الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المقاومة التقليدية

يحيى الأمير

2005 / 3 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(1)المقاتلون دائما .. الحاجة إلى العدو
صورة العداء في الذهنية التقليدية والخطاب التقليدي تتجه ايضاً الى مايمكن وصفه بالحاجة الى العدو وهي حاجة دائمة حتى كأن القيادات العربية التقليدية بخطاباتها وتنظيراتها لاتستتب حياتها ولاتقوم مشاريعها دون عدو ترهن كل مشاريعها وحياتها لابالتوصل معه الى موقف مقبول او سلمي بل لتخلص منه او بإنهائه من الوجود كما التصور الذي يمثل عقيدة حزب الله -حسب رأي السيد حسن نصر الله- وفي هذا الموقف نوع من الامتثال للموروثات القديمة في هذا الشأن التي تحول العدو الى عنصر حياة بالنسبة لها ومرد ذلك الى نوع من تصريف كل الادبيات والمدونات ذات العلاقة بالعدو حيث بات وجود العدو ضرورة لتصريف كل تلك المواقف الجاهزة ولاستثمار مدونات الشجاعة والكرامة والمواجهة التي اكتظت بها الثقافة انشاء وادخاراً.
ويمكن الاستشهاد على ظاهرة الحاجة للعدو والارتهان اليها بموقف كثير من الحكومات المواجهة كما تسمى بذلك والموقف العروبي من القضية الفلسطينية وتحويل اسرائيل الى مبرر لكل تخلف وتراجع تنموي ومدني وتنشأ في ذلك خطابات الرفض وتضييع معظم فرص التسوية مهما كانت المكاسب والتمسك بالثابت والساكن الذي يضائل كل ممكنات الحل مما يضاعف نسبة الخسارة وضآلة المكتسب فحين كانت فرص التسوية المتعلقة بالقضية الفلسطينية متاحة الى حدود 67 رفضت القوى التقليدية العربية الا حدود 48 بينما بات المشهد الآن يؤكد ان العودة الى 67 باتت حلماً لايمكن التطلع اليه في ضوء المستجد والمتطور ومالم تتحرك المبادرات العربية التي كسرت ذلك الاطار النظري والتقليدي المفاوض فإن اوسلو ومابعد ستتحول ذات يوم الى حلم ابعد والى هدف بعيد ستصطف معه الاصابع العربية في انتظار عضة طويلة من المحيط الى الخليج.

هذه المنظومة من الرؤى والمواقف هي التي شكلت ذهنية كثير من حركات المقاومة العربية تلك الحركات التي لايمكن تعميم الصفات السابقة عليها وفي مختلف المراحل اذ ظهرت في ادوار كثيرة تبعاً للصورة المثلى والطبيعية لتلك الادوار واستطاعت ان تؤدي دورها كما هو حينما اتفقت مقوماتها النظرية وخلفياتها المعرفية ماهو سائد من ظرف في فترة او اخرى لكن الذي تبرزه التحولات ان ذلك التوافق بين الظرف والموقف الخاص بالحركة لم يكن توافقاً مقصوداً وموقفاً متخذاً وفق مستحدث ما وانما هو تطابق ظرفي جاهز بين عدو يعتدي وبين حركة تناضل من اجل صد العدوان ولكنها حين يتم تحول ما او تتغير مناخات سياسية او دولية معينة لاتستجيب لها وتظل في ذات الدائرة وذات الموقف الذي كانت فيه، الامر الذي يولد بالضرورة صداماً بينها وبين العالم.

ان الذين قاتلوا في افغانستان ايام الاحتلال السوفيتي.. لم تتحول مواقفهم حينما انقشع الظرف القائم آنذاك والذي مثل مدعاة للقتال وانما ظلت ذواتهم ليرتدوا خراباً ودماراً على انفسهم بينما اتجه بعضهم للبحث عن جهات اخرى او لابتكار مواقع قتال جديدة وفي هذا دلالة ثقافية فأحدهم يسمي نفسه مجاهداً وليس فرداً يجاهد وبالتالي يمتثل للتسمية والصفة الثابتة وليس للفعل المتحول والسائغ للتطور والاختلاف بين فترة واخرى وكما هي قاعدة نحوية لغوية فهي ايضاً قاعدة ثقافية حيث يتم الالتزام بالمسمى لا بالفعل ويتم اشهار الاسم لما له من ثبات ودوام لابالفعل المتجدد والحادث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| قوات الاحتلال تقصف تجمعا لمواطنين في شارع الجلاء بمدين


.. شاهد| تصاعد أعمدة دخان بعد قصف إسرائيلي على جباليا وسط قطاع




.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يطالبون بوقف الاستثمارات مع


.. الجيش الأميركي يعزز دفاعاته ضد الطائرات المسيرة




.. بايدن و ترمب يتفقان على إجراء مناظرتين رئاسيتين واحدة في 27