الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهود البلغار والخلاص من المحرقة الفاشيه-اين الحقيقه؟

ليث حميد العاني

2013 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



تستعد الحكومتان البلغارية والإسرائيلية منذ فترة طويلة لإقامة احتفالات مكرسة للذكرى السبعين لحملة انقاذ اليهود البلغار من المحرقة الفاشية الالمانيه.تشارك في هذه الفعاليات جهات رسميه وغير رسميه،حيث ستقام الندوات و المعارض وحفلات الاستقبال وستلقى المحاضرات وسيعاد التثقيف بخطورة معاداة السامية والتركيز على مأساة اليهود والهولوكوستا ابان الحرب العالمية الثانيه وسيتم تكريم الناشطين في هذا المجال وغيرها. اول الغيث قطرة ،في هذا المجال وبالتنسيق مع المدير العام لمنظمة اليونسكو البلغارية السيدة بوكوفا اقيم معرض صور ضخم يتعلق بأوضاع اليهود في بلغاريا ابان الحرب العالمية الثانيه ومراسلات ووثائق رسميه ومعلومات تتحدث عن حقيقة هذا الامر وقد حضر رئيس الجمهورية البلغاري السيد بليفنليف افتتاح المعرض اثناء زيارته الرسميه لفرنسا حيث زار النصب التذكاري للهولوكوستا في باريس .
بلغاريا تدعي بأنها من بين الدول الاوربيه القليلة التي انقذت 48000 يهودي كانوا يعيشون على اراضيها من محنة المحرقه.وراحت توظف هذا الامر لخلق علاقات متميزة مع اسرائيل بعد انهيار النظام الشيوعي.
ترى هل هذا الادعاء هو الحقيقة كلها ؟نعم تم انقاذ 48000 يهودي من الترحيل القسري الى معسكرات الموت الالمانيه ولكن الحقيقة هي ان بلغاريا كانت حليفة لالمانيا الهتلريه اثناء الحرب العالمية الثانيه الامر الذي يعطيها بعض الاستقلالية في معالجة القضايا الداخليه ومنها ما يتعلق بكيفية التعامل مع الاقلية اليهودية.
هناك حقائق تاريخيه مدعومة بالوثائق تؤكد على ان الفضل في عدم ترحيل اليهود ليس للحكومة البلغارية الفاشيه انذاك ،بل يعود اساسا اللحملة الشعبية الواسعة والجهود المضنية التي بذلها الحزب الشيوعي البلغاري والقوى المعادية للفاشية في معارضته لترحيل اليهود،حيث قامت تنظيماته القوية والواسعة بتوعية الشعب البلغاري للوقوف ضد الترحيل واحتضان اليهود والحفاظ عليهم والعمل ضد ما تقوم به الحكومة في هذا الصدد.
وبما ان الحكومة البلغارية الفاشية لم تتمكن من ترحيل اليهود بسبب الضغط الشعبي عليها،ارادت ان تخفف من غضب برلين عليها،فقد اصدرت امرا يقضي بترحيل اليهود المتواجدين في مقدونيا وتراقيا اللتان كانتا تحت الوصاية البلغارية انذاك بمباركة المانيا الهتلريه حينها كانت بلغاريا حليفا قويا لألمانيا الفاشيه.حينها قامت الحكومة البلغارية بترحيل 11700 يهودي قسرا الى المحرقة ولم ينج إلا القليل من عملية الابادة.كما وأقدمت السلطات البلغارية الفاشيه على جريمة اخرى مع هذه الجريمة ،حيث قامت بترحيل سجناء بلغار معارضين من الحزب الشيوعي مدعية انهم يهود للتخلص منهم وفي حملة لتنظيف السجون .لقد احرق الكثير من الشيوعيين البلغار مع اليهود المرحلين قسرا من مقدونيا وتراقيا.
الاكثر من هذا فان الحكومة البلغارية الفاشيه الزمت اليهود البلغار ال 48000 على دفع اموال طائلة والتنازل عن ممتلكات منقولة وغير منقولة مقابل عدم ترحيلهم الى المحرقه.هذا يعني ان الحكومة الفاشية لم تزافق على عدم الترحيل مجانا.
العام الماضي عرضت دور السينما المقدونيه فلما وثائقيا"الشوط ألثالث يتحدث عن هذه الحقيقة التي تحمل مسئولية الترحيل القسري لليهود من مقدونيا وتراقيا للحكومة البلغارية الفاشيه والذي يؤكد بان المقدونيين غير مسئولين عن هذه الجريمة ،في محاولة لتغيير تصور اسرائيل وانطباعاتها السلبية عن مقدونيا. صوفيا من جانبها اعتبرت ذلك محاولة من جانب مقدونيا لتخريب علاقاتها مع اسرائيل وان هذا امر لا تتساهل فيه اطلاقا ،،،، حينها توترت العلاقات وتلبدت الاجواء بالغيوم وكثرت ألاتهامات الامر الذي دفع الاتحاد الاوربي الى التدخل للتهدئة.
من الاهمية بمكان الاشارة الى ان جميع دول البلقان بعد انهيار المنظومة ألاشتراكية راحت تستجدي ود اسرائيل وتحاول كسب رضاها وتتسابق في تحسين صورتها وتجميل اللوحة المرتبطة بالتعامل مع الاقليات اليهودية المتواجدة لديها ايام الحرب العالمية الثانيه وتحاول لوي عنق الحقيقة حتى وان كان ذلك على حساب علاقات حسن الجوار فيما بينها.
وعن بلغاريا بالذات وبعد انهيار النظام الشيوعي وفي مطلع التسعينات ،وبعد ان استأنفت الاحزاب السياسية البلغارية التقليدية اليمينية نشاطها،سارعت من خلال حكوماتها المتعاقبة الى اقامة افضل العلاقات مع اسرائيل ،مستفيدة من حقيقة انقاذ اليهود البلغار من المحرقة الفاشيه التي ما كان لتلك الاحزاب اسهام قيها حيث ان هذه الاحزاب التقليديه كانت مشاركة في الحكومة الفاشية الموالية لألمانيا الهتلريه.كل حزب ادعى اسهامات وهمية في حملة انقاذ اليهود .حينها تحققت اول زيارة لرئيس وزراء بلغاري لإسرائيل زار خلالها الجولان المحتله متجاهلا التاريخ الطويل اللعلاقات البلغارية العربية .
حملة انقاذ اليهود من التسفير القسري الى المحرقة الفاشية كانت سياسية انسانية بامتياز يعود الفضل فيها الى الحزب الشيوعي البلغاري الذي كان ممنوعا من النشاط العلني والذي كان يعاني من حملات القمع والاضطهاد التي مارسنها حكومة بلغاريا الفاشية المشكلة من الاحزاب اليمينية الموالية لبرلين.كما يعود الفضل الى الكنيسة البلغارية والقوى التقدمية انذاك. الوقوف بوجه العداء للسامية الذي تبناه الحزب الشيوعي البلغاري في وقت مبكر لا يختلف عن الوقوف ضد التمييز العنصري والابارتاييد والتطهير العرقي والديني والصهيونية وغيرها من الحركات الرجعيه.هذه قضايا مبدئية تتم المتاجرة فيها للأسف لإبعاد مصلحيه ضيقه ويتم التعامل معها بمكيالين والمحرقة لم تعد واحدة ،نحن الان امام اكثر من محرقه،ادانتنا للمحرقة الفاشية لا تلغي الادانة الشديدة للمحرقة الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وحدث ولا حرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموضوعية مطلوبة حين المقارنة مع ابادة اليهود
سيلوس العراقي ( 2013 / 1 / 30 - 10:47 )
السيد الكاتب
ان كل الدول الاوربية تحتفل بذكرى المحارق ضد اليهود، واقعيا أكثر ما تقوم به هو تملقاً لاسرائيل ويعبر عن رياء الغرب، لأن الواقع يحتم على الدول الاوربية ليس استعادة الذكرى كذكرى، بل يحتم عليها مراقبة مواطنيها المسلمين المتأوربين المعادين لليهود والحركات النازية والفاشية الجديدة التي تعادي اليهود واسرائيل وتهدد حياة الابرياء من جديد، مثلما يأتي على لسانك بمساواة المحارق الجماعية لابرياء اليهود مع ضحايا الحروب الاسرائيلية ضد الارهاب الذي تقوم به الحركات الاصولية الفلسطينية الارهابية الفاشية وغير البريئة، وشتان بين الاثنين، وعليك أن تعود الى احصائيات نزيهة لمقارنة ارقام ضحايا الحروب ضد اسرائيل مع ضحايا اليهود ومع ضحايا الحكام العرب ضد شعوبهم، ستجد بأن الرقم سوف لن تسعفك ولا تخدمك لأن تقوم بهكذا مقارنة، وستستنتج مدى (انسانية) اسرائيل مع الفلسطينيين قياسا ومقارنة مع جميع الذين تحب ان تقارنها معهم، تقبل تعليقي برحابة صدر وموضوعية، إن أحببت الرد على تعليقي بالارقام سأكون شاكرا، لأن لدي كل الاحصائيات من أطراف محايدة، مع تحياتي


2 - ضرورة الموضوعية
سيلوس العراقي ( 2013 / 1 / 30 - 13:00 )
السيد الكاتب المحترم
مقالك فيه موضوعية لغاية نهاية الجملة التالية
.كما يعود الفضل الى الكنيسة البلغارية والقوى التقدمية انذاك
أما ما بعدها فأنت مُطالب إذا كنت تريد أن تكون موضوعياً بذكر المحارق وعمليات الهولوكوست الأخرى (بالمعنى الدقيق للكلمة) التي تمت بعد عمليات الابادة لليهود، أي التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية: أين وضد من ؟ وكم عدد ضحاياها؟ وهل كانوا أبرياء؟ أم كانوا في مسلحين وكانوا طرفا مسلحا في حالة حرب مع طرف ضد المتحارب الآخر ؟ أم وقفوا ضد إرادة المجتمع الدولي؟ أو غيرها، مع تقبل تقديري


3 - سيلوس العراقي
ليث حميد العاني ( 2013 / 1 / 30 - 14:38 )

شكرا على اهتمامكم،احترم رايكم،
في مقالتي اكدت على ان التصدي لابادة اليهود كان موقفا مبدئيا وانسانيا، وعلينا ان نتصدي لاي عملية ابادة جماعية ممااثلة بغض النظر ان كانت هذه الابادة موجهة ضد اليهود او اي جنس اخر.نعم حصلت عمليات ابادة مماثلة في البوسن-سربنيسا- وفي رواندا وعليك ان تعترف بان الشعب الفلسطيني تعرض لعمليات ابادة، يجب ان تدان هذه الظاهرة بغض النظر عن مقترفيها.واقول لك بان الاعتراف بمضلومية اليهود لاتعني تناسي مضلومية الشعوب الاخرى.انا انا اتعاطف مع اليهود في محنتهم هذه واؤكد مضلوميتهم،وهذا لايعفينا من التعاطف مع مظلومية وعدالة قضايا الشعوب الاخرى.ولا يفوتني الى انني اشرت في المقال الى موقف الحزب الشيوعي البلغاري حين ذاك-الى انه كان موقفا مبدئيا وانسانيا بعيدا عن اي مصلحة ضيقه. استذكار المحرقة يجب ان يتحول انطلاقة جديده في العالم الحر للتصدي لاية ابادة وتطهير عرقي وديني في العالم.لااجاملك عزيزي ومرة اخرى اؤكد لك بان اليهود تعرضوا لمحنة ابان الحرب العالمية الثانيه وقضيتهم كانت عادله،كما انا الشعب الفلسطيني تعرض ويتعرض لطلم كبير ولابد للمحتمع الدولي ان ينصفه


4 - التعاطف لا يعني أن نفقد الموضوعية
سيلوس العراقي ( 2013 / 1 / 30 - 15:08 )
السيد ليث المحترم
شكرا لردك
ان الموضوعية تقتضي التفريق بين المظلومية وبين مجازر الابادة، الهولوكوست المروع، أنا ايضا مثلك ضد المظلومية أينما كانت، لانها مهمة انسانية مبدئية، لكن لا يمكننا موضوعيا تشبيه حوادث القتل والحروب المدانة جميعها بالادبادة والهولوكوست:الذي تمت فيه عملية تجميع اليهود من دول اوربية مختلفة (وليس فقط اولئك الذين كانوا في المانيا وبولونيا) وتم ارسالهم الى المحارق وغرف الغاز في بولونيا والمانيا، كما أن عدد ضحاياها رهيب جداً، اما بخصوص الاخوة الفلسطينيين، فان بشار الاسد قتل عددا كبيرا من مواطنيه، يتجاوز ما راح من ضحايا فلسطينيين في كل حروب اسرائيل، هذا يمكن أن يُخبرك بموضوعية أي طرف فعلا يقوم بافعال لا تقل عن افعال النازية والفاشية، ولا أحب أن أدخل في قصص روسيا وستالين وماو تسي تونغ لكي لا نفتح نوافذ لا يمكن غلقها بسهولة. وبخصوص الانصاف فعلى القيادات الفلسطينية أن تفكر بمستقبل شعبها إن كانت تبحث عنه، أما نحن فما يمكننا هو أن نتأسف لضياع فرص السلام الشامل الاسرائيلي مع الفلسطينيين ومع كل العرب، لأنه لا سلام ولا مستقبل للمنطقة مع الكراهية تقبل تحيتي


5 - ادمان الحقد وكراهية الآخرين
زرقاء العراق ( 2013 / 1 / 30 - 15:41 )
ذكر المقال بأن الجولان محتلة وهذا صحيح ولكن لم يذكر لنا كاتبنا المحترم لماذا احتلت الجولان ولماذا لم يتم استعادتها؟

وقعت مصر والأردن اتفاقية سلام مع اسرائيل فأسترجعتا كل شبر من اراضيها بينما رفض اصحاب شماعة المقاومة في سوريا السلام فظلت الجولان محتلة ونلوم اسرائيل ليل نهار على ذلك
اتفق مع كاتبنا المحترم بان الشعب الفلسطيني تعرض لعمليات ابادة ولكن ليس من اسرائيل بل من اخوته العرب والفلسطينيين فيما بينهم

وما سبتمبر الأسود في الأردن وتخريب لبنان (باريس الشرق الاوسط) وتونس ومنظمات ابادت وابيدت مثل ابو نضال اللذي خرب وقتل في العراق ما يندى له الجبين
اما منظمات سورية الفلسطينية فحدث ولا حرج وقد رأينا كيف دك النظام والجيش الحر معسكر اليرموك ورأينا ما يفعل احمد جبريل

لضيق مساحة الكتابة اختتم تعليقي بتذكير من نسى كيف ذبح الفلسطينيون بعضهم عند انقلاب حماس على السلطة ورموا اخوتهم من طوابق العمارات وافعال يخجل هولاكو منها واخجل انا عن ذكرها

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ