الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتور العظيم

مجدي مهني أمين

2013 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الخطاب بسويعات قليلة، سمعت نصيحة جمال عنايت للرئيس من خلال برنامجه الذي يذيعه في قناة اليوم:

- عايزين حلول واضحة، عايزين خيال سياسي ياريس.

لم أتوقع إن الريس سيأخذ بنصيحة جمال عنايت، خاصة وأنا أشاهد رجال حزبه – الحرية والعدالة- وهم يتهربون من الاعتراف أن البلاد تمر بأزمة، هذا مع إحجامهم الشديد عن طرح أي حلول، ربما لأنه ليس لديهم حلول، أو أنهم يخشون من أن يدلوا بتصريحات لا تأتي على هوى الجماعة فينالهم العقاب.

- فمنين ييجي الوضوح أو الخيال ياأستاذ جمال؟

وسمعت طرفا من الخطاب حيث لم يلبِ الرئيس أي مطالب، بل أعلن الطوارئ في مدن القناة، وهدد بالمزيد من الإجراءات إن لزم الأمر..

يعني سياسة تجبر وفرض أمر واقع، دون أدني إشارة لتشخيص للأزمة، ودون تجاوب مع مطالب الجبهة: بتشكيل حكومة إنقاذ، وتعديل الدستور، وتقنين وضع جماعة الإخوان كمداخل لحوار وطني جاد.. تجاهل مرسي كل هذا، واعتبر ان المشكلة أمنية، وأن الحل يتمثل في إعلان حالة الطوارئ على مدن القناة، ثم الدعوة لحوار شكلي، ليس مع، بل بين أحزاب؛ بعضها موالي له، وبعضها معارض له، يعني حوار بينهم مع بعض، مش معاه، وبدل ما يكون سيادته طرفا يصبح حكما.. فالأمر لا يخرج عن كونه مناورة لكسب الوقت، وإضفاء مناخ حوار يبرر للرئيس ممارساته الأمنية والقمعية.

.. بالطبع لقد جاءت ثورة بورسعيد ومدن القناة بما لا تشتهي السفن، إذ كان يمكن للنظام أن يقول إن تظاهرات 25 يناير جاءت بفعل فاعل، وأنها تظاهرات مفتعلة نظمت لها جبهة الإنقاذ، وهو ما لا يمكن للنظام إدعاؤه على ثورة بورسعيد ومدن القناة، كما أن ثورة مدن القناة بتشتت النظام في مواجهته لثوار 25 يناير، لذا جاء قرار الطوارئ كي يوقف تظاهرات مدن القناة، فيكون انصياعهم مدعاة لانصياع ثوار يناير، بمنطق "اضرب المربوط يخاف السايب"، ثم الانفراد بالثوار إن لم يتعظوا.. يعني إحنا أمام تكتيك لقمع:

- ما فيش خيال سياسي، ما فيش مشاركة وجدانية، ولا رؤية رجل الدولة.

لم أجد أمامي في هذا المناخ الخانق إلا كلمة " شارلي شابلن " في فيلمه "الديكتاتور العظيم" التي تؤكد الدور الذي يجب أن يسلكه رجل الأمن في أن يلتزم بالقانون، وألا يحمي الدكتاتور؛ لأن الديكتاتور لا يستمر وأن الشعوب هي التي تنتصر وتستمر، فيجب ألا يضع رجل الأمن نفسه تحت طائلة القانون عندما تسترد الشعوب أوطانها، والأهم في كلمة "شابلن" أنها تراجع رؤية نتمناها لمصر والعالم- بعض كلماته في مخاطبة الجنود، جاءت كالتالي (أنظر الرابط الأول):

" إلى أولئك الذين يسمعونني الآن أقول: لا تيأسوا
البؤس الذي نحن فيه الآن ليس سوى نتيجة للجشع وقسوة الرجال الذين يخشون من التقدم البشري
سيأتي وقت يموت فيه الطغاة والسلطة التي أخذت من الشعب لتعود للشعب
ولسوف تعود إلى الشعب حريته فمهما كان البشر يقتلون فالحرية لا تموت

"أيها الجنود: لا تسلموا أنفسكم للمتوحشين الذين يستعبدونكم، الذين يسيطرون على حياتكم ويتحكمون في أفكاركم ومشاعركم، ويستخدمونكم كوقود لنار العنف، لا تسلموا أنفسكم لهؤلاء الطغاة غير البشريين، عقولهم وقلوبهم كالآلة، أنتم لستم آلة، أنتم بشر لديكم إنسانيتكم في قلوبكم، فقط لا تكرهوا،
أيها الجنود: لا تقاتلوا من أجل الاستعباد بل كافحوا من أجل الحرية،

" في الإصحاح 17 من إنجيل لوقا "ملكوت الله في داخلكم"، ليس في شخص واحد، ولا في جماعة من البشر، ولكن في الجميع الناس، ملكوت الله في البشرية جمعاء، فيكم أنتم ،
"الناس هم من لديهم القدرة على صناعة الآلات والقدرة على خلق السعادة، أنتم الشعب من لديكم على جعل الحياة جميلة، على جعلها مغامرة رائعة.

"بإسم الديمقراطية دعونا نتحد جميعا،دعونا نكافح من أجل عالم جديد، عالم رقيق، يوفر لك المستقبل ويؤمن شيخوختك،

"الطغاة يحررون أنفسهم ولكنهم يستعبدون الشعب، الآن دعونا نكافح لتحرير العالم، للتخلص من الحواجز بين القوميات، من القيود والجشع والتعصب.

"لنكافح من أجل عالم العقل والمنطق، من أجل العلم والتقدم وكل ما يفدي لسعادة جميع الشعوب،
بإسم الديمقراطية دعونا جميعا نتحد."

تذكرت كلمات "شابلن" ودونتها، لأنه -في وقت الأزمة- قد تستغرقنا المعارك بعيدا عن رؤيتنا، ورأيت في كلمات "شابلن" بعضا من رؤية؛ ففضلت أن أرددها بدلا من أن تستغرقني قراراتهم وتكتيكاتهم البعيدة عن الرؤية والصالح العام.

ثم توالى تحدي مدن القناة للحظر المفروض عليها، فرددت مع نفسي كلمات أبناء القناة التي كانوا يرددونها معنا في أحد المعسكرات الشاطئية التي أقمناها معهم وقت تهجيرهم من بلادهم بعد 76: "يا أسماعيلية أنا جايلك جايلك.. يا أسماعيلية أنا جاي، وحياة كل نقطة دم، وحياة كل دمعة خد، لأسهر على القنال يابا يابا.." وتذكرت "يا بيوت السويس، يا بيوت مدينتي" لمحمد حمام (أنظر الرابط الثاني)، فالرئيس في خطابه لم يدرك مدى صلابة مدن القناة، ولا مكانتها في قلوبنا، فهي شريان القلب.. قلب مصر الصامد حتى النصر.

الروابط:
الرابط الأول: رسالة تشارلي شابلن إلى العالم
http://www.youtube.com/watch?v=cMQJuxKQaQE

الرابط الثاني: يابيوت السويس
http://www.youtube.com/watch?v=HOffh9lGk7k








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ