الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية الكذبة المتمادية عبر التاريخ

ستار عباس

2013 / 1 / 25
حقوق الانسان


الحرية هي السلاح الامضى والوسيلة الاجدى لنزع الاقنعة وكشف الحقائق وتعرية النفوس مما يعتل بها من امراض واثام وبراثين كل الطغاة والجبارين الذين يدعون الى الحرية والعمل بها و يعملون بالخفاء ومع كل طلعة فجر على وئدها في مهدها.
الكل في عالمنا العربي خائف من الحرية ولم يخاف عليها الرجل خائف من الحرية في بيته كونها تشكل هاجسا يحاكي شياطينه من المساس بعرضة وشرفه ورجولته في الوقت الذي يبيحها لنفسه في ممارسة الموبقات مستمد الصلاحية من الموروث الذكوري لمجتمعنا الذي يبيح للرجل ممارسة الرذائل واعتبارها نزوة يمكن في يوم من الايام ان يعلن التوبة ويرجع الى جادة الصواب ويحضى بحسن الخاتمة ورجل الدين الردكالي يخاف من الحرية على اتباعه المكلف بسوقهم الى الملكوت لانها مثيرة لفكرهم ومحفزة لعقولهم في طرح الاسئلة المحرمة النابعة من النفس الامارة بالسوء من اجل ان يبقى قائما على مركزه وحاصدا لخضوع الناس ومسيطرا باسم الاخره على دينهم ودنياهم ومستقبلهم ورئيس القبيلة يخافها ان تتسرب الحرية بين ثنيا اتباعه ويكون لهم راى مخالف له يوم يساء استخدام القانون وتستخدم القوة بافراط وتلعب القبيلة دور المنقذ للحاكم, ورجل السلطة المنادي بصوته الاجش في كل المؤتمرات والمنتديات (والوكيل الحصري لشركة نزع الحريات في البلاد) ليوزيع الحريات بانتقائية خوفاً على الشعب لانها مدعاة للوعي واليقضة والخروج الى النور والبحث عن الحقيقة والكشف عن المستور وتثير الفوضى الغوغائية وتمهد الطريق الى التغير , والدول الكبرى المدعية بتصدير الحريات والديمقراطيات الى البلدان تخاف من الحرية ان تصل الى الشعوب الفقيرة والمستضعفة التي تمتلك الثروات ان تتطلع الى الغد الافضل في استغلال ثرواتها والتحكم بها ولملمت شتات فرقتها وتوحيد صفوفها والاستذكار بماضيها وتصبح قوة تفرض ارادتها, نراها تقف وراء تنصيب الحكام والروساء والمستبدين والظالمين المتربعين على صدور شعوبهم عشرات السنين وتصم اذانها وتقفل عينها عن المجازر وانتهاكات حقوق الانسان لتنفذ ماربها عن طريقهم وتخلق بيئة مفعمة بالخوف ومحاصرة بالعسكر من اجل نموا طحالب الدكتاتوريات باسم الحرية
انها الكذبة المتمادية المترسخة في موروثنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي تولد معنا فكرة الخوف منها لا عليها كوننا نفسرها ضرب من ضروب السلامة و ألائمان من بطش الطغاة وكفلى الله المؤمنيين شرا القتال و ان تمشيي بجانب الحيطان ونطلب الستر من الله ولا نوسوس مع انفسنا لكي لا تسمعنا الحيطان التي لها اذان كما قالت جدتي وان نطيع اولي الامر فينا حتى ولو كان ظالما
هكذا نفهم الحرية متناسين وليس ناسين انها الحقيقة التي لا تحب المراوغين ولا المخادعين ولاالجبناء ولاالمنافقين والمنساقين وراء الظالمين فهي النور المكلف بازاحة الظلام وهي الصوت الهادر بالكرامة والعزة وهي المفتاح السري لكل المغالق انها الشمس التي تطلع على الاغنياء والفقراء والاسود والابيض بعدالة فهي الروح التي تنبض بكل الاجساد والحرية لا تتنفس الا في اجواء المجموع كما وصفها" الدكتور وجيه قاسم حمقة في كتابه القيم الربيع العربي آمال وآلام" فاما ان يعيش الكل في كنفها واما ان يفقدها الجميع فهي الصفة العامة وليست الخاصة اذن لا نزايد على انفسنا ونصل الى ادنى درجات النفاق نبكي على الاحرار ونتمنى ان نكون معهم ونرضى للآنفسنا أن نعيش الذل والمهانة والخنوع والانسياق الأعمى
المصادر:د :وجيه قاسم حمقة الربيع العربي آمال وآلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس


.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في




.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة


.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة




.. صور أقمار صناعية تظهر انتشار مخيمات اللاجئين السودانيين في د