الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتور عبدالحميد والقيصر والممتنع السهل

الشربيني المهندس

2013 / 1 / 29
الادب والفن


ما هي العلاقة بين ملفوظ العنوان وشكلياته ومضمون النص وإباحته التدريجية ..
للدكتور عبدالحميد خليفة الأستاذ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية طريقة خاصة لتناول النصوص الأدبية بالدراسة والنقد وذلك من خلال دلالات العنوان الرئيس والعناوين الداخلية باعتباره فاتحة نصية تنقل المتلقي من الدال إلي المدلول ، متفقا مع (امبرتو إيكو) في أن المفتاح عنوان تأويلي ، حتى ولو قرأ العمل أكثر من مرة أو كان وضوح ألفاظه لا يعني الإحالة لوضوح معانيه بالنص ..
ولا جدال في أن العنوان هو الرسالة اللغوية الأولى لشد انتباه القارئ وتحريك إدراكه وتوجيهه لقراءة مضمون النص الإبداعي والتوغل في ثنايا النص وبين سطوره .. وللكاتب الحق في محاولة الإبهام مغريا القارئ بالاستمرار في القراءة الاستكشافية ..
وهنا في قصص القيصر والرحيل للشربيني المهندس زادت مرات القراءة وهكذا كان العنوان فعندما تقرأ النص لأكثر من مرة بحثا عن مفاتيح رموزه أو خيوطها فذلك هو الممتنع السهل ..
المجموعة من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة قبيل ثورة يناير الأخيرة وقد كان الهم السياسي هو المحور الغالب علي قصص المجموعة بجانب الهم الاجتماعي والثقافي ..
الكاتب مشغول بهموم الإنسان والوطن ، وقد اختار القصة القصيرة والقصيرة جدا للتعبير عن ذلك .. معظم القصص لا تتجاوز الصفحة والقليل تعددت صفحاته ..
ولكن كيف كان التناول مع تعدد الموضوعات .. وما هي الأساليب المختارة ..
وإن كانت دراسة العنوان وأهميته تكمن في جعله أداة وظيفية لتوليد الدلالات الممكنة، ومحاولة ربطها بالمتن أو القصص الداخلية .. فلنركز علي حالتنا ونأتي إلي عنوان المجموعة أو أولي عتبات النص وهو القيصر والرحيل للبحث عن خيوط وروابط لقصص المجموعة أو مفاتيح محاورها وهو عنوان لأحد قصص المجموعة أيضا .. وهل من يريد الرحيل هو القيصر أم أن القيصر هو السبب في الرحيل .. والرحيل مطلوب أم مكروه ..
نحن أمام جملة اسميه مكونة من كلمتين الأولي القيصر رمز للسلطة وتاريخ مثقل بالتسلط بأنواعه وقد بدا واضحا في بعض القصص ورمزيا في قصص أخري وباقي الخيوط ..
تأتي الكلمة الثانية من معني الرحيل وهل كان خارجيا من مكان لآخر كركوب الطائرة في قصة القيصر أو داخليا أو ذاتيا مع النفس وهو الغالب في قصص المجموعة وان لم يظهر في صورة منولوج داخلي بصورته التقليدية ..
ونأتي إلي الخيوط والنسيج الذي طرزه الكاتب لقصصه بالانتقال إلي الاستهلال وتوالي القصص ..
قصة الاستهلال بعنوان براءة وكأن المؤلف يتبرأ من مشكلة الرحيل وأسبابها .. وتليها قصة ثقافة وكأن ازدواجية المعايير تمهد لثقافة الهروب ..
المشاكل الاجتماعية وصعوبة الزواج من الحبيبة كان لها نصيب أيضا وقصة شجرة الصفصاف التي اقتربت من التقليدية والرحيل إلي حيث يكثر الرزق .. هكذا تطل علينا ملامح الأزمة عالية الصوت أحيانا وهامسة في أخري .. وفي البعض تعلو درجة حرارة الأماني ثم تصاب بالسكتة ..وتأتي عناوين الثماني والثلاثين قصة معظمها من كلمة واحدة .. عدا مطبات المحبة ، وأمواج الخيال .. وتمرد الفرشاة .. والمسكوت عنه .. وأوراق طائرة .. وتذكرت حذائي .. وتنفست الصعداء .. وعويل صرخة لتستمر الأزمة مع الثنائيات وحالة التمرد والموج والجذر ولا يبتعد عنها تنفس الصعداء ..
ومع المضمون الرئيس والهروب من التسلط والأزمات ، تعددت وتداخلت أشكال الرحيل مع التوتر السائد ، ففي قصة القيصر ركب البطل الطائرة إلي بلده الجديد ونداء الدولار وهو يقرأ رواية تعيده بالفلاش باك إلي متحف بلده والسور حول القصر ومصير المتلصص عندما دخل القصر بين القيصر العجوز وفراغ أسنانه وولي العهد وصراعه مع الوزير في إسقاط سياسي ليتداخل الرحيل المادي والمعنوي وصور بالغة التكثيف .. كان الرحيل لحظيا في بعض القصص من خلال النافذة ليس انتحار بل حديثا مع عصفور مثلا في قصة براءة ..
.. وتأتي محاولات التجريب في التناول تشغل الكاتب بصورة كبيرة وتأتي علي حساب الروابط بين قصص المجموعة بل وربما داخل القصة الواحدة .. قصص أبواب سكندرية ودفتر أحوال وحكايات سكندرية أكثر توضيحا لمحاولة الكاتب التجريب وخلق الخصوصية وأرشفة خاصة للاماكن والناس بالإسكندرية من خلال الأزمة أيضا ..
الهاجس الأكبر لدي الكاتب كان هو الحركة فهو ضد السكونية علي طول الخط وهو معني هام مرتبط بالرحيل ..
ولكن كيف تم الرحيل موضوعيا وفنيا ..
بجانب الرحيل الذاتي أو مع النفس تعددت تقنيات التناول من عبثية وتجريبية غلي سحرية وعجائبية .. وأيضا خليط منها في القصة الواحدة ..
هكذا جاءت اللغـة خاصة بالشربيني المهندس في شكل الجملة أو الوحدة الصغرى للسرد ليبدو واضحا شعور الكاتب بالارتياح بعد الجملة أو الدفقة ولو علي حساب الروابط كما قلنا .. وذلك ناتج من شعور الكاتب بالهم العام وساعة حلكة الظلام ومع رفضه للسكونية فقد زاد الشعور بالتمرد القادم وان شاع أسلوب الكاتب الساخر في التناول ..
في قصة ديمقراطي شعر الخفير أن من حقه أن يصبح العمدة في موجة أمل من شعارات الحرية والديمقراطية ، استخدم فيها الكاتب البحر وأمواجه بدلالتها المتعددة لترجمة الداخل وتأثير الواقع بصورة جيدة وفي أكثر من قصة .. وهنا مع الجذر كما يقول رفع الراية البيضاء وقد غرقت ملابسه من أمطار الواقع وضحكت الشمس كنهاية دلالية معبرة تماما ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار