الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة أمريكية تؤم المصلين، ليه يزعل ذكور العرب!

هويدا طه

2005 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تعرض برنامج(من واشنطن)على قناة الجزيرة لقضية(ظريفة)رغم أهميتها! ففي الولايات المتحدة قررت سيدة أمريكية مسلمة من أصل أفريقي تدعى آمنة ودود.. أن تؤم المصلين في صلاة الجمعة، وعلاوة على أنها أستاذة جامعية، فهي صحفية وكاتبة وناشطة حقوقية، استضافها البرنامج رغم أن الخبر لم يثر كبير ضجة في الولايات المتحدة، بل الضجيج الكبير أثاره(ذكور)بلادنا الأشاوس! الذين يبدو أن كراهيتهم الكامنة.. لما صار يسمى(مشاركة المرأة)في أنشطة المجتمع، تعادل(هوسهم)التاريخي ب(مشاركة المرأة).. في الفراش! فما إن انتشر الخبر حتى نشطت(آلة الفتاوى)في كل مؤسسة دينية عربية، ويبدو أن رجالنا الأشاوس.. الذين لم ينجحوا حتى الآن في التصدي(لذكور إسرائيل)!.. يمارسون تعويضا نفسيا بممارسة(التصدي)لنسوان العالم! فبعد(خروجهم الكبير)تصديا لقرار فرنسا.. منع الحجاب- وغيره من الرموز الدينية- في المدارس والمؤسسات الحكومية الفرنسية، جاءتهم فرصة كبرى يستعرضون فيهم(فحولتهم)! وهي فحولة يصرون على إلباسها لباسا دينيا إسلاميا، بعد أن فشل اللباس السياسي والعسكري في ستر عوراتها! ودائما تتصدر قضية(فتنة المرأة)فتاواهم العظمى، فقد خافوا من فتنة(شعر)الفرنسيات الأصفر السايح إذا تعرى! والآن يخافون من فتنة(دُبر)المرأة الأمريكية عندما تركع وتسجد وهي إمامة للمصلين! لم يهمهم اغتصاب ذكور الأمريكان لكرامتهم، وما فعلوه بهم بالدبابات والطائرات! ويهتمون الآن بستر دُبر نسوان واشنطن! ولا أدري أي فتنة تلك التي(تشغل بال)واحد رايح يصلي لمولاه! من أي مصدر فقهي استقوا أساسا.. أن الله سيقبل صلاة واحد(مشغول البال).. حتى وهو يتعبد...بدُبر النسوان! طبعا- وبحكم العشرة- مع الذكور العرب، والمعرفة بمقدار فحولتهم.. تعرف النسوان العربيات أن جعجعتهم تأتي في النهاية بلا طحين! فكما مررت فرنسا قانون تعرية رؤوس بناتها ونسوانها، دون أن تلتفت حتى لهذا الضجيج.. القادم إليها من(هذه الكائنات العتيقة)في الجنوب!، فإن الثقافة الأمريكية سوف(تصوغ)إسلام مسلميها بطريقتها، دون أن تلتفت حتى لهذا الطنين، فقد جربت أمريكا جعجعة (ذكور العرب)في أحداثٍ سياسية وعسكرية جسام، تفوق في جسامتها قضية(إمامة النسوان)، وتعرف جيداً- كما عرفت الأنثى العربية قبلها- إلام هذه الجعجعة تنتهي! والغريب أن قضية المرأة يتعامل معها العالم كله باعتبارها قضية حقوقية، إلا ذكورنا الجبابرة.. فقد حولوها من قضية حقوقية إلى قضية.. فقهية! فكلما ساءلت كويتيا.. لماذا تحجبون عن نساءكم حق المشاركة في الانتخابات ترشحا وتصويتا، وهي أمور حقوقية صرف، يرد عليك بمقولات تجوب بك في دهاليز فقهية بلا قاع! وكلما ساءلت ذكرا عربيا متأففا من تقدم المرأة في كل المجالات.. حول سبب احتقاره لقدرات المرأة، يرد عليك بأحاديث أخرجت عن سياقها التاريخي(لتسقط على رؤوسنا)عنوة.. في حاضرنا البعيد البعيد.. عن ظروفها التاريخية، فمن قائلٍ(لا يفلح قوم ولوّا أمرهم امرأة)إلى قائلٍ بأن(النساء ناقصات عقلٍ ودين)، ولا أدري لماذا(قومنا)فقط من لا يفلحون إذا ولوا أمرهم امرأة! لماذا إذن فلحت بريطانيا في إذلالكم عندما تولت أمرها مارجريت تاتشر! وماذا كانت جولدامائير؟! ولماذا كونداليزا رايس أطارت النوم من عيونكم بقوتها وسلطتها.. وليس بجمال نهديها! وإذا كانت النساء ناقصات عقل ودين بسبب الدورة الشهرية، كما يدعي هؤلاء الذكور الأشاوس، فما السبب في نقص عقولكم وكرامتكم، الذي مكّن ذكور إسرائيل وأمريكا من إهانتكم وإهانة بلادكم والضحك على ذقونكم وسرقة مواردكم! وكأن ذكرا تافها جاهلا هو(أفضل)من امرأة عالمة مبدعة لمجرد أن بسلامته في ظاهره..ذكر! لكن.. نضال المرأة العربية لنيل حقوقها وإن كان يخرج من عثرة ليسقط في أخرى، فإنه ليس فقط لأن الذكور العرب(غير مقتنعين)بأهليتها لممارسة تلك الحقوق، وإنما حتى بسبب تخلف المرأة العربية ذاتها، حتى أنها- هي نفسها- تقاوم تغيير وضعها المزري، في حالة غريبة من الماسوشية واستمراء إهانة الذات، أنظروا إلى هؤلاء النساء اللاتي تتحفنا بهن القنوات الفضائية، فتخرج إحداهن مالئة الشاشة بمنكبيها، مدافعة ً بشراسة عن حق الرجل في ضربها! وحقه في الزواج بثانية وثالثة ورابعة، وكأنه بسلامته أنهى مهامه الذكورية في الزود عن الوطن.. فحق له أن يكافأ بالمكافأة التي يدور حولها تاريخه المُشع... المزيد من الحريم! وإن كانت محاولات التغيير التي تقوم بها المرأة(العربية المتمردة)على هذه الثقافة المتخلفة، يقابلها الذكر العربي بعنجهية مضادة، مسلحة بترسانة من(المقولات)الدينية والاجتماعية الخارجة عن سياق العصر، فإن الفرنسيات والأمريكيات.. لا تنطلي عليهن هذه العنجهية الموجهة إلى النساء المحليات! فعندما يكشرن في وجوه ذكورنا العظام - اللهم لا شماته- شاهرات في وجوههم نفس حجج المناضلات العربيات.. من حقوق الإنسان وتطور العصر وتقدم حركة التاريخ إلى آخره.. سوف يتراجع رجالنا فورا.. عن(حمقتهم)الشديدة! فهن لسن عربيات ولسن من أهل الدار، وسوف(نتفرج)في الأيام المقبلة.. على تراجعهم.. الذي لا يأتي إلا على أيدي الغرباء ذكورا وإناثا.. وبعد أن رأينا ذكور الأمريكان وهم يجرجروهم على(منتديات حوار الحضارات)رغم أنفهم، وهم لا ناقة لهم ولا جمل لا في الحوار ولا في الحضارات! سنرى إناث أمريكا وهُن يرغموهم.. على قبول ما تعاني العربيات لدفعهم دفعا لقبوله دون جدوى، تماما كما يقول المثل الشعبي... الشيخة البعيدة.. سرها باتع!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟