الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخوان العراق

حسين علي الحمداني

2013 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من يراقب الوضع العراقي ربما ينتابه هاجس الخوف من أن يتحول العراق لحالة تشبه ما موجود في مصر وتونس من هيمنة التطرف والسلفية ممثلة بالإخوان والنهضة ، ولعلنا وجدنا في الأسابيع الماضية من حاول سواء عبر وسائل الإعلام العراقية أو العربية من أن يروج لربيع عربي يقوده ( إخوان العراق) من أجل إقامة ( الخلافة ) في أرض الرافدين .
ونحن نقول هنا ، بأن هؤلاء تناسوا ديمغرافية السكان في العراق وانتمائهم لعقائدي البعيد جدا عن الفكر السلفي ، لو كان لمشروع ( الإخوان ) وجناحه العراقي الحزب الإسلامي الذي لم يحصل إلا على مقاعد معدودة ، لو كان هذا المشروع قابل للنجاح لنجح في أول إنتخابات جرت في العراق عام 2005 ، لكن هوية العراق إتضحت في تلك ألانتخابات ، ليست الهوية الطائفية كما يظن البعض لكن هوية المجتمع وإنتمائه وعقيدته .
هذه العقيدة التي رفضت ما يمكن تسميته بمشروع ( الإسلام السياسي ) الداعي لعودة ( الخلافة ) وبالتالي فإن ما يجري اليوم ليس سوى محاولة للعبث من جهة ومن جهة ثانية وهي الأهم تتمثل بتعطيل بناء الدولة العراقية عبر السعي وراء مشاريع يعرف الجميع إنها لن تنجح، فالحرب الأهلية التي يسعى إليها البعض لا يمكن أن تدور رحاها إن حصلت – لا سامح الله- في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة ، لا بل ستكون ساحتها هنالك في مناطق يتواجد فيها الفكر المتطرف ، فالشعب العراقي لا ينتظر العدو يأتي إليه كما يظن البعض بل هو سيذهب إليه ، ولعل تجربة السنوات الماضية كشفت بشكل دقيق جُبن القوى الإرهابية وهروبها من المواجهة ، لأنها لم تعتد على المواجهة المباشرة بقدر ما إنها كان تطعن في الظهر.
وما يجعلنا متأكدين بأن القوى السلفية قد هزمت في سوريا على أقل ، هو سعيها الآن لفتح جبهة لها في العراق ، خاصة وإن ميزان القوى ومعادلاتها في المدن السورية تغير كثيرا لصالح الحكومة ، وهذا ما دفع بالكثير من الإرهابيين وحتى البعثيين في الهروب من سوريا صوب المناطق الغربية ومحاولة يائسة منهم لصنع ملاذات آمنة لهم في هذه المدن.
وهذا هو أحد الأهداف التي تسعى لها بقايا القاعدة وفلول البعث بعد أن ضاقت بها ألأرض في سوريا واليمن ومصر وحتى تونس وليبيا ، فلم يكن أمامها إلا أن تعيد إنتاج نفسها من جديد في العراق عبر ركوبها موجة التظاهرات ومحاولة تحويلها لمحافظات عراقية أخرى لكنها فشلت لأنها انطلقت بشعارات طائفية مقيتة ، وبالتالي لم تجد صدى لها سوى لدى القلة من الذين لا زالوا يتنفسون برئة طائفية مثقوبة من عدة جهات.
لهذا يمكننا القول بأن مشروع ( أخونة ) العراق فاشل بامتياز لأسباب عديدة أولها بأنه لم ينجح في بداية الأمر ، وثانيا لا يمتلك مقومات الحياة ، وثالثا مرفوض شعبيا لأنه يتعارض والفكر العقائدي لأغلبية الشعب العراقي ، ورابعا وهو الأهم إنه يسعى للفوضى والخراب أكثر من سعيه للبناء والاستقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع