الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشراقات الثورة المصرية لم تتحقق بعد

جمعة عبدالله

2013 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اشراقات الثورة المصرية لم تتحقق بعد
يحتفل الشعب المصري بالذكرى الثانية لثورة 25 من يناير عام 2011 بسقوط نظام حسني مبارك الفاسد , فكانت انتفاضة الشعب كالبركان الهائج , حيث تتدفقت الجماهير الثائرة في امواج بشرية غاضبة , وكلها امل واصرار على مواصلة طريق النضال حتى تحقيق النصر العظيم , وكان الشعار المركزي الذي رفعته هذه الجموع الغفيرة الهائجة هو ( خبز . حرية . عدالة اجتماعية ) رددته بحناجرها الملتهبة والغاضبة في ميدان التحرير وفي ميادين اخرى . واليوم تحتفل بهذه الثورة الجماهيرة في كل المدن المصرية لتؤكد بانها لن تحيد عن الثورة حتى تحقيق شعارها المركزي وانها مازالت محافظة على العهد والعزم والاصرار حتى تحقيق اهداف الثورة التي قدم الشعب الكثير من التضحيات في سبيل حرية الوطن وكسر القيود والاغلال. ان احلام وتطلعات شباب الثورة لم تتحقق على واقع الفعلي بعد, اذ مازالت بعيدة المنال على الواقع السياسي المصري , ولم يضع الشعب بعد عجلة التغييرفي طريق التطبيق الفعلي , بسبب سيطرة جماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفي على مقاليد الحكم , وتطويع نصر الشعب واغتصابه لصالحهم دون غيرهم من القوى الديموقراطية التي كانت مقود ومحرك الانتفاضة الشعبية , ان ماانجزه الشعب من انتصار وقع في احضان التيار الاسلامي بكل صنوفه , والسيطرة على مفاصل السلطة ومؤسساتها بما فيها الاعلام والقضاء , وابعاد الاخرين على المشاركة والمساهمة في بناء الدولة والتنمية والاصلاح والنهوض الاقتصادي وتشريع القوانين والتشريعات التي تصب لصالح ومنفعة الاوساط الشعبية والفقيرة ومحاربة الظلم والفساد , وليس ان الهدف من القيام بالثورة هو اسقاط حزب الوطني الحاكم انذاك واحلال حزب الحرية والعدالة الحاكم الان , ان التيار الاسلامي اتضح من خلال الممارسة بانه يتميز بالغطرسة والعنجهية السياسية والاستخفاف بالتيار الديموقراطي, ويتبجحون بانهم قادرين على ملأ الفراغ في ادارة وقيادة شؤون البلاد والسيطرة الكاملة على مفاصل السلطة , ويحلو لهم التحكم في مصير البلاد بما فيها التضيق على الحريات العامة ومنها حرية التعبير والرأي وسد منافذ الحياة المدنية واحتكار المؤسسات الاعلامية والصحفية , رغم مرور عامين على خلع نظام حسني مبارك , فان المشاكل الاساسية التي تعاني منها الدولة المصرية مازالت بعيدة عن المعالجة السليمة وتتعثر في الكثير من خطوات الخجولة , وابرزها القطاع الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والثقافي , وتشهد هذه الميادين تراجعا الى الوراء , مما يزيد حالة التردي نحو الاسوأ , ومازالت حكومة جماعة الاخوان تنتظر موافقة على الحصول على قرض مقداره 4,8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي رغم موافقتها على خطة التقشف الاقتصادية الصارمة التي فرضها صندوق النقد الدولي حتى يستطيع ان يوافق على منح القرض المذكور وتبحث الحكومة عن قروض اخرى من شتى جهات وبشروط تعسفية ترهق اقتصاد المصري المتردي اصلا , والتي سيقع ثقلها وكاهلها على الاوساط الشعبية والفقيرة التي تعاني من الازمة الخانقة ومن ارتفاع حاد للاسعارالمواد الغذائية وارتفاع قيمة مستلزمات الحياة مما تشكل ثقلا جديدا على الفئات الفقيرة بشكل عام , وكذلك تدني قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الاخرى ومنها الدولار , اضافة الى التخبط بالسياسة الاقتصادية بدليل تشهد موازنة الدولة عجزا كبيرا, اذ خلال الست الاشهر الاخيرة بلغ عجز الميزانية حوالي 750 مليار جنيه مصري , ولاتوجد في الافق جرعات انتعاش , بل تراجع الى الوراء الى الاسوأ , نتيجة اصرار جماعة الاخوان على ابتلاع الدولة بكل مفاصلها الصغيرة والكبيرة وانتهاج سياسة الاحتكار ,وعدم التعاون والتنسيق مع القوى الوطنية والديموقراطية التي ساهمت بالتغيير . ان شهوة السلطة لدى التيار الاسلامي , حرم حزمة الاصلاح والنهوض بالاقتصاد بشكل يخدم طموحات الشعب , وكذلك الافتقاد الى برنامج سياسي اصلاحي برؤية واضحة , بل كان كل هدفهم تحويل مصر الى دولة المرشد العام ,سد كل منافذ لعلمانية الدولة . لكن الشعب المصري الذي عرف عنه بالوعي السياسي الناضج , لايسمح بقبول هذه المعادلة وسيستمر في النضال من اجل منع تحويل مصر الى دولة دينية يتحكم فها المرشد العام وسيستمر في الكفاح في تحشيد الجماهير في النضال السلمي في الميادين والمدن من اجل تحقيق الحرية والديموقراطية , وفي سبيل التطور الاقتصادي والنهوض به والدفاع عن حقوق الشعب بحياة كريمة . لذا على القوى الوطنية والديموقراطية توحيد صفوفها بالعمل الجاد والتنسيق والتعاون , وان تشكيل جبهة الانقاذ الوطني هو احدى الوسائل الجماهيرية التي تحققت في الفترة الاخيرة وصعدت بوادر النضال وصارت قوة شعبية واسعة لايمكن الاستهانة بها وانها قادرة على تحقيق الانتصارات ومكاسب السياسية, وقادرة على اخذ زمام المبادرة من التيار الاسلامي وسحب البساط من تحت اقدامه
جمعة عبدالله

29022012013 (95x100).jpg 29022012013 (95x100).jpg
41 K Προβολή Κοινή χρήση Λήψη αρχείου








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة