الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطريرك الحياة او المماة صراع الداخل والشتات

عادل دنو

2013 / 1 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


واذ يجتمع الاساقفة الكلدان الخمسة عشر لانتخاب خليفة للبطريرك المستقيل مار عمانوئيل دلي، يثار موضوع الداخل والشتات. ولا شك سيناقش الاساقفة الاوضاع والمشاكل التي يعاني منها ابناء الكنيسة الكلدانية سواء في الداخل ضمن النطاق البطريركي، او في الشتات. مما قد يخلف ظلا على السينهادوس الحالي. وليخرج السينهادوس بانتخاب بطريرك جديد لا بد ان يحصل المنتخب على ثلثي اصوات الخمسة عشر اسقفا. وهذا صعب بحد ذاته طالما ظهرت بعض الخلافات والاختلافات في الاراء.
وكشف تقرير صحفي لاندريه تورنيللي نشره مع انعقاد السينهادوس الكلداني في روما عن ان السنوات الماضية اختبرت بعض اساسيات الهوية في التمييز العرقي والسياسي في العراق. ففي ظل النظام البعثي نظّر بعض القادة منهم حول ضرورة انصهار ثقافي وسياسي للمسيحيين في الوسط العربي عموما. وفي مرحلة الفوضى بعد الحرب طرح بعضهم انفسهم كقادة اقلية عرقية يجاهد لحماية حقوقهم الاجتماعية والسياسية والثقافية. اما الشتات فقد استقر بهم المقام في الولايات المتحدة خاصة مع تغلغل في الدوائر والحركات ورفع الشعارات السياسية كانت مثالا للحساسية نحو الهوية.
اما على الصعيد الكنسي يقول تورنيللي ان حاملي لواء الهوية العرقية وارتباطاتها الطقسية هما مطراني الولايات المتحدة ابراهيم ابراهيم (75سنة) في مشيغان وسرهد جمو( 71سنة) في كاليفورنيا. وعلى الرغم من انه مطلوب من الاساقفة طلب التقاعد حال بلوغهم سن الـ 75 من العمر. فان احتمال الترشح وارد فقبل وصوله الى روما اشاد المطران ابراهيم في مقابلة مع صحيفة ابرشية ديترويت الكاثوليكية بما حصل من تقدم عند الشتات الكلداني في اميركا الذي ازداد عددهم اليوم الى 220 الف.
اعتقد انه من الصواب خلوص الكاتب الى ان انتخاب بطريرك خدم في الشتات سينقل تأثيره وخاصة اذا ما كان من كنيسة في اميركا. ان الكنيسة عموما تفقد مكانتها وارضها التي استقرت فيها منذ مئات السنين وحسب تقديرات متشائمة ان لم يتبقى سوى بضعة مئات الالوف من مؤمنيها. وتتميز الكنيسة بفرادة طقوسها ولاهوتها وثقافتها التي يحاول الائتمان عليها في اميركا وبخاصة انه دار حديث مؤخرا حول نقل مقر البطريركية الكلدانية الى اميركا. ويضيف الكاتب مثلما حدث مع كنيسة المشرق الاشورية التي نقلت مقر بطريكها الى اميركا عام 1930 بعد الهجمات التي طالت الاشوريين في العراق.
ويشير تحليل تورنللي ان هناك اساقفة يترأسون ابرشيات في شمال العراق تعارض فكرة النقل اساسا. فخمسة منهم بضمنهم ربان القس، ولويس ساكو وميخا مقدسي الذين يحضرون السينهادوس الحالي كانوا قد قاطعوا سينهادوس 2007 وخط البطريرك السابق وتحدث بعضهم علنا عن حالة الضعف والتخلي الرعوي الذي اعتقدوا ان الكنيسة تمر بها. ورفضوا المخططات الجارية لانشاء منطقة حكم ادارة ذاتية للمسيحيين الكلدو اشوريين السريان في منطقة سها نينوى.
والنقاط الاخرى التي اثارها التقرير الصحفي هو ان رئيس اساقفة كركوك لويس ساكو حذر مؤخرا في تصريح لوكالة انباء فايدس من خطر القومية التي تهدد الكنائس الرسولية الشرقية القديمة وخاصة عندما يشتد نزيف هجرة المؤمنين نحو الغرب. اسقف حلب في سوريا المطران انطوان اودو اليسوعي تعرض لانتقاد ما يزال مستمرا في افتقاره الالمام باللغة المستخدمة في الطقوس التقليدية. ولكن كما يقول تورنللي ان الاتهامات الاخرى التي وجهت اليه لم يكن لها اساس من الصحة حول تعاطفه مع نظام البعث السوري.
الى حين اعلان البطريرك الجديد..بعد ساعات من الان.. تتجه الانظار الى روما لمتابعة اذا ما كان الاساقفة قد اتحدوا في الروح ليتحدوا في القرار الحاسم في انتخاب بطريرك المهمات الصعبة اذا ما صح التعبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا