الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لاستخدام القوة .. نعم للحلول المسؤولة والعاجلة!

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2013 / 1 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تصريح صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

لا لاستخدام القوة .. نعم للحلول المسؤولة والعاجلة!


وقع امس الجمعة محذورٌ ما كان جائزا ان يقع، ومن شأن تجدده أن يزيد حضور أسوأ الاحتمالات بالنسبة الى مآل الأزمة السياسية العامة المستفحلة، وان يعمق مشاعر القلق على مصائر البلاد. فقد وقع صدام بين قوة تابعة للجيش والمتظاهرين في مدينة الفلوجة سقط جراءه عدد من القتلى وعشرات الجرحى بين المتظاهرين، ولاحقا بين منتسبي القوات المسلحة.

إننا إذ ندين اللجوء إلى القوة واستخدام الرصاص الحي، نحمَل وحدات الجيش مسؤولية رئيسية في تطور الاشتباكات إلى صدامات دموية، ونطالب بمحاسبة المسؤولين عنها وإحالتهم إلى القضاء، نشدد على ضرورة احترام حق التظاهر والاحتجاج السلميين، ومسؤولية القوى الأمنية عن حماية هذا الحق وممارسته من قبل المواطنين، والتحلي بالانضباط والمهنية اللازمتين وعدم الانجرار إلى ما قد يحصل من استفزازات وتجاوزات عناصر غير منضبطة أو مدسوسة، والتورط في استخدام القوة.

ومن جانب آخر نشدد على المحافظة على الطابع السلمي للتظاهرات، ونحث المتظاهرين على شحذ يقظتهم وانتباههم إزاء العناصر والجهات التي تدفع بالتظاهرات خارج سياقاتها السلمية، وتحاول التشويش عليها والانحراف بمطالبها المشروعة.

لقد دخلت التظاهرات اسبوعها الرابع وهي تكتسب زخماً متواصلاً، وقد تكون مرشحة للاتساع خلافاً للتقديرات التي اطلقتها جهات رسمية. ويرافق استمرارها تصاعد في مساعي البعض لرفع سقف المطالبات وتشديد نبرة الخطاب التحريضي، الى جانب بروز دور ونشاط لعناصر قوى مناهضة للعملية السياسية برمتها، يرتبط بعضها بالقاعدة أو البعث الصدامي او هو قريب منهما. ويؤكد هذا المنحى في تطور الأحداث ما كنا شددنا عليه من ضرورة الاصغاء الجدي لشكاوى ومطالب المتظاهرين، والإسراع في تلبية المشروع منها دون تسويف، والمبادرة من جانب رئاسة الوزراء الى فتح قنوات حوار حقيقي مع ممثلي المتظاهرين والقوى السياسية حول بقية المطالب، واعتماد خطاب تهدئة وتجنب للتوصيفات الخادشة. وقد نبهنا سابقاً كذلك، و نؤكد مجدداً، أن التلكؤ لأي سبب كان في اتخاذ الخطوات السياسية والاجرائية المطلوبة، إنما يصب في صالح العناصر والقوى الداخلية والخارجية، المتربصة بالعملية السياسية والتجربة الديمقراطية وبأمن البلاد واستقرارها ووحدتها.

ان تضييق آفاق الحلول، وانغمار القوى السياسية الماسكة بالسلطات في الصراعات السياسية الفوقية التي تدور حول المصالح الفئوية والذاتية الضيقة، وغير المتصلة بهموم ومصالح الناس المباشرة، ان ذلك لا يؤدي فقط الى تعميق الفجوة بين هذه القوى السياسية وبين عموم ابناء الشعب، وبضمنهم الناخبون الذين حملوهم إلى السلطة من خلال الانتخابات، وانما يساهم ايضا في شل أو تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والسلطات المحلية، وزعزعة مكانة وهيبة المؤسسات المدنية الدستورية. وهذا بدوره يهيّئ تربة خصبة للقوى المعادية لعملية بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد وللعراق التعددي المتآخي، ويغذي نزعات التطرف والتعصب بجميع اشكالها، لا سيما الطائفي منها والقومي. ويعكس واقعنا السياسي بأزماته المتوالية والمتصاعدة في شدتها، ظهور اتجاهات التطور المقلقة سالفة الذكر، والمرشحة لمزيد من التفاقم على خلفية أزمة نظام المحاصصة الطائفية الأثنية، والتدهور المستمر في العلاقات بين القوى السياسية، وتفجر الأزمات على مختلف الصعد، إلى جانب الاحتقانات والاستقطابات الطائفية والقومية الشديدة التي تؤججها التطورات في المنطقة.

إن القوى السياسية المتنفذة لا تملك أفقاً زمنياً مفتوحا لتطويق الأزمات والتوجه نحو ايجاد المناخات المناسبة لبحث وايجاد الحلول. فللزمن استحقاقاته ، كما ان لإرجاء الحلول، والتقاعس في التصدي للمشاكل المتأزمة، والتعنت والتخندق في المواقف وعدم الانفتاح على الآخر، مترتبات وتداعيات وثمنا سياسيا يدفعه الشعب والوطن، بشكل نزاعات وعدم استقرار وتفكك في النسيج الاجتماعي والوطني، وتدهور في الأوضاع المعيشية وتقليص للحريات.

لذلك أصبح التوجه الجاد والمسؤول والسريع نحو ايجاد الحلول، مطلباً غير قابل للتأجيل.


السبت 26 كانون الثاني 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ