الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الثورة المصرية

بوطلحة عزيز

2013 / 1 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



الثورة تأكل أبنائها ،ليست هذه المقالة أتت من الفراغ إنها صنيعة الثورة الفرنسية و ما صاحبها من عنف طوال مراحلها ،يبدوا لي أن الثورة المصرية لم و لن تسلم من نحس هذه المقالة، فظاهرة ما جرى في بورسعيد و باقي الاحداث يجعل قرأتنا أكثر ضبابية لكثرة المتدخلين في الاحداث من مواطنين و سلطة و ما لحق القضايا من مستجدات و تعويم الاحداث و استغلالها سياسيا من طرف المتربصين باستقرار مصرأو الراغبين في إستقرارها ،فلقب ثائر اصبحت اكثر رواجا، وصار سلعة تستخدمها اطراف لابتزاز باقي الفرقاء و شركاء الوطن و تبادل التهم و نصب الفخاخ يضخم المشكل في حين ان القضية ،قضية رابح و خاسر و ان كان هذا التصنيف لا يرضي سوى الجبناء و الخسيسين ذوي النفوس الجشعة التي اعتادت على الريع الاقتصادي و السياسي و التربع على جهد وعرق الفاعلين الحقيقيين، فاهم أهداف الثورة هي تطهير العقول و الافهام من كل الاستغلالات الفكرية والدينية وإعادة بناء منظومة جديدة و كل هذا العمل يتطلب وقت و جهد وهو الغير المتوفر في التجربة المصرية التي تسعى الى إهلاك نفسها بنفسها و نسب كل ذلك الى أطراف خارجية مما يعقد الامر عوض تحمل المسؤولية ،آنذاك يفرغ الثورة من روحها و نبلها و تشويهها و بعد ذلك يتم تقديمها الي الشعب الذي دفع الغالي و النفيس فيها بذلك الشكل الفج حتى يندم على ما كان من قبلها من منظومة.
لا شك ان كل الاطراف تتحمل مسؤولية هذا الشذوذ و العوار و خاصة الاطراف التي قدمت في بداية الثورة و في كل مراحلها الشيء الكثير ،هال هذه الاطراف ان لا تقبط ثمن صنيعها فورا في حين بدت أطراف أخرى تتربح مما جعل الباب مفتوحا و مشجعا أطرافا تحسب على العهد البائد تتسلل خلسة بدون جلبة الى المشهد و هي تجيد ذلك ولها من الوسائل و العدة .ما جعل المشهد ينقلب على كل الاطراف السابقة و اللاحقة.
تتغير سرعة الاحداث و تتوالى المتتاليات و تتزايد المطالب و سقفها، حتى لم يعد لها حد يحدها ليصعب إدراك ما يجري و تنفلت الحبال من يدي الشعب و يسقط الكل في الفوضى المحكمة بأيدينا جميعا و المبرمة جيدا.
و نكون أنذاك كمن قد أنتهى من بناء المنزل بدون منافد ولا باب وو ضع آخرة طوبة ليجد نفسه عالقا بالداخل.
وتكون الثورة المصرية حبيسة المثل "ما حرثه الجمل يدكه الجمال".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر