الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج

ربحان رمضان

2005 / 3 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كم كان بودي أن نجتمع جماعة وليس كتل وجماعات ..
وكان بودي أن نفرض حبنا على الآخرين بحسن علاقتنا وحسن التعامل معهم..
كان بودي الكثير إلا أن الكثيرين غابوا ، بعضهم بحجة انشغالهم ، والبعض بحجة بعدهم عن العاصمة ، والبعض مرضى ، وآخرون لايوجد من يحملهم في سيارته وليس معهم إجرة الطريق ..
الأصح أن الذين غابوا ورغم المسافات البعيدة عن الوطن يخافوا من بعبع أمن السلطة وأجهزة أمنها المرتزقة على حساب المواطنين وأمن المواطن .
فالمعروف للجميع وحتى لأجهزة الأمن على مختلف ألوانها بأن جميع القادمين من الشرق (الكردي و العربي والأفغاني .. وغيرهم) جاؤوا كلاجئين سياسيين ُمهددين من أدوات القمع وأجهزة الرعب والكثير منهم إحتال بإسم النضال وباسم الشعب كي يحصل على إقامة أو لجوء سياسي في بلدان اللجوء وهؤلاء تحديدا ُ مطالبون أن تكون لهم مواقف سياسية ، أوعلى الأقل ثمة مطالب يقدموها للرأي العام لم توفرها لهم الحكومات الديكتاتورية في بلادهم .
ولكن وللأسف فإن الكثير منهم وأخص بذلك بعض السوريين ، يتعاملون مع القضية وكأنهم ليسوا أصحاب قضية وليست لهم أية صلة بالنضال الوطني ولا بالسياسة (بعد حصولهم على قرار لجوئهم أو إقامتهم الدائمة) لأن الأحزاب السياسية في أوطانهم إنما هي الوسيلة للحصول على مأربهم هذا ..
أو أنهم سياسيون فعلا ولم تنقطع علاقاتهم بجهات السلطة أو الأحزاب الموالية لها بأطرها وأشكالها المختلفة والموجودة في غالبية دول العالم ، الفرق هنا أنها تتبدل حسب نتائج صناديق الإقتراع في الدول الديمقراطية ، وتستمر بالقدر الذي تشهد زورا ً وبهتانا ً على صواب قرارات الزعيم أو القائد حتى وإن أخطأ في بلدان العالم الثالث .
ولذلك ليس من المستغرب عندما نجد هؤلاء البعض يتخلفون (وهم على مقدرة) عن فعاليات النضال ويتسابقون في حفلات (الرقص والفقس) وهذا ما دفعني أن أطلق عليهم اسم المناضلين الرخوين الذين وللأسف يحلو لهم النضال السهل المريح فُأطلق عليهم اسم (رخويات أشعب) !!
كم كان بودي أن تجتمع كل جاليتنا الكردية (بما فيهم الرخويات) في ذلك الاحتجاج الذي حضرته قلة من مهاجري ومنفيي الكرد في النمسا مقابل مبنى هيئة الأمم ليقدموا خلاله مطالبهم التي صم النظام في دمشق آذانه عن سماعها هناك .
بعكس ما كان من أولئك الناس الذين حملوا هموم شعبهم معهم في منفاهم فأتوا من كل أنحاء النمسا ، من شمالها إلى جنوبها ليلتقوا هناك أمام المبنى الذي تشارك حكومة بلادهم في عضويته ، ليقدموا الشكوى والاحتجاج والاستنكار على مجزرة الثاني عشر من آذار التي كان قد خطط لها من قبل أجهزة الأمن وقوات القمع التي أصبح همها الوحيد قمع تطلعات الشعب الكردي في الديمقراطية والحرية والاعتراف به به ضمن الدستور .
الشعب الذي لم يتوانى يوما ً واحدا ً عن النضال الوطني ، فنسمع الآن أخبار توجه قوات الحرس الجمهوري بقيادة الجنرال ماهر الأسد إلى منطقة الجزيرة ، وتمركزها في جبل كوكب ، تل بيدر وطرطب وأحياء المدينة المسالمة في عشية عيد نوروز المجيد .
إن تلكؤ أولئك البعض عن مشاركاتهم في تلك الفعاليات ، لا يعفيهم من النقد سيما وأنهم لايتلكؤا أبدا ً في حضور حفلات التعارف ، والنوروز وإجتماعات (لمّ الأصوات) .
أقدّر وأحب الناس الذين تركوا أعمالهم ، وقطعوا المسافات الطويلة ، وأقدر لهم عملهم .
وبالتأكيد سيكون الإحتجاج أكثر فاعلية وأكثر روعة ولفتا ُللنظر لو تم تواجد الغالبية الباقية ممن تبحث عن موقع لم يكن بوسعهم الحصول عليه في الوطن سيما وأن المطالب كانت مشروعة وسليمة وتعبر عن آمال كل السوريين ومطالبهم التي تختصرها الشعارات المرفوعة :
- إلغاء قانون الطوارئ وإطلاق الحريات السياسية .
- إطلاق حرية المعتقلين السياسيين الأكراد إثر 12 آذار 2004 .
- محاكمة مدبري ومخططي المجزرة أمام الرأي العام .
- إلغاء المشاريع الإستثنائية المطبقة بحق الشعب الكردي .
- الإعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا .

أكرر تقديري لكل الذين شاركوا في فعاليات مناسبات آذار وعلى رأسها الاحتجاجات ضد العسف والاعتقال التعسفي والمطالبة بإطلاق الحريات الديمقراطية واستنكار مجزرة الثاني عشر من آذار .
أقدر جهد المشاركون في مسيرة (آخن – بروكسل) والمعتصمون المناضلون داخل وخارج الوطن وأحيي بشكل خاص الشاعر المناضل مروان عثمان ، وكافة الذين ساهموا بتوضيح مطالب الشعب الكردي للقوى السياسية سواء أكانت في موقع القرار السياسي أم في المعارضة الوطنية، وسواء أكانت داخل أم خارج الوطن .
أتمنى أن يجدد أفراد جاليتنا في الخارج التفكير بآليات النضال الوطني ويطوروها حسب متطلبات المرحلة الراهنة وذلك لصالح الديمقراطية وتحقيق مطالب القوى الشعبية في البلاد ليعود بلدنا إلى سابق عهده ، بلدا ً حرا ًديمقراطيا ً معافى دون أحكام عرفية ولا قوانين طوارئ ، يتساوى فيه الجميع ويحصل الأكراد على حقهم القومي من خلال الإعتراف بهم دستوريا ً كقومية ثانية في البلاد مثل كل الدول المتقدمة في العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح