الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خوف علي العروبة والاسلام

احمد داؤود

2013 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


متي ما تبرز فكرة الدولة العلمانية علي السطح .ترتفع في المقابل الاصوات الداعية الي الدولة الدينية .بل وتعلن رفضها القاطع لتلك الفكرة .وتحث في
ذات الوقت اتباعها الي ضرورة مناهضتها واستئصالها بكافة الاشكال .وحينما اتفقت بعض قوي الثورة السودانية علي ميثاق يدعو الي الفصل بين الدين
والسياسة اعلن بعض المستفيدين من الاوضاع الراهنة اعلنوا رفضهم لاي فكرة تسعي الي الفصل بين الدين والسياسة .ولكن هذا في حد ذاته لايعتبر ازمة او
تحدي باعتبار انه حق من حقوقهم التي كفلتها لهم الطبيعة والدستور. حيث يكمن الخطر في زعم هؤلاء بان الدولة العلمانية تسعي الي او ستتسبب في
استئصال العروبة والاسلام.
ولقد برزت مثل هذه الاصوات بصورة كبيرة في الاونة الاخيرة .بيد ان الاسواء من ذلك انها نجحت في ايهام الكثير من الذين يعتنقون الاسلام
بصحة ماتذهب اليه .وليس غريبا في ظل هذا الوضع ان ان تجد الكثير من المواطنين يعتبرون كل من يدعو الي الفصل بين الدين والسياسة يعتبرونه
عنصريا ومعاديا للثقافتين العربية والاسلامية.
واذكر انه عندما دعا الدكتور جون قرنق ديمبيور زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الي اقامة نظام سياسي حديث يقضي بفصل الدين عن السياسة
كما يقلص هيمنة الثقافتين العربية والاسلامية علي مفاصل الدولة ـ عندما دعا قرنق الي ذلك ـ نشطت اجهزة الاعلام الرسمية في ادانته .وعملت علي
تشويه صورته بل وجعلته عميلا صهيونيا وطابورا خامس .واطلقت عليه صفة "عقار" وهو مخلوق خرافي يقال انه بلا "ركب" كما انه يلتهم لحوم البشر.

ولكن كافة التجارب تثبت بانه لاخوف علي العروبة والاسلام في ظل الدولة العلمانية .لانها تسعي في المقام الاول الي تحييد الاله عن صراعات البشر
.كما انها ترفض في ذات الوقت فكرة اضطهاد الاخرين اوحرمانهم من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .ولو كانت العلمانية تسعي الي استئصال
العروبة والاسلام لما فر المسلمين من بلدانهم للاحتماء في دول تعتبر في نظرهم كافرة وملحدة .
وتشير الكثير من الاحصائيات الي ان المسلمين في الدول العلمانية يمتازون باغلبية الحقوق التي انتزعت منهم في اوطانهم التي يزعم حكوماتها بانهم
يطبقون شرع الله.واذا اخذنا بالفرضية القائلة بان العلمانية تعمل علي استئصال العروبة والاسلام اذا ما اخذناها محمل الجد فان المنطق يلزمهم
بالا يهاجروا او يفروا الي تلك الدول او ان يطالبونها بحمايتهم من اخوتهم الذين يتفقون معهم في العرق والمعتقد.
والسودان كدولة تتميز بالتعدد العرقي والثقافي لايمكن ادارته دون نظام علماني يقضي تتحييد الاله ويمنح كل فئة او ثقافة الفرصة للتعبير عن
ذاتيتها وخصويتها.اما اقامة نظام ثيوقراطي اخر علي انقاض هذا النظام فهو المدخل الي دمار ماتبقي من وطن.
في المقابل يتوجب علي دعاة الدولة العلمانية ان يعملوا علي تغيير الصورة السالبة التي رسخت في اذهان الكثير من قطاعات الشعب حول رؤيتهم
واطروحاتهم السياسية .بل ويؤكدوا بالادلة والبراهين بانه لاخوف علي العروبة والاسلام في ظل النظام الذي يسعون الي اقامته.
بينما علي معتنقي الثقافتين العربية والاسلامية ان يدركوا بان العلمانية ليست كما يصورها البعض .وانه لاتعايش ولاسلام الا في ظل نظام علماني
تعددي ديمقراطي يفصل ماهو ديني عما هو دينوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر