الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطان الكلام/ الأسلوب الأدبي عند الناثر

هيثم نافل والي

2013 / 1 / 26
الادب والفن


الكلمة للشاعر، تمثل المعنى أكثر مما تدل عليه! فهي الغاية له، بينما يستعملها الناثر وسيلة للدلالة، يعكس صورتها المادية، المؤثرة لاستقطاب الأنظار إليها... وهو يوجهها كيفما يريد أو متى يشاء، عكس الشاعر الذي يتحدد في الكلمة، بغية إظهارها بشكل يستقيم معها نظام القصيد... تلك التي لا يكون النظام فيها، إلا باستقامة الكلمة المصنوعة، المصاغة، المنحوتة نحتاً... وهذا ما يتجنبه الناثر قدر المستطاع في نثره.
يذكرني هذا الكلام، بلوحة للفنان الإسباني الشهير" بيكاسو " ذلك الذي كان يحضر الحفلات والمناسبات الرسمية بملابس العمل التي لونتها الألوان!! عندما خلق لوحة، اسماها( علبة كبريت ) تلك التي جسدها على شكل خفاش كبير!! وهذه السريالية في الوصف، هي نفسها الشاعرية الرومانسية عند الشاعر!! كما لا يختلف اثنان، من أن الخيال هو عالم الشاعر، في حين تدعى الحياة أو يدعى الواقع، عالم الناثر الذي هو نقيض العالم الأول دون شك.
إذن، فالأسلوب الأدبي للناثر، هو الكلام المنثور في لحظة خاصة من لحظات العمل؛ وليس هناك واجب أو معنى آخر خارج هذا النطاق. فالتأمل والبحث والسمو في رحاب عالية، واسعة غير محدودة، كالأفق هي كلها مرادف لحالات الصمت والتكهن، يحاول الناثر الابتعاد عنها جهد الإمكان... بغية العمل ( الكتابة ) وحالات الاتصال بالآخرين ومن ثم التأثير بهم، وصولاً إلى الغاية المراد توصيلها نثراً وكشف خواصها، وخطرها لتغييرها. وهذا بالتحديد، هو تعريف عمل ووظيفة الأسلوب الأدبي عند الكاتب.
يقول إميل زولا( 1840-1903) صاحب المذهب الطبيعي في الأدب:
ضرورة الناحية الفنية للأسلوب، هي أن لا يشعر القارئ بها وهو يتابع القراءة، فيجعله يسحر عن غير تعمد ولا يجعله يشعر بأنه قد سحر وانتهى الأمر؟!
في حين يهاجم سارتر، صاحب مذهب الوجودية، النقاد ساخراً بقوله:
أن عمل حراسة المقابر الهادئة، قد لا يكون كذلك؟ إذ يعلم الله إن كانت المقابر هادئة!!
ويقصد فيه، عمل النقاد الذين فشلوا في الإنتاج الأدبي، وهو يشير لهم متهكماً:
ليس لهما ما هو أكثر وأحب هدوءاً من المكتبة!! فهي عامرة بأموات، أنحصر عملهم في الكتابة بعد أن تحرروا من خطيئة الحياة!!
فالأسلوب الأدبي عند الناثر لا يمكن له أن يكون إلا بوجود الفكرة، تلك التي تناقش قضية حياتية معينة، لها خطرها ومدلولها وتأثيرها على الآخرين، بغية كشفها ومن ثم محاولة تغييرها. عندها فقط، يتدخل الأسلوب الأدبي لصياغة تلك الفكرة في أسلوب أو قالب أدبي ممتع وشيق، يجعل القارئ يقرأ، كالمسحور( كما نوه لذلك إميل زولا في وصفه )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب