الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنتفق قبل ان نسقط النظام

احمد داؤود

2013 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


.""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

تؤكد كافة الادلة بان نظام الجبهة منهار .بل وذاهب الي مثواه الاخير .ورغم ان هذا الانهيار في حوجة الي تضافر جهود كافة قوي الثورة الا انه
لايعتبر تحدي في حد ذاته .وانما يكمن التحدي في كيفية الوصول الي اتفاق او رؤية مشتركة لما بعد عملية الاسقاط او الانهيار.
والمتامل للمشهد السياسي السوداني في الوقت الراهن يدرك بان كل تلك القوي متفقة علي ضرورة اسقاط النظام ؛ سواء كان ذلك بطريقة سلمية حسب مايذهب
قوي الاجماع الوطني او بطريقة مسلحة حسب ماتذهب القوي الثورية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق واقليم دارفور.بيد ان ذات القوي لم تتفق حتي
الان حول ما بعد الاسقاط وبالاخص حول السؤال :"كيف يحكم السودان".فبينما دعا البض الي ضرورة فصل الدين عن السياسة باعتبار ان الدين امر خاص بين
الانسان وذاته ،تمسك اخرون بفكرة الدولة الدينية بل اعلنوا بان الدين لا يمكن ان يفصل عن السياسة باي شكل من الاشكال .فيما ابتكر طرف ثالث فكرة
الدولة المدنية وهي الاكثر غموضا.
كل ذلك ادي وسيؤدي في المستقبل الي التشرذم والتفكك مالم تضع تلك الاطراف في الاعتبار بان اكبر تحدي يواجهها هو الاتفاق حول السؤال السابق .قد
ينجح هؤلاء في اسقاط نظام الجبهة وذلك ليس ببعيد .بيد انهم قد يفشلوا في اقامة وطن سوداني يضم كافة الاطراف والثقافات والاجناس والمعتقدات
.وهنالك الكثير من التجارب التي تؤكد صحة ما اذهب اليه .فكم من تنظيمات واحزاب في بعض الدول نجحت في اسقاط حكوماتها الباطشة والقاهرة بيد انه
وبسبب عدم اتفاقها علي رؤية واضحة فقد عجزت في ادارة دولها .بل ان المؤسف في الامر ان بعض شعوب تلك الدول اصبح يمني ذاته باستعادة الانظمة او
الحكومات التي اُسقطت.
يقول المثل الشائع بان العاقل من اتعظ بغيره .وحتي لانقع في ذات المتاهة فالواجب يلزمنا بان نتعظ من تجارب الاخرين ونعمل بكل قوة للوصول الي رؤية
مشتركة تجنبنا الانزلاق والتشرذم في مقبل الايام.
من جانب اخر يعول الكثير من المنادين بضرورة ابقاء الاوضاع السابقة يعولون علي الاختلاف الواقع بين القوي المناهضة لتحقيق اجندتهم .ولقد
نجحوا في ذلك بصورة كبيرة للحد الذي جعل الكثير من قطاعات الشعب ترفض مناصرة تلك القوي او تؤيدها في نضالها ضد حكومة الجبهة .بل اكتفت بدور
المحايد او قل المتفرج.
وتشير كافة الادلة الي ان كسب تعاطف الشعب او مناصرته تعني الحصول علي المشروعية .وحينما تتفق تلك القوي علي روية او مشروع سياسي .فانها بذلك
تتمكن من كسب الشعب بل والنجاح في اقناعه بانها البديل الانسب لهذا النظام الذي جثم علي صدورهم اكثر من 22عاما.
وكفرد من افراد هذا الشعب اطمح في ان تتوصل كافة القوي الثورية الي ميثاق او رؤية او مشروع سياسي يساعدنا في بناء الوطن الذي تهفوا اليه افئدتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ