الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين ( القضية المنسية)

محمد فوزي العجيلي

2013 / 1 / 28
القضية الفلسطينية


فلسطين ( القضية المنسية)


ما زلت اتذكر عندما كنت طالبا في كلية الطب وبالتحديد عام 1966 ولم يكن قد مضى على ولادة منظمة التحريرالفلسطينية ( فتح ) اكثر من سنة , كيف كنا نتفاعل معها نتابع نشاطاتها واعمالها الثورية واخبار المقاومة يوماً بيوم , ننتظر البيانات التي كانت تاتينا مطبوعة لننشرها بين زملائنا وكأننا استلمنا امراً طال انتظاره ... كان الحماس عالياً والمشاعر القومية في اوجها تجاه القضية ...فحرام من يقول دولة اسرائيل او ان يتلفظ بها بل يجب ان نقول الكيان الصهيوني او فلسطين المحتلة ...وحرام من لا يقطع من مصرف جيبه لاجل التبرع للفدائيين ...الذين كانت اخبارهم تزيدنا فخراً وزهواً بهؤلاء الشباب الذي حملوا ارواحهم على اكف ايديهم فداءً لفلسطين ... كانت فلسطين في تلك الفترة محور حديثنا ومقياس وطنيتنا ومؤشر تقدميتنا ...وكانت الشغل الشاغل لنا ...كانت قضية فلسطين محور النضال العربي وتقاس تقدمية الانظمة العربية بمدى تبنيها للقضية ....
واليوم بعد احتلال العراق وبعدما جاء (الربيع العربي) وحدث ما حدث من تغييرات كبيرة في الواقع العربي اصبحت فلسطين نسياً منسيا ... والحديث عنها امر لا يهم الكثيرين من الجماهير العربية ...
في هذه الاوساط المتحاربة بينها وفي خضم النزاعات الاقليمية والوطنية والعرقية والطائفية واستطاعت قوى التسلط العالمي الصهيوني من اشغال الشعب العربي والاسلامي بامور جانبية كثيرة نجحت في ابعاد القضية الفلسطينية الى مجالات ابعد واصبح الهم الوطني في الاقطار العربية هو الشغل الاساس الذي يحرك ابناء الوطن الواحد .. وبرزت امامهم هموما جديدة هم المجاعة وتحصيل رغيف الخبز وهم التعليم ومشاكله وتكاليفه الباهضة وهم الكهرباء وهم التكنولوجيا الجديدة وهم مسايرة التطور وما يحدث في العالم اضافة الى مشاكل عديدة مشكلة كتابة الدستور ومشكلة الانتخابات ومشكلة تحديث البنية التحتية ومشكلة اعادة كتابة التاريخ من جديد وووو ..... وكل ما جرى ويجري في الواقع العربي يجري بدهاء وذكاء وتخطيط مسبق هدفه الاساسي اشغال الجيل الجديد بامور حياتية جديدة وابعاده عن قضاياه القومية والاسلامية وجعل تفكيره لا يتجاوز حدود مصلحته او مصلحة وطنه ... استطاع الفكر الصهيوني الاستعماري الرقمي الحديث من زرع ثقافة جديدة في عقول الشعب العربي والاسلامي تتمثل بابراز الذات وتغليبه على الآخرين ... واسقاط ثقافة الفكر العربي او الاسلامي , ونجحت في زرع مفاهيم ومصطلحات سياسية جديدة تغلف نفسها بمصطلحات الديمقراطية والعنصرية وغيرها من المفاهيم التي يراد من ورائها ابعاد العقل العربي عن واقعه الكبير وحصره في زاوية مصالحه الذاتية ...( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا (ْ) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
لقد نجحت هذه السياسة في جعل كثير من القضايا في العالم قضايا منسية ...نجحت في جعل الاحواز العربي الذي اغتصبته ايران عام 1925 ويقطنه ما يزيد على 11 مليون عربي قضية منسية...كما نجحوا في جعل لواء الاسكندرون القضية المنسية لدى الشعب العربي والشعب السوري خاصة لان همومه الخاصة لم تترك للمواطن السوري اوالعربي من فسحة للتفكير بهذا المحافظة المسروقة من سوريا ....وكذلك اين هي قضية مسلمي بورما وهي كارثة إنسانية بما تحويه هذه الكلمة من كل المعاني, وجريمة عظيمة في حق الانسانية ...
واليوم نعيش زمن تتسابق فيه الاوليات الذاتية والمصلحية على القضايا القومية والانسانية واصبحنا لانرى مستقبلنا واختصرت مساحة رؤيانا للامور الذاتية ..
واصبحت القضية الفلسطينية مثلها مثل قضية الاحواز ولواء الاسكندرونة ... قضايا منسية في عالمنا العربي والاسلامي وستصبح هذه القضايا وغيرها من القضايا الوليدة اكثر نسيانا في الايام القادمة ما لم نستفيق من تأثير المخدر الذي ما زال يسري في دمائنا ونعي ان قضايانا كلها واحدة وان امتنا واحدة وان ديننا واحد ....

يناير 2013 - دبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية المؤامرة
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 1 / 29 - 10:15 )
كل ما جرى ويجري في الواقع العربي يجري بدهاء وذكاء وتخطيط مسبق هدفه الاساسي اشغال الجيل الجديد بامور حياتية جديدة وابعاده عن قضاياه القومية والاسلامية وجعل تفكيره لا يتجاوز حدود مصلحته او مصلحة وطنه
وعن هذا كان الشيطان الأعرج يقول: لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا