الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل الطفولة وإغلاق المدارس انتصار - للمجاهدين

رشاد الشلاه

2005 / 3 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مدرسة خلت من تلاميذها في بغداد إثر سقوط قذيفة هاون أودت بحياة تلميذة" . كان هذا عنوان خبر بثته وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة 25/3 من بغداد ، ينزوي في زحمة أخبار أعمال القتل اليومي للأبرياء العراقيين، فمن يواسي عائلة هذه الطفلة المنكوبة ؟ ومن يقتص من قتلة الطفولة؟.
المهم لدى السفاحين أن تكون القذيفة" المجاهدة" التي سقطت على المدرسة البغدادية قد حققت هدفين ستراتيجيين، أو قل " إنتصارين.. والله أكبر"؛ هما من أولويات أهداف القوى السلفية الظلامية العراقية والعربية المتحالفة مع بقايا عناصر أجهزة النظام المقبور المخابراتية و المسنودة والممولة من قبل شقيقاتها العروبيات والمتأسلمات ، تلك المؤسسات التي تسابق الزمن من أجل نفخ الروح بقوى الجريمة والشر العراقية لتعمل أساسا بالعراقيين قتلا وذبحا وتقطيع أوصال، ثأرا من الشعب العراقي الذي خلع جلاده في انتفاضة آذار العام 1991، وتخلى عنه في التاسع من نيسان2003.
الهدفان الإستراتيجيان للقتلة هما أولا ؛ قتل الطفولة العراقية لأنها الجيل الواعد في ترسيخ العراق الديمقراطي الآتي ، وبالتالي فان هذا الجيل غير مضمون "إيمانيا" لتحقيق أهداف تحالفهم المشبوه. أن نشوة محترفي الأجرام هؤلاء في ذروتها الآن ،لان الضحية هي طفلة يُقرأ معناها عندهم أنثى.. ويا للظفر!! ، وفي عرفهم وثقافتهم وتربيتهم ما على الأنثى إلا القرار في البيوت ، وهذه الطفلة خرجت عن المألوف وارتكبت معصية بيّنة بذهابها للمدرسة ، فهي تستحق القتل حيث تعذر الرجم حتى الموت.
أما الهدف الثاني فهو إخلاء المدارس من تلاميذها وحرمانهم من نور المعرفة، ليسهل على شيوخ التخلف و الجريمة نشر أفكارهم وعقائدهم بين أوساط أجيال مغيبة الثقافة و الإدراك. أن إخلاء المدارس أو إغلاقها أو تفجيرها كما هو حال الكنائس ودور العبادة الأخرى حلم يسعى إليه أعداء الإسلام الحقيقي والإنسانية التقدمية عبر تحويلها إلى أماكن حلقات ذكر يندب فيها شيوخ مرضى بأنانية الذات، حظ الدنيا الفانية والتطلع إلى الظفر بالخلود الأبدي في جنان الولدان المخلدين والحور العين.
إن هذا الاعتداء على الطفولة والمدارس والذي لا يشرف كائنا بشريا ، ليس سابقة، حيث كانت مواقع الدراسة العراقية مواضع هلع وريبة وانتقام من النظام الدكتاتوري البائد، طوال فترة اغتصابه للسلطة ، لذلك عمد إلى حصر القبول في معاهد وكليات عديدة في أعضاء حزبه القومي الشوفيني، و عمل على مسخ مناهجها الدراسية وإغراقها بهذيان وترهات فكر الرئيس"المؤمن" . كما شهدت سنوات حكمه عمليات ملاحقة وإبادة منظمة لخيرة الأساتذة و الطلاب العراقيين الرافضين لحكمه وممارساته القمعية، فشرد من شرد ،وأسقط من أسقط ، وقتل من قتل، ولم يتردد بجعل أبنية المدارس مخازن أسلحة و عتاد، وطلابها متاريس للدفاع عن عرشه في حروبه الظالمة .
واليوم، وبعد زوال هذا " القائد" و عرشه إلى ذات مصير جلادي شعوبهم، يستميت مرتزقته، و التوّاقون إلى الزواج في الجنة من سبعين حورية بالتمام والكمال ، بفضل مساعدة الخائفين من مصير مماثل لمصير الدكتاتور العراقي ، يستميتون بإشاعة الرعب بين المواطنين ، وبإدامة حالة الانفلات الأمني وبأساليب هي ذات الأساليب التي تلقوها بالأمس على أيدي محتلي العراق وحلفائهم، اليوم.
فهل ينتصر شعبنا العراقي ويلحق الهزيمة بأعدائه الإرهابيين ومغتصبي حريته وكرامته؟
أن ذلك مرهون بفعالية قواه السياسية وقدرتها على التعبير بحق عن أماني هذا الشعب الجريح، والتحلي بقدرة استقلالية قراراتها التامة في قيادة بلدنا في هذه الظروف العصيبة، والإسراع باستكمال بناء مقومات عراق حضاري ديمقراطي متنور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة