الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا الإذاعة الكردية في بغداد

محمد سليم سواري

2013 / 1 / 29
الادب والفن


تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة والسبعون لتأسيس الإذاعة الكوردية في بغداد في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني من عام 1939 .. وعندما تأتي هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا فإننا ونحن العاملون في الإذاعة الكوردية وبعض الأوفياء وما أقلهم من الذين كانت الإذاعة لهم ومعهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة وكانت بالنسبة لهم مدرسة أبجدية اللغة الكوردية ونافذة الثقافة والوعي ونبع الأدب والفن والتراث والفلكلور والغناء الكوردي لنعرف عند ذلك من نحن وأين نحن ؟؟
نعم الإذاعة الكوردية في بغداد هي أول إذاعة في العالم بثت برامجها باللغة الكوردية وإستمرت ببث برامجها في كل فترات الحكم بالعراق ولم تتأثر بذلك فالبث الذي بدأ في النظام الملكي وإستمر البث في النظام الجمهوري وعند حكم عبدالكريم قاسم والأخوين عبدالسلام وعبدالرحمن عارف وعند حكم أحمد حسن البكر وصدام حسين إلى أن سكتت وتوقفت عن البث نهائياً عند دخول الدبابات الأمريكية شوارع بغداد سنة 2003 بعد مسيرة مليئة في العطاء من خدمة الأدب والثقافة والفلكلور والتراث والغناء الكوردي وعلى مدى ثلاثة وستين عاماً وكانت بحق مدرسة للغة الكوردية قبل كل شيء .. وسؤالي هنا الإذاعة الكوردية التي واكبت على البث كل تلك الفترة وعبر العديد من مراحل الحكم المختلفة وتم إسكاتها نهائياً في العهد الجديد هل كانت هذه المؤسسة كانت تستحق هذه العقوبة أم أن الأجندة الطائفية والحزبية والمصالح الضيقة دون المستوى لفهم رسالة هذه المؤسسة الثقافية والتربوية والفنية ؟؟
فعندما كان هناك الكثير من المناطق الكوردية محرومة من دور التعلم والمدارس باللغة الكوردية أو حتى التكلم بهذه اللغة في كوردستنان العراق وتركيا وإيران وسوريا ولبنان والإتحاد السوفيتي سابقاً .. كانت الكلمة الكوردية من الإذاعة الكوردية في بغداد السفير والبشير إلى كل أجزاء كوردستان الكبرى بل وإلى كل كوردي يبشرهم بلغتهم وتراثهم وشعرهم وغنائهم .. ولا أنسى عندما كنا في الخمسينات من القرن الماضي في قريتنا الجميلة ولم يكن في القرية إلا جهازان من الراديو الأول في مضيف عمي وكان للمغني حسن جزيري في الاسبوع حفلة غنائية وكان كل أهل القرية الذين في مزارعهم وبساتين كرومهم يبكرون للمجيء إلى المضيف مساءً للإستماع إلى هذا الصوت الكوردي الشدي .
نعم نحن الذين من تعلمنا في تلك المدرسة الكثير من فنون الأدب واللغة وتقدير الثقافة .. وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وإعتزازاً لهذه المؤسسة التربوية والثقافية العتيدة.
ففي مجال اللغة مثلاً وهو الرصيد الوحيد الذي حافظ على الوجود القومي الكوردي بالرغم من كل حملات الإبادة والتطهير ومحو الجغرافيا وخطوط الطول والعرض كذلك ، كانت الإذاعة الكوردية قاموساً بل ومجمعاً علمياً عالياً للكثير من مفردات ومصطلحات اللغة الكوردية.. ففي الوقت الذي كان يغيب عن ذاكرة الكثيرين العديد من تلك المفردات والمصطلحات كانت الإذاعة الكوردية السباقة والرائدة لإغناء لغة الأُم بمختلف تلك المفردات .. ولا يختلف إثنان عن تلك المعاناة الحقيقة في العثور وإيجاد مفردات تلائم ما وصل إليه العلم وكانت البداية في الإذاعة الكوردية في إعداد وتقديم وبث العديد من البرامج العلمية وتداولها بين عامة الناس قبل تناولها في الوسط العلمي أو الثقافي ليكون الأساس للغة العلمية الكوردية وخزيناً ثراً لها .. وفي الوقت الذي لم تكن في كل أجزاء كوردستان مؤسسات لمعرفة المفردات الرياضية كانت كذلك الإذاعة الكوردية السباقة لترويج بعض المفردات والمصطلحات الرياضية باللغة الكوردية من خلال إعداد وبث البرامج الرياضية.. وفي الوقت الذي كان أطفال كوردستان في رياض الأطفال ومدارسهم محرومون من الحديث والتكلم بلغتهم أو السماع للأغاني والأناشيد كانت هناك في الإذاعة الكوردية قسم خاص للأطفال يتم إعداد برامج الأطفال فيه وتقديمها من قبل الأطفال أنفسهم ولن ننسى الشعبية التي حظيت بها أُغنية ( هفال هفالوشكي ) من قبل أطفال كوردستان بعد أن سجلت في إستوديوهات الإذاعة الكوردية مع العديد من تمثيليات الأطفال من قبل فرقة للأطفال الكورد في بغداد .
أنا أعتز ولن أنسى بأنني في أروقة الإذاعة الكوردية تعرفت على العديد من الشخصيات الكوردية وفي المقدمة السادة علماء الدين ومنهم قاضي العراق الأول الشيخ عبدالحميد الأتروشي والشيخ عمر مولود ديبكي وعبدالحميد بيزلي وابو زيد سندي ومحمد شوكت وحسين البرزنجي وايوب درباس وآخرون .
أنا أفتخر ولن أنسى بأنني في أروقة الإذاعة الكوردية تعرفت على سادة أجلاء من الكتاب والمثقفين الكورد وأذكر منهم صادق بهاء الدين وصبري بوتاني والدكتور نافع ئاكري وصلاح سعدالله والدكتور إحسان فؤاد والدكتور كمال مظهر والدكتور بدرخان سندي والدكتور معروف خزنه دار والدكتور وريا أمين والدكتور عادل كرمياني ولطيف هلمت ومحمد ملا كريم وعبدالرزاق بيمار وآخرين واعتذر عن ذكر كل الأسماء حيث أن العديد من الصفحات لا تكفي لذكر أسمائهم .
أنا كلي فرح وغبطة ولن أنسى بأنني في إستوديوهات الإذاعة الكوردية في بغداد عرفت قِمم الفن والغناء الكوردي حسن جزيري وعلي مردان ومحمد عارف جزيري وطاهر توفيق ورسول كه ردي وعيسى برواري وخليل وندي ونسرين شيرواني وكولبهار وتحسين طه وأحمد زيباري وأنور قرداغي ودلشاد محمد سعيد ومحمد قدري وخليل عبدالله وأحمد شيخالي وقادر أحمد واردوان زاخوي وأياز زاخوي وعبدالله زيرين وغانم محمد وسعيد كاباري ومحمد طيب وشاكر محمد أمين وآخرين لا يسع المجال هنا لذكرهم جميعاً .
وكم أنا فخور بأنني إثناء عملي في الإذاعة الكوردية في بغداد كان لي أصدقاء أعتز بالقسم منهم إلى الآن وأذكر منهم محمد جهاد حسن وعبدالإله موسى وشاكر منصور وسكفان عبدالحكيم وإسماعيل كيلاني وجعفر إبراهيم ومحمد صديق الإمام ومحمد المفتي ومصطفى داوود وقاسم محمد وكمال روؤف والدكتور ناظم جقسي والدكتور موفق سلمان وطارق برواري وجميل سندي ومحمد معصوم مائي وجمال برواري وحسين قاسم ومختار فائق وبهزاد محمد روؤف وإبراهيم سلمان وهاشم علي مندي وأحمد محمد علي وهاشم جباري ومحمد أمين هماوندي وإسماعيل إبراهيم وخليل إبراهيم وخالد خوشناو وحكيم جالاك وماجدة القاضي وقمرية حسن وشرين عباس وسكينة منصور وبخشان علي وبخشان محمود وروناك بكر وجوان ناصح وهدى محمد وآخرين يضيق المجال لذكر أسمائهم جميعاً وما أكثرهم وأقربهم .
أنا أُقدر وأعتز بهذه المؤسسة التي تعلمت منها الأبجدية الكوردية وتعلمت فيها على كتابة القصة القصيرة والرواية والصحافة وكل مفردات العمل الإعلامي ، بل وفيها تعلمت كم أن القلم والكلمة شيئان رائعان ومتألقان .
وإذا كان لا بد من كلمة أخيرة فإننا نقول في حق هذه المؤسسة الإذاعة الكوردية وفي هذه المناسبة بأنها كانت الرائدة عملياً حيث قد إختزلت وأزالت ورفضت كل الحدود المصطنعة من قبل أعداء كوردستان في التجزئة والتقسيم ليكون صوتاً عبر الفضاء إلى الأجزاء الأربعة من كوردستان في العراق وتركيا وإيران وسوريا وحتى روسيا ولبنان ليقول لأعداء الكورد تباً لكل أجندتكم وحدودكم المصطنعة وأن الشعب الكوردي شعب واحد وكوردستان كيان واحد ونور الشمس لا تحجبه الغربال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا