الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الرئيس الإخوانى ومشروع نهضة مصر - 14 - فى التناقض

محمود حافظ

2013 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هذا ما جناه الشعب المصرى بيده لا بيد عمرو هذا الشعب الذى أصر على عنصر التغيير لإنجاح ثورته وآثر بعدما حشر بين فكى الرحى أن ينتخب إما رئيسا ينتمى إلى العهد البائد أو رئيسا ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فبيد هذا الشعب والذى وضع يده على أنفه ليتجرع العلقم آثر جزءا منه على أن يعطى صوته للرئيس الإخوانى وهو يعى تماما أنه يذهب إلى المجهول فهل كان المجهول واضحا فى ذهنية من إنتخبوا الرئيس الإخوانى ؟ بالتأكيد ولأنه مجهولا لم يكن واضحا وبشكل كاف ما هو الفرق بين حاكما ينتمى إلى القوى المدنية أو حتى إلى المؤسسة العسكرية وحاكما ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين هذا الفارق الذى تجلى فى ممارسة الرئيس الإخوانى لحكمه فبعد أيام قليلة من حكمه إنقلب على من تحالف معهم فى المجلس والعسكرى وأطاح بهم بإعلان دستورى مما جعل نفر ليس بقليل من القوى المدنية ترفع له القبعه مهنئة لضيق صدرها من حكم العسكر والذى نادت به قوى ثورية وبطريقة راديكالية بيسقط حكم العسكر والذى لولا العسكر مانجحت ثورة 25 يناير 2011 م وهنا لم يلتفت أى من القوى الثورىة أن الرئيس الإخوانى يمارس عقيدته الإخوانية بالإنفراد بالحكم حتى يتيح له الإنفراد بما يجمعه بيده من تشريع كان بحوزة العسكر أن يمارس فاشيته وفاشية جماعته والمناصرين من تيار الإسلام السياسى حتى يتم لهم مبتغاهم , لم يتحدث أحد من الثوار إلا فيما ندر أن ما فعله الرئيس هو إنقلاب على الشرعية وأن ما قام به يفقده شرعيته لأنه حنث ياليمين الذى أقسم به بالثلاثة على إحترام القانون والدستور وفى خلال مشوار الممارسة وبعد إعلان 12 أغسطس وصل الأمر إلى إعلان 21 نوفمبر فى الإنقلاب الكبير على كافة مؤسسات الدولة المدنية فبعد ما مكنه إعلان أغسطس من توليه التشريع قام بإعلان نوفمبر بالإطاحة بالقضاء وأصبح منفردا بحكم مصر وهنا أصاب القوى الثورية الهلع من تصرفات الرئيس الإخوانى وأصحح وأقول القوى المدنية بدلا من القوى الثورية حتى يصبح الأمر واضحا فما فعله الرئيس الإخوانى هو ما تقره الجماعة فى تناقضها مع القوى المدنية وهنا أصل المسألة والتى يجب أن تكون واضحة ومباشرة فى فكر الجماعة المتناقض مع فكر القوى المدنية وأن ما أغفلت عنه القوى المدنية وتجرعت العلقم وعصرت الليمون هو تنحيتها للتناقض الأساسى بين الجماعة الإسلامية أو أفكار الإسلام السياسى وبين الفكر المدنى وتجلت الممارسة لهذه الإيديولوجيا الإسلامية من الهجوم الشرس على السلطة القضائية فى مصر كما تجلت على الهجوم على الإعلام الحر رغم أن معظم الإعلام المصرى ومنه الرسمى المملوك للشعب أصبح فى حوزة الرئيس وجماعته .
إن الأمر وببساطة معلن وواضح فى التحالف الإيديولوجى بين الجماعة ومناصريها من التيارات السلفية هذا التحالف الذى تجلى فى بعض مليونياتهم فى الميدان وآخرها فى ميدان نهضة مصر حيث كان عنوان المليونية الشريعة والشرعية وهذا ما أتفق عليه أنصار الإسلام السياسى بكافة فصائله بقيادة جماعة الإخوان المسلمين فمعهم المجلس الشرعى للجماعات السلفية ومعهم السلفية الجهادية ومعهم كل من ينتمى إلى تيار الإسلام السياسى كحزب الوسط وحزب مصر القوية وكافة الأحزاب المنشقة عن الجماعة ولكنها فى النهاية تحمل أيديولوجيتها فالأساس لدى تيار الإسلام السياسى هو ما تعلنه الجماعات السلفية إعلاناً واضحاً وهو ما حمله عنوان المليونية الأخيرة وهو الشريعة والشرعية فى مقابل كطرف آخر من التناقض القانون الوضعى والدولة المدنية هذا هو الأساس فى التناقض بين الطرفين بعدما تم تنحية هيكلية الهرم الإجتماعى وقلبه رأسا على عقب وأصبح التناقض الأساسى أيديولوجيا بدلا من إقتصاديا وهنا نطرح سؤالا على القوى المدنية وخاصة الشبابية منها والتى آثرت أن تتجرع العلقم وتعصر الليمون لتتفق مع الرئيس الإخوانى وتمكنه من حكم مصر هل هذه القوى المدنية والشبابية منها كانت تعى إلى أى منزلق تنزلق هل كانت تعى هذه القوى إن من تمكنه من حكم مصر سيمكن مقولته ( الإسلام هو الحل ) بما تحمل فى طياتها من أيديولوجيا وهى العصف بالقانون الوضعى والذى نشأ مع نشأة السيادة للأمة أو للشعب وأن الأمة هى مصدر السلطات وأن الدستور يتم صياغته للحفاظ على حالة التوافق الإجتماعى للأمة وأن القانون لابد أن يكون مشروعا لما تتضمنه حالة التوافق الدستورية هل كان من صوت للرئيس الإخوانى يعلم أن هذا الرئيس هو ضدالحداثة والتراكم المعرفى للبشرية وهو خصم للحضارة المدنية الحديثة طبقاً لأيديولوجيته التى تضمنها الإسلام هو الحل وأن هذا الشعار هو ما يعنيه هو تطبيق الشريعة طبقا للمصادر المعتبرة لآهل السنة والجماعة وأن السيادة هنا تكون للشريعةأو المصادر المعتبرة لأهل السنة والجماعة وليست للشعب أو الأمة وأن هذا هو فهمهم للدين الإسلامى وبالتأكيد هم يقصوا من المصادر ما يتعارض معهم فمن المصادر المعتبرة أيضا قول الرسول (صلعم ) أنتم أدرى بشئون دنياكم وهو ما يعنى الفصل الكامل بين الدين والدولة أو الفصل الكامل بين ما هو منزل وبين ما هو تراكم معرفى أنتجته الأمة البشرية وقول الرسول أيضا سيأتى على رأس هذه الأمة كل مائة عام من يجدد دينها هو أيضا يصب فى قيمة المعارف المنتجة للبشرية أن تساهم فى تحديث المصادر التى تقف غند القرن الثالث الهجرى فالتجديد هو الحداثة وتنحيته يعنى الإنغلاق على الرجعية التى توقفت عند حد معين من المنتج المعارفى للبشرية .
إن فلسفة الإسلام هو الحل والعودة للتخلف مع ما تفرضه الجماعة على مريديها من السمع والطاعة حتى وإن كان الرئيس نفسه هو أحد أعضاء الجماعة فهو مطالب بالسمع والطاعة من مرشده العام ومن مجلس شورى الجماعة وهذا يعنى أن الرئيس هو حلقة الوصل بين المرشد العام للجماعة وبين الشعب المصرى الذى إنتخبه ليكون رئيسا لكل المصريين وهذا ما أقسم عليه الرئيس وحنث بقسمه حين أصبح رئيسا لأهله وعشيرته فالرئيس الذى إستحوذ على السلطة فى مصر أصبح هو المنوط به تمكين وتفعيل أيديولوجيا التيار الإسلامى وخاصة إذا كان هذا الرلائيس وجماعته ينتمون إلى فكر سيد قطب او المعروفون بالقطبيين هذا الفكر الذى تقاطع مع فكر أبو الأعلى المودودى وهو المفكر الهندى الذى ولد فى بداية القرن العشرين وتوفى فى العام 1979 م فما هى خلاصة أفكار أبو الأعلى المودودى الذى يطلبها من أتباعه وعلى سبيل الذكر فإن أول جماعة إسلامية تكونت فى القرن الماضى بإسم الجماعة الإسلامية تكون بمعرفة أبو الأعلى المودودى عام 1941 م وتعليمات أبو الأعلى لمن يتولى السلطة طبقا لمنتجه الفكرى تتضمنها هذه البنود الأربعة :-
1- الحاكمية لله وحده وعلى السلطة أن تنفذ شرع الله
2- أن تكون الشريعة الإسلامية هى القانون الأساسى لهذه السلطة
3- إلغاء كل ما يعارض الشريعة من قوانين وأنظمة
4- ألا تتصرف السلطة إلا ضمن الحدود التى رسمتها الشريعة .
وهنا لابد لنا أن هذه التعليمات هى التى تجمع الجماعة التى يسيطر عليها أنصار سيد قطب مع التيارات السلفية وهذا هو الجانب الأول من التناقض بين الجماعة وحلفائها من التيارات السلفية سواء كانت جهادية أو غير جهادية فما هو الجانب الآخر من التناقض والذى يمثل بالتيار المدنى فى المقابل :-
1- الأمة هى مصدر السلطات
2- الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع
3- السلطة ملزمة بكافة المواثيق الدولية المنتجة من الحضارة البشرية وخاصة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان المعتمد من المجتمع الدولى ( الأمم المتحدة )
4- أن القانون يولد من الدستور والدستور هو نتاج حالة توافق مجتمعى يضمن حقوق كافة فئات وإثنيات المجتمع .
هذه أيضا مقومات الدولة الحديثة التى تتبناها القوى المدنية فى مواجهة قوى التيار الإسلامى وهنا لابد من الإشارة إلى حدث على قدر كبير من الأهمية يتضح منه أن الشضريعة الإسلامية هى فى الأساس تتوافق مع أن الأمة هى مصدر السلطات والمثل الأوضح أنهلا بعد وفاة الرسول الأكرم إجتمع المسلمون فى سقيفة بنى سعادة لإنتخاب خليفة رسول الله وهذا يكفى .
إن الخلاف بين نادى القضاة وبين الرئيس الإخوانى ليس خلافا بين الأشخاص ولكنه خلافا فى الأيديولوجيا فالقضاء المصرى يحكم بالدستور والقانون النابع منه أى بالقانون الوضعى بمعنى أن الدستور والقانون من صنع البشر يعنى من صنع الأمة وهذا ما يتناقض مع أيديولوجيا الجماعة وحلفائها ويفسر قيام مليشيا الإخوان بمحاصرة المحكمة الدستورية لتمنع هيئة المحكمة بالحكم فى قضايا تخص سلطة الرئيس الإخوانى خاصة فى مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع دستور الجماعة وكان هذا التصرف طبيعيا لمنهجية الرئيس الإخوانى .
أيضا الخلاف بين الإعلام المدنى وبين الرئيس هو أن الإعلام الذى ينقل الخبر والرأى لاتحده حدود السمع والطاعة وأن هذا الإعلام قد كشف وبوضوع سافر عورى الرئيس الإخوانى فى أحداث قصر الإتحادية يوم 5 ديسمبر عندما قامت الجماعة بتوجيه من مرشدها ورجاله بالهجوم على المعتصمين بجوار قصر الإتحادية وإعمال القتل وتكسير العظام ثم القبض والتعذيب وأخذ الإعترافات بقوة التعذيب من أبرياء وعندما خرج علينا الرئيس الإخوانى وطبقا لمنهج السمع والطاعة فقد صم أذنيه كرئيس للمصريين وكان كله آذان صاغية لجماعته التى نقلت له أن هناك متهمون معترفون فى النيابة العامة وهذا ما نفته النيابة ولم يكن هناك متهمين بل كان هناك مليشيا للجماعة تقبض على المصريين وتأخذ إعترافات بالتعذيب وهذا ما أوضحه الإعلام صوتا وصورة وكان على إثر ذلك أن تحركت مليشيا حازمون لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى .
إن الرئيس الذى تمارس أجهزته أعمال القتل فى الشعب المصرى فى السويس وبورسعيد والإسماعيلية وهذا الهجوم الوحشى من قوى الأمن على المتظاهرين فى القاهرة كل هؤلاء ما بين شهداء وجرحى لاتهز شعرة واحدة من شعر الرئيس لالشئ إلا لكون هؤلاء المصريون قد خرجوا على سمع وطاعة الرئيس ولذا وجب قتلهم وتكسير عظامهم وأن تقوم كافة أجهزة الرئيس الأمنية وحتى مليشياته بتنفيذ حد العقوبة على من يخرج عن سيطرة الرئيس .
فى النهاية أن هذا الرئيس وجماعته وتياره يلقى الرضا من السيد المهيمن الذى هو فى الأصل هو المنشئ الفعلى لهذا التيار فالمحتل الإنجليزى هو من ساهم فى إنشاء الحركة الوهابية فى الجزيرة العربية فى منتصف القرن الثامن عشر بعقد الإتفاق بين محمد بن سعود ومجمد بن عبد الوهاب وبعد قمع هذه الحركة بواسطة محمد على فى بداية القرن التاسع عشر أعاد المستعمر الإنجليزى إنتاجها فى بداية القرن العشرين بواسطة عبد العزيز آل سعود .
أيضا المستعمر الإنجليزى هو الذى أطاح بالحكم الإسلامى للهند وقام بتأليب الأغلبية الهندوسية على الأقلية المسلمة وهذا مانتج عنه تقسيم الهند وخروج باكستان شرقية وغربية وظهور أبو الأعلى المودودى ومحمد جناح .
إن المستعمر الأمريكى بعدما فرض هيمنته وحمل راية رئاسة المجتمع الدولى بالهيمنة الإمبريالية ثم بالعولمة هو الذى أنتج الفكرالسلفى الجهادى الحديث كالقاعدة وطالبان طبقا لأفكار أبو الأعلى المودودى وهو الذى أحدث الفوضى الخلاقة وشرع فى تقسيم الأمة العربية الإسلامية طبقا لإستراتيجية الشرق الأوسط الجديد بالتقسيم الطائفى والمذهبى والإثنى ,
إن الهيمنة الأمريكية هى الراعية وبواسطة الحليف الأوربى لثورات الربيع العربى والتى دفعت فيها الهيمنة العالمية بأن تخطف الثورات العربية بواسطة التيارات الإسلامية حتى تبقى حبيسة التخلف وأن تنقسم المجتمعات العربية والتى تمتلك إحتياطيات النفط العالمى فى صراعاتها الأيديولوجية حتى يتمكن الطرف المهيمن من إستلاب ثروات هذه البلاد .
فى النهاية إن من أبدع التناقض الأيديولوجى ومكن المستبد الفاشى بالغطاء الإسلامى هو نفسه من يسرق ويستلب ثروات الأمة العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من