الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي 2

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 1 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ان الاحداث والوقائع الاخيره في اسرائيل ، سنوات الانتفاضة الفلسطينية الولى عام 1987م. و تطور و تصاعد المد الفلسطيني التحرري مدعوما بلغة الاجماع الدولي. هذا الواقع انتج نوع من الصراع بصورة عنيفة بين التدين اليهودي بكافة اشكاله - المتشعب- وبين الدولة القومية الديمقراطية. هذه الاحداث اعادت تشكيل اصطفافات في دولة اسرائيل بين تيارات صهيونية تحاول جاهدة الوصول الى حلول نصفيه مجتزئة مع الفلسطينيين. وبين تطرف وتزمت وصعود التيارات العنصريه المتطرفة من اليمين التوراتي الغارق في رواية الميثولوجيا والخرافة. متخذ مكانه لهيكلية يهودية متجددة تزداد قوة في تصادمها مع مفهوم اسرائيل الديمقراطيه.

ان حالة العرب الفلسطينيين ابناء البلد الاصليين داخل ال 1948 في اسرائيل تضع اسرائيل امام تحديها الكبير : نحن ابناء البلد الاقليه الاصليين ، نحن غير مستعدين للتغير. ولكننا في ذات الوقت نريد ان تغير هذه الدولة طابعها وصبغتها وجوهرها. لذلك نطالب بالغاء الطابع اليهودي لاسرائيل تحت شعار دولة جميع مواطنيها. فمن الخرف ان تقوم ديموقراطيه في دولة خالصه لليهود -دولة يهودية خالصة- ، بسبب انها عنصريه تميزيه ، هذا مطلب ليس سهل ومن يراهن عليه لا يفقه ابجديات السياسه او يعيش خارج نطاق حياة البشر لانه ببساطة يمس بشرعية وجود الدولة العبريه كدولة يهودية صهيونية كما يراهن اليمين الصهيوني.
ان اسرائيل ما زالت تعرف نفسها وباجماع معظم الطيف السياسي من القوى الحزبية والاجتماعية والسياسية اليهودية يمينا ويسارا هي دولة اليهود، الذين يحق لهم ما لا يحق لغيرهم من الاقليات من ابناء البلد الاصليين السكان العرب ، وفي نهاية الامر المحسوم فان الديمقراطية عند المجتمع الاسرائيلي اليهودي على الارض الفلسطينيه مفصلةعلى قياس ومقاس خاص لا ينطبق على العرب الفلسطينيين على الارض الفلسطينيه عام 1948.
ان طغيان التمدد والانحدار اليميني المتطرف التوراتي-القومي الموغل في الرواية الميثولوجية داخل المجتمع الاسرائيلي اليهودي على الارض الفلسطينيه يعتبر اهم الاسباب في استفحال النزعة العنصرية تجاه الفلسطينين في اسرائيل وهذا التيار،اي التيار اليميني بجناحيه العقائدي التوراتي والقومي العلماني يتمتع الان بنفوذ كبير يتغذى منه السياسين بسياسته العدوانية والفاشية الدموية ضد الشعب الفلسطيني .
ان استفحال النظرة العنصريه تجاة الفلسطينين ومادة للسياسيين للفوز في الانتخابات الحزبيه في ظل تعاظم اليمين بشقيه العلماني والعقائدي ، لكن بذات الوقت لا يمكن القضاء على 20 في المائه من السكان الاصليين ، رغم كل الممارسات العنصريه تجاة الفلسطينين ، والتي ثبت فشلها في النيل من صمود الفلسطينين داخل اسرائيل ، فلا مصادرة اراضي ، ولا تضيق مصادر الرزق ، ولا سد افق التعليم اثنت الفلسطينيين عن صمودهم في فم السبع ، بل بالعكس هم يعرفون دورهم الفطري الغريزي في التزايد السكاني ردا على استيراد الملايين من اصقاع العالم ، حتى باتو حسب مفهوم القومي العقائدي اليهودي قنبلة موقوته ، تهدد اسس النقاء اليهودي الذي يتحدثون عنه .


وفي المحصله النهائية وبسسب صمود الفلسطينيين رغم الصعاب والمرار ، نستطيع القول ان التحولات الداخلية في الطيف و الحياة الحزبية الاسرائيليه ، والتغيير الحاصل في بناها الطبقية والسياسية يؤشر في جانب كبير منه إلى فشل وتراجع مقولة الدولة اليهودية النقية. فدولة اسرائيل التوراتيه اصبحت خلف التاريخ. ولذلك فان الحراك سيتواصل داخل الدولة العبرية على كل المستويات السياسية والاجتماعية وعلى المستوى الأيديولوجي. ومن مظاهر ذلك ان بدات الاوساط السياسية في اسرائيل في اثارة وطرح المواضيع المتعلقة بمستقبل هوية دولة اسرايل ، ومستقبل العرب الفلسطينيين داخلها، وبرز هذا التساؤل كعنوان رئيسي في مؤتمر هرتزليا الذي عقد في عام 2002م .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس الكيني ويليام روتو


.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش




.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال


.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون




.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟