الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما فُصِلَ فاضل عواد، من الدراسة، مرتين / الجزء الثاني

محمد جلو

2013 / 1 / 28
الادب والفن


حقيقة تاريخية، أسرد لكم فيها قصة لإنسان بسيط فقير، وصل إلى أعلى الدرجات العلمية، رغم صعاب جمة

لقراءة الجزء الأول، و هي مقالة قصيرة، إضغط هنا رجاءً
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341616

الجزء الثاني
=======

حمل المعاون، أبو تحسين، ملف فاضل عواد، تحت أبطه
و دخل إلى الإدارة، مخاطبا المدير قائلا
أبو محمد
هذا ملف، لطالب آخر
يتوجب فصله، من المعهد
فلقد تجاوزت غياباته، الحد المقرر
لقد أوقفت ذلك الطالب، خارج مكتبك
عسى أن تريد الكلام معه، قبل أن يغادرنا
----

أجاب المدير
طبعا أبو تحسين، أريد التكلم مع هذا الطالب المفصول، كعادتي
----

كان المدير يفعل ذلك، مع جميع الطلاب المفصولين
قبل أن يذهبوا في سبيلهم، و قرار الفصل باليد
ليس للشماتة، و التوبيخ
بل لإظهار الأسى، و الإرشاد
----

و ما إن دخل فاضل عواد الإدارة، حتى صاح المدير، متعجبا
أنت؟
كانت الإجابة
نعم، أستاذ
فاضل عواد
----

وقتها، كان أغلب العراقيين، قد شاهدوا، أو على الأقل سمعوا، بفاضل عواد
المغني الشجي، الجديد
ذلك الشاب، الحسن الطلعة
برز من دون الكثيرين، في ركن الهواة
ذلك البرنامج التلفزيوني الغنائي
من إعداد و تقديم، الفنان كمال عاكف
حسب ما أتذكر
----

و هكذا، ما إن غنى فاضل عواد تلك الأغاني
صوت السهارى، و گومي أوگفي لي و إرفعي الپوشية
حتى جن جنون الناس
قامت الدنيا في العراق، ثم قعدت
لم تعد بإستطاعة مديرية الإذاعة و التلفزيون، إشباع تلك الشهية العارمة التي إستجدت في البلد
الكل يريد، سماع المزيد
فتراه قد أصبح وجها و صوتا منتظما في برنامج ركن الهواة خاصة، و الراديو و التلفزيون العراقي عامة
يطالب به العراقيون، بإستمرار
----

يذكر مدير المعهد، حينما شاهد فاضل عواد في التلفزيون، لأول مرة
حينما قال متفاخرا
أعرف هذا الشاب
إنه، أحد طلابي
----

و جاء اليوم، الذي سيَفصُل فيه هذا المدير، ذلك الطالب، من الدراسة
و ها هو المدير يقَلِب الملف
و فاضل عواد، مُطرِقٌ أمامه
و هو يتوقع أنه سيغادر بعد دقائق
و يترك المعهد، بلا عودة
و كتاب الفصل، في يده
----

و هنا، قال المدير
يا للأسف، يا ولدي
ما كل هذه الغيابات؟
ما الخطب؟
----

أجاب فاضل عواد، و الحرج في وجهه
إلتزاماتي في الإذاعة و التلفزيون، أستاذ
إستغرقت مني، جلَّ وقتي
أنا مطلوب هناك، يوميا
----

فقال المدير
لا زال هذا العذر، غير مقبول
فلقد قصرت في دراستك، يا ولدي
و فضلت عليها إلتزامات أخرى
فلا حيلة لي، بل فصلك من الدراسة
----

و بعد برهة من الصمت و التردد، قال فاضل عواد
أستاذ
تقول أنني قد قصَّرتُ في دراستي
نعم، لقد قَصَّرت في الحضور
أعترف بذلك
و لكن، لم أقصر في دراستي
ها هو ملفي، بين يديك
أرجوك
تفحص درجاتي الإمتحانية
و قرر بعدها، إن كنتُ حقا مُقَصرا في دراستي
----

و كم كانت دهشة المدير عظيمة، حينما بدأ يتصفح قائمة درجات فاضل عواد، الإمتحانية
الواحدة تلو الأخرى، بدون إستثناء
جميع إمتحانات الفصل الأول
جميع إمتحانات نصف السنة
كلها، عالية
----

و هنا قال المدير
أنت على حق
لم تقصر في دراستك
برأيي، ما الفائدة إن كان الطالب ينجح في الحضور يوميا، ثم يسقط في إمتحاناته
بعد إطلاعي على درجاتك يا إبني، أتمنى أن جميع الطلاب، مثلك
أما أنا الآن، فلا أبالي بغياباتك السابقة، قط
و لن أبالي بغياباتك القادمة، أبدا
إذهب يا إبني، و لتكن غياباتك ما تكون
سأتثنيك من تسجيل الحضور، مستقبلا
و عند مغادرة فاضل عواد الغرفة، صافحه المدير، و تمنى له التوفيق
----

بعد ذلك بأيام، سمعت أبي، يسرد لخالي ما حصل له مع فاضل عواد
و كيف أنه أوشك، أن يفصله، للمرة الثانية
كان خالي، صابر الأطرقجي، يعرفه شخصيا، أيضا
فخالي هو أحد أساتذة فاضل عواد للغة و الأدب العربي، في المعهد
----

سمعت خالي يقول لأبي
حسنا فعلت
فهو يستحق ذلك
أرى أن فاضل عواد، يختلف عن الباقين
فله نباهة، عالية
و أحسب أن له قدرة غير إعتيادية، على فهم أمور صعبة في اللغة العربية، و الشعر
قد يجدها بديهية، بينما يجدها الآخرون، عويصة
----

و كذلك، قال خالي عن فاضل عواد
ترى أن اللغة العربية و الشعر، يجريان في دمه
لا أدري من أين يأتي هذا الولد، بمثل تلك الفصاحة
كأن فيه، فطرة عرب قريش، الأصليين

محمد جلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصح حدس الوالد
يوسف حنا ( 2013 / 1 / 28 - 23:58 )
شكرا اخي الغالي محمد على القصة الجميلة
رحم الله الوالد الذي انبأه قلبه ان هذا الطالب يستحق الدعم وليس الفصل
وقد اثبتت الايام صحة ما فعله والدكم ، فقد حصل الفنان فاضل عواد على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وهو حاليا وكما سمعنا استاذ في هذا التخصص في جامعات ليبيا


2 - جواب على تعليق الدكتور يوسف حنا، أعلاه
محمد جلو ( 2013 / 1 / 31 - 14:02 )
كما قلت ياعزيزي الغالي، أبو وسيم، أثبتت الأيام صحة ما فعله الوالد
و لكن، ما حز في قلبي عبر السنين، هو الحسد و الغيرة و الحقد، الذي أصاب بعض المغنين، و بعض ممن من يسمون أنفسهم بالفنانين
أخذوا يبثون إشاعات بلا أساس، حول هذا الفنان النبيل
السبب، هو الشعور بالنقص
كل ذلك بسبب الألم الذي يشعرون به، كلما ذُكِر فاضل عواد، بلقب -دكتور- فاضل عواد
يذموه بأكاذيب
بدلا من أن يفتخروا بأن أحدهم، قد إبتدأ بسيطا و فقيرا مثلهم، ثم توصل إلى أعلى درجات العلم و المعرفة في مجاله، بحصوله على الدكتوراه
بعد التحري، بقيت سمعة هذا الإنسان الخلوق، ناصعة البياض
دشو دكتور فاضل عواد، و ألف دكتور فاضل عواد، و غصبا عليكم، و خلي الحاقدين يموتون من غيظهم
محمد


3 - والله زمن
صلاح البغدادي ( 2013 / 3 / 2 - 03:36 )
واصبح بعد ذلك فاضل عواد معلما وكان يدرس مادة النشيد في مدرسة النور الابتدائيه في الشعله(رحمانيه)،حيث كنت احد طلابه وكان يجلب العود الى الصف ويختبر اصوات الطلاب لمعرفة مواهبهم،وعندما يخرج من المدرسه كان الجميع من في البيوت يخرج لمشاهدته حيث كانت اغنيته لاخبر ذائعة الصيت في وقتها،فنانا رائعا ومعلما رائعا اطال الله في عمره....وتحياتي لك استاذ محمد

اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز