الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتركوني أمشط شعر حبيبتي

حسين علي الحمداني

2013 / 1 / 30
الادب والفن


نعم أيتها الرائعة كنت أتمنى أشياء كثيرة ، بعضها تحقق وبعضها قابل للتحقيق ، لكني لم أكن فرحا بها لأنها تحققت دون طرف آخر كنت أتمنى أن يكون معي ، طرف هناك حيث البعيد ، حيث متاهات الزمن وغربة ألأشياء وتضاريس الخوف التي سكنت فينا جميعا .
ما بين محطة وأخرى كنت ألتقط الأنفاس باحثا عن طيف يرشدني إلا حيث هي، أركض لاهثا لأجد بقايا سراب .. أركض كطفل يبحث عن أشياء تاهت منه أو هو تاه منها ، تذكرت التيه وموسى وبني إسرائيل .. كنت أعرف بأني أبحث عن أميرة زمان هي ولدت ولكن زمانها لم يولد بعد .. وأعرف إني كنت أسرب لها الكلمات من بين خصلات شعرها الذي طالما حطت أصابعي بينه وطالما زرعته في زهرية صغيرة ملونة لعله يزهر بعد حين أميرتي ، وتسرب لي شوقها عبر دخان سجائري .. أعرف بأن عصر التيه له نهاية ، وعصر الخوف له نهاية ، ولكن هل توجد نهايات لعصور الحب الممزوجة بالدمع والأيادي المرتجفة لحظة أن تبوح ألأصابع بأعترافات الحب القابلة لأن توحد القارات وتمحو الجليد ، وتزلزل الجبال .
أعترف بأنني رجل عاشق ، لا لم أكن عاشق ، بل لازلت أعشق ذلك الساحل البعيد ، وتلك النسمات القادمة من جوف البحر ، لازالت بين الحين والآخر ألتحف شعرك الأسود الممزوج بالحناء مانحا نفسي حق اللجوء إليك هاربا من نفسي لنفسي ، ياه .. كم وكم من المرات كنت أنادي النساء باسمك ، فأكتشف في ذهول بأنك لست من فصيلة النساء ، واكتشفت بأنك الأنثى الوحيدة الباقية لتحافظين على ألأنوثة من الانقراض.
يا إمرأة تجلت فيك كل النساء ، يا ذاكرة الخصب يا عطر تفوح منه نسائم الفصول التي تكدست تحت أقدامك .. يا نجمة الصبح التي أترقبها ، ويا أنثى الحب في زمن الحروب التي طالت كل ما حولها .. ياه أيتها القريبة مني رغم تباعد القارات ..
أنت في كتب التاريخ طالعتها ، وما بين سطر وآخر كنت أدون عناوينك التي حفظتها ، وفي كتاب الجغرافية كنت حاضرة في تضاريس الأرض وتضاريس حياتي ، كنت جبلا وسهلا ووادي وبحر ومحيط ، وفي كتب النحو كنت أعربك دائما بأنك كل الإعراب فاعله ومفعوله ، جاره ومجروره ، إنت جمع المذكر والمؤنث ، أنت كل حروف العلة وأدوات النصب والرفع ، إنت أنا وأنا أنت ، أنت حاضرة في الجملة ألاسمية والفعلية ، إنت أحلى من كان وأخواتها وأروع من إن وصديقاتها ، لأنك تجمعين اللغة وتختصرينها بين شفتيك أو عند حافات همس العيون التي لا يجيد قراءة كلماته سواي .
أنت حاضرة معي في أغاني فيروز وكلمات الرومي ماجدة وعذوبة أنغام ودفء الصغيرة نجاة وتحطيم أواني أصالة .... ياه يا أنت أيتها المعجونة بالياسمين والهيل .. أيتها الغافية في خزانة ذاكرتي التي لا يصيبها العطب لأنك فيها ......
سأتركك الآن غافية .. وأتركيني أمشط شعر حبيبتي .. وأنتظر أن يورق لي أميرتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان


.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا




.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث


.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..




.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن