الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة نوري المالكي والحكومة الاسرائيلية في المارثون الصهيوني والاستبدادي

سلام ابراهيم عطوف كبة

2013 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يقول نزار قباني:
أطفال الحجارة
بهروا الدنيا
وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاءوا كالقناديل
وجاءوا كالبشارة
قاوموا
وانفجروا
واستشهدوا
وبقينا دببا قطبية
صفحت أجسادها ضد الحرارة
قاتلوا عنا
إلى أن قتلوا
وبقينا في مقاهينا
كبصاق المحارة واحد
يبحث منا عن تجارة واحد
يطلب مليارا جديدا
وزواجا رابعا
ونهودا صقلتهن الحضارة واحد
يبحث في لندن عن قصر منيف واحد
يعمل سمسار سلاح واحد
يطلب في البارات ثاره واحد
يبحث عن عرش وجيش وامارة.....
................................................
مضى اكثر من ربع قرن على الانتفاضة الفلسطينية الاولى في 8/12/1987 او ما عرف بـ "انتفاضة الحجارة" لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية التي استخدمها الفلسطينيون العزل من السلاح ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي المدجج بالسلاح والدروع الواقية!في الانتفاضة انتصر الشعب الفلسطيني لكرامته رافعا شعار الحرية والتحرير في وجه الظلم والطغيان!وفي هذه الانتفاضة برز اطفال الحجارة الذين واجهتهم الآلة العسكرية الاسرائيلية بإطلاق النار الكثيف واستخدام الطلقات المطاطية التي فقأت عيون مئات الاطفال.وهذا النوع من المقاومة اكسب الفلسطينيين تعاطفا اعلاميا عالميا!
ومع استعدادات ابناء شعبنا لاستعادة دروس وعبر وثبة كانون المجيدة 1948 ضد معاهدة بورتسموث الاسترقاقية،وفي نهار الجمعة 25/1/2013 حاولت قوات نوري المالكي بالقوة منع المتظاهرين من التوجه الى ساحات الاعتصام في شمال وغرب البلاد وتفريقهم باطلاق النار في الهواء ليرد المتظاهرين بالفلوجة والرمادي عليها بالحجارة وهتافات "سلمية"!ولتأتي التعليمات مباشرة من مكتب القائد العام للقوات المسلحة باطلاق الرصاص الحي على التحشدات المسالمة!وحصيلة الجريمة الجديدة مقتل خمسة متظاهرين واصابة 31 آخرين بجروح متفاوتة بينهم ستة اطفال ومصور احدى القنوات الفضائية!
الحدثان مدعاة للتأمل!الحدث الاول تورطت به الماكنة الحربية الاسرائيلية وادين من كل القوى المحبة للسلام والمناهضة للعنف رغم ان الاسرائيليين استخدموا فيه الرصاص المطاطي لا الحي ضد شعب كافح ويكافح في سبيل حقوقه الوطنية والقومية المشروعة ومنها اقامة دولته الوطنية المستقلة!اما الحدث الثاني فتتورط به منذ اسابيع الماكنة العسكرية والامنية لقوات المالكي وبالرصاص الحي ضد تظاهرات احتجاجية سلمية عفوية الطابع بسبب الانتهاكات السافرة لحقوق الانسان وضياع مبادئ العدالة الاجتماعية والتمييز الطائفي السافر الى جانب تفسخ اركان الدولة العراقية والتردي الفاضح للخدمات وارتفاع نسب البطالة والامية والفقر وصعود النخب الطبقية الجديدة التي تتميز بالاستهتار والرعونة وفرض سطوتها على الاجهزة الحكومية.. نخب واجهزة هي بحق وليد مسخ لمزيج مخلفات البعث الفاشية وافرازات نظرية "ولاية الفقيه"الايرانية سيئة الصيت!وكما يذكر كاتب عربي مرموق (فان هذا المزيج اشبه بـ "الكيماوي.. المزدوج" الذي هدد به صدام حسين.. اسرائيل،وكانت النتيجة ان رقبته وحزبه ونظامه تكسرت تحت الضربات.. الدولية للعالم برمته!!خلطة"البعث والفقيه" ستكون كأس "السم" الثاني الذي سيتجرعه الاثنان – معا – بعد كأس السم الاول التي تجرعه "الخميني" في8/8/1988،و"صدام حسين" في 9/4/2003!!التاريخ يكتب سطوره بصدق،لكن المشكلة في العميان الذين يحاولون.. القراءة والتحليل!!).الحدث الثاني سيدان ايضا من قبل مؤسسات حقوق الانسان والقوى الديمقراطية والمؤسساتية المدنية في العالم،وعندما علقت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية – الانتربول اعمالها في العراق احتجاجاً على "عدم حيادية القضاء" العراقي،سارعت قوى الارتزاق الطائفي الى تكذيب الخبر كعادتها!
الحدث الاول صهيوني الطابع باعتبار الصهيونية حركة عنصرية توسعية،واحد مفاصل الحدث الثاني صهيوني الطابع ايضا،وفي هذه المرة حكومة محاصصة طائفية ضد الشعب الذي انتخبها!
نعم،اغلال الخوف والرعب والارهاب والفساد تتحطم تدريجيا ليلتئم الجميع وتلتحم وتنهض الهمم في خندق الوطن الواحد ولنردد معا رائعة جمال بخيت "دين ابوهم اسمه ايه؟"!الحكومة العراقية لازالت في وادي والشعب العراقي في واد آخر!وهي لم تستفد من الدروس التي يلقنها لها الشعب العراقي وتلقنها لها المنظمات القضائية والحقوقية والقانونية الدولية،ومصرة على سلوكياتها الفرعونية العدوانية الغبية !ولازال الطاغية الجديد المالكي واعوانه ومستشاريه وبلطجيته يسرحون ويمرحون وينهبون!ومجلس النواب لازال هو الآخر عاجزا عن محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية!بينما القضاء المسيس المركع يسبح بحمد الاستغفال وثقافات القطيع الاقصائية!
المجد كل المجد للشهداء!

بغداد
25/1/2013


.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه