بأسعار حديد البناء والإسمنت ومواد البناء الأخرى، وخطورة التسعير نستشعرها من خلال النتائج المأساوية التي يحدثها ذاك التسعير على حياة الإنسان وكيانه!!
بعد بحوث متعمقة وجدنا مسائل خطيرة ظاهرها هو تلك الكذبة الإقتصادية الكبرى التي تُسمى نظرية العرض والطلب !! ولكن باطنها مرعب وخطير وخطورتها تتعلق بنتائجها المرعبة التي حطمت إنسانية البشر في العالمين العربي والإسلامي .
نتائج ذلك التسعير المجرم هي جعل الإنسان يجري ويكدح ويرتشي ويكذب وينافق ويبتعد عن أي عمل جماعي ، ويلتصق بحياته الخاصة إلتصاقاً لا منطقي ويرتكب من السلوكيات الخاطئة والمشينة ما لا يعقل وما لا يصدق ، ويُريق ماء وجهه بصورة كريهة من أجل تجميع ومراكمة مبالغ مالية كبيرة وفوق طاقته لتسليمها لمن لا يستحقها والذي يسمى (المستثمر) كي يمتلك المسكن بعد أن يكون قد أفنى من عمره أكثر من عشرين عاماً في الكدح المتواصل الشرعي واللاشرعي كي يحوز ذلك المسكن البائس !!
لكن المصيبة والطامة الكبرى هي إن هذا الشاب يكون قد بلغ الثلاثين من العمر أو الخامسة والثلاثين دون زواج ، وليس هنا مجال مناقشة المآسي التي تنتج عن هذا التأخير القسري للزواج حتى هذه المرحلة العمرية المتقدمة!!
بعد تلك البحوث المتعمقة وجدنا أن التكلفة الفعلية والحقيقية للطن الواحد من حديد البناء هي 80 دولار فقط ، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي يفرضان عشر أضعاف ذلك !! والتكلفة الفعلية والحقيقية للطن الواحد من الإسمنت هي فقط 15 دولار ، والبنك الدولي يفرض عشر أضعاف ذلك !!
ووجدنا أمراً مرعباً أكثر خطورة من موضوع التسعير الظالم للحديد والإسمنت وهو إن أراضي البناء تخصصها السلطات الحاكمة بأسعار متدنية جداً جداً لأولئك المجرمين الذين يطلق عليهم تسمية (مستثمرين) ، ويقومون هم ببيعها للناس بأسعار جنونية ولا إنسانية تصل في الكثير من الأحيان الى أكثر من ألف أو حتى ألفي ضعف !!؟
خلاصة القول إن كل السلطات وكل الحكومات كلها هي المتسبب المركزي والرئيسي والأكيد في كل هذا البؤس الهائل والإستثنائي الذي يجلل حياة الناس من خلال انصياعها لتلك التسعيرات الإجرامية.
وهنا نجد لزاماً علينا القول بأن كل حركات المعارضة كلها سواء الإسلامية منها أو الوطنية أو العلمانية مطالبة بكفاح هائل ومتواصل ودؤوب ومرير وقاسي وكأولوية طارئة وقبل كل المطالبات الأخرى للضغط الهائل والكبير على البرلمان وممثلي الشعب الذين نصبهم الشعب في تلك المقاعد البرلمانية وصنع منهم أعضاء برلمان كي ينتزعوا حق الشعب في تلك المسائل الثلاث الكبرى .. الحديد والأرض والإسمنت .
ختاماً لا بد من التأكيد على أن هذا التسعير الجنوني للحديد والإسمنت وهذا النهب العلني للأراضي المخصصة للبناء يسود العالم أجمع وهي أسعار عالمية ، وردنا جاهز وهو هل نكون منطقيين ؟ عندما نجد الحكومات والسلطات تصر على إبقاء الشعب رهين البؤس والشقاء والذل كي تفي هي بتعهداتها الغبية لصندوق النقد الدولي ومؤسسة التجارة العالمية والبنك الدولي في الالتزام بتلك الأسعار التي يحددونها للسلع ويصبغون هذا الإجرام بذلك الطلاء الخادع (أسعار عالمية) و( سعر عالمي)!!؟؟وهي بالتأكيد ليست أسعار عالمية وإنما هي أسعار يحددونها هم لغرض الربح الهائل ، ولغرض إبقاء بني البشر عبيداً أذلاء يركضون ليلاً ونهاراً من أجل نيل كسرة الخبز !!!!!!!!!!!!!!؟؟
الدكتور/محمد سعدي عثامنة (الأشقر)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الداعية الأزهري رمضان عبد المعز: ابن تيمية جاء في ظروف قاسية


.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر




.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ


.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي




.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا