الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب أمريكا وحضور تركيا

ساطع راجي

2013 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


غياب الدور الامريكي بكل مستوياته عن الازمة التي يشهدها العراق منذ شهر تقريبا، هو غياب لافت ويحرض قائمة طويلة من الاسئلة خاصة عند استذكار الاداء المهم والناجح الذي قامت به دوائر القرار الامريكي في أزمة التحشيدات العسكرية في المناطق المتنازع عليها، وفي مقابل الغياب الامريكي عن الازمة نجد حضورا تركيا واضحا في تفاصيل الازمة الراهنة وصل الى مرحلة تدعو للقلق مع الاعلان في تركيا عن تنظيم يدعو للاطاحة بالنظام السياسي في العراق.
الازمة الحالية تعرض جهودا أمريكية كبيرة في العراق للانهيار لأنها تجري في محافظات أنفق فيها الامريكان الكثير من الاموال وتكبدوا فيها قبل ذلك خسائر بشرية خلال المواجهة التي استمرت لسنوات مع التنظيمات الارهابية المتطرفة، ولكن هاهي الفرصة تبدو جاهزة لعودة سيطرة تلك التنظيمات او على الاقل استعادتها لقوتها حتى من دون ارادة المتظاهرين والساسة في محافظات العراق الغربية ذلك ان المواجهة بين الاجهزة الحكومية والمتظاهرين والعشائر يعني اولا انهيار التحالف الذي طرد الجماعات المتطرفة، والمواجهة تعني ثانيا ان الطرف الاقوى سيكون الجماعات المتطرفة مرة ثانية، فهل ستضحي واشنطن بما حققته بسهولة وهل تتخذ فعلا موقف المتفرج بينما الجماعات المتطرفة تنتشر عبر حدود دول الشرق الاوسط؟.
منذ مدة والصوت التركي يبدو عاليا فيما يتعلق بالشأن العراقي ولم يتردد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ولا وزير خارجيته أحمد داود أوغلو في الاعلان عن ارائهما بالاوضاع العراقية بطريقة لاتلتزم بالسياقات الدبلوماسية واكد اردوغان انه سينقل وجهة نظره عما يجري في العراق للولايات المتحدة وهو بذلك كأنه يقول إنه سيستأذن من الامريكان للتدخل في العراق او انه سيحرض الولايات المتحدة على فعل شيء ما في العراق.
هل يمكن لتركيا أن تتصرف فيما انجزته أمريكا في العراق بدون إذن مسبق؟ أم إن امريكا هي التي تريد من حليفها الاسلامي العسكري الوحيد وزميلها في الناتو القيام بدور ما في العراق؟، وهل هذا الدور سيكون بمعادلة طائفية جديدة في العراق بديلة عن المعادلة التي أقرتها الولايات المتحدة منذ 2003 وتنسجم مع الدور التركي في الازمة السورية؟، هل سمحت دوائر القرار العسكري والمخابراتي الامريكية لتركيا بالتدخل في العراق وربما حرضتها على ذلك بعدما شعرت بخيبة أمل من موقف شركائها السابقين في العراق ومن الشيعة تحديدا؟، هل صمت الادارة الامريكية في مواجهة الازمة العراقية الراهنة على خطورتها هو إستدعاء لكلام تركي صاخب؟، ما أكثر الاسئلة؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف