الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوما

جاسم محمد كاظم

2013 / 1 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المدى يوحي بترقب أصوت أطلاقات قادمة لم تكن ذات معنى في إدراك المجموعة المتسربلة بلباس محاربين .
تنصت "باسل " إلى جهاز الإرسال ذو الطنين المزعج في ساعات الليل يبدو انه اعتاد إلى ذلك كثيرا بينما تصفح احمد آخر أعداد الجريدة بعنوانها الأحمر :
(مازالت هناك أشياء كثيرة في هذا العالم يجب إزالتها بالحديد والنار)
قراها بصوت هادئ ومن وسط جو السكون انتفض "جاسم" من سباته
.انه يومي الأخير... وركل السلاح برجله أراد إلقائه في الماء الممتد إلى ما لا نهاية دار وجلس منزعجا أراد أن يحرك ما حوله لكنهم كانوا صامتين
(متى يأتي زورق الأرزاق ... سأكون أول المغادرين هذا القصب الساكن في هذه الأهواز البعيدة) .
إلى أين.... وتنبه إلى صوت "ساكار" المستلقية على خوذتها والى يمينها ركنت بندقية "دراغونوف" ذات المنظار الليلي وتاهت عليه الإجابة ..
ماذا يقول . جلس وفكر نعم .. هل بقي هناك مكان يضحك فيه شباب مع فتيات . صالات العاب بليارد . منتديات شعر حر أم دمر البرابرة كل شيء .
ظل يفكر لابد أن عصاباتهم داهمت بيته المليئة بالأزهار الملونة وأحرقت مكتبته الثمينة ورموا صحن استلام القنوات الفضائية نحو الشارع .
ومسك جهاز الراديو الصغير .. اللعنة لا إشارة إرسال غير التشويش والنواح .
"ومن بقي في الإذاعة هرب المغنون والملحنون مع آلاتهم حتى أولئك الذين لا يبصرون طردوهم بلا ضمان" ضحك باسل .
"ماذا يا طفلنا المدلل أتريد شكولاته بالنستله .. سأصنعها لك" تكلمت ساكار مع ضحكات الجميع ضحك الجميع

جلس متهالكا واستشعر صغره أمام المجموعة في هذه النقطة النائية
تمتم في دواخله . . آه أي مكان هذا الذي لا يقاس فيه الزمن بالثواني والساعات بل بأصوات الرصاص وتتحول فيه أرقام الوقت إلى وجوه أشباح ميتة .
نظر إلى السماء .. كم الساعة الآن .. وأدرك انه لا معنى لسؤاله ماذا سيقولون له .. الواحدة .. وانتابته أنة .. كانت تعني له شيئا أكثر من نفس حياة صاعد حين يتداخل في أذناه صوت كوكب شرقه
نظر إلى هيئته الرثة كأنه احد جنود أفلام ألأحراش وردد في نفسه .. لا لا فانا الآن احدهم .
وعاد ببصره إلى ساكار المتأملة .. أي طفل أنا نيف على الثلاثين . مهندسة فاتنة تعلم محارب ملء جسده شظايا القنابل فن الحرب . أي زمن هذا الذي انصهر في سطره جمال الأنوثة مع عضلات محاربين في ساحات وغى ..
وهزه احمد .. أين ذهبت .. أنا لا .
وربت باسل على كتفه كأنه عراف يقرا أفكاره .. لا تقلق ستعود كوكب شرقك . وقطعت ساكار ورقة قصب ووضعتها في إحدى فوهات البنادق .. هذه زهرية .. سنقيم حفلة
لكنها إشارات بيدها بسرعة . انبطحوا . وأطلق احمد دفقه من رشاشه ودوى في الجو صوت انفجارات وتشابك جسد ساكار مع احدهم ضربته بالأخمص مرة وأردفت أخرى خر ساقطا وعم سكون آخر النقطة البعيدة .
ربما كشفونا .. أجاب باسل كونوا متأهبين .. وردد "الراكال" إشاراته البعيدة .. النقطة الرابعة . النقطة الرابعة اجب . . 29 .27 .3 ...
حلل باسل الرموز بسرعة .. (ر . أ ) انه الرفيق القائد وأضاف بسرعة . تجهزوا . لقد تجمع الرفاق في نقاط الاقتحام .
مسك جاسم جهاز الراديو الصغير ربما سيردد جملة طال سماعها في شواطئ الأمل (ما احلي يوم الاستقلال والحرية) .

ضحك احمد كثيرا وهو يستمع إلى قصة جاسم الخيالية ومسك جبينه .
ربما أنت محموم . أنا وباسل وضحك أكثر وساكار محاربون وأين في الأهوار .
رزم آخر أعداد الجريدة . هذه لكم . ومسك جاسم من كتفه وهو يغادر دكانه ويتلاشى وسط حشود الشارع الآسن بالمجاري وعربات الحمير المتداخلة مع أصوات النواح والبكاء الحزين المنبعثة من مكبرات الصوت .
عاد احمد إلى تفكيره .. ربما لم تكن قصة خيال بعيد وفتح درج مكتبه ونظر إلى سلاحه الشخصي وتداخل في مسامعه أصوات النواح مع ضجة الشارع وهو يعيد فصول قصة حلم عجيب وتمتم في نفسه تلك الجملة :
(وأين هو الاستقلال والحرية)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضحيات حين تجرد من تاريخ نضال تكون سريالية دامية
علاء الصفار ( 2013 / 2 / 1 - 12:47 )
اجمل التحية
اعجبني هذا الحس والرمزية العالية في مناقشة الحدث التاريخي والنتائج لا النوعية بل البراغماتية, فهكذا يكون النضال متماهيا بين النية الصادقة وبين تحقيق مادي ملموس.لكن يبقى امر النضال شيء من حركة التاريخ الحلزونية, فمن ثورة القرامطة والاحوازي و ثورة الزنح و ثورة سبارتكوس, لم يتحقق شئ ولا دولة حرة ولا استقلال. و يقال صلب سبارتكوس و ظهر المسيح الداعي للمحبة والسلام.ارى ان جنود القرمطي الناجون يتشابهون بجنود القيادة المركزية الشرفاء فخلدهم مظفر النواب بحجام البريص و صويحب, ولازلنا نرى احيانا بالصدفة على شاشات التلفاز مقاطع من فلم سبارتكوس. و لنقر في دواخلنا ما تقوله السطور التي سجلتها اناملك في حس مرهف و لوعة لتحقيق الهدفل الملموس نقل (الاستقلال والحرية).ارى ان عملية الصراع في التاريخ لا تتوقف فقط على تحقيق الهدف الملموس. فما بين سبارتكوس و كومونة باريس, يكمن التطور الفكري لشكل الصراع و ليأخذ ابعاده الطبقية والانسانية. نعم تغير شكل العبودية لكن هناك تغيير,الابعد في المضمون الا وهو تجلي الانسان و تحوله إلى أكثر انسانية و اكثر معرفة بالخير و حب للحرية والسلام, ان التجلي هو حركة!ه


2 - تحياتي لرفيقي الغالي علاء الصفار
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 2 / 1 - 15:36 )
في إحدى مقالاتي في الحوار كتبت - لقد كانت أكتوبر المجيدة ثارا لكل من علق على الصلبان من علي بن محمد إلى سبارتيكوس -
يمثل الأدب ثمرة تنقل واقع الحدث بتجريد الكلمة لان الكاتب مهما كان هو شاهد على عصره لا يختلف صويحب وحجام البريص عن أولئك .
ما ينقصنا يا رفيقي العزيز هو الوعي والإدراك . نرى باعيننا كم الشهادات الهائل ومئات الجامعات لكن مع كل هذا نرى الوضع أكثر سوءا يتراجع الوعي خطوات إلى الوراء . ربما كان صويحب وحجام بفهمهم للواقع أكثر وعيا من أساتذة الجامعات . وحين تدرك وتعرف وبنفس الوقت تعيش في عالم الخفافيش تتمنى انك لم تولد تجد طوق العبودية ملفوف حول الرقبة تتعايش مع أحلام الخيال ربما يكون تحولها إلى واقع أكثر بعدا في الخيال نفسه .
أسمى الاعتبار وفائق التحيات

اخر الافلام

.. استطلاعات للرأي تظهر أن حزب العمال حقق فوزا كبيرا في الانتخا


.. استطلاعات رأي تكشف عن انتصار ساحق لحزب العمال في الانتخابات




.. كلمة الأستاذ محمد سعيد بناني في تأبين الراحل عبد العزيز بنزا


.. نتائج غير رسمية تشير إلى فوز حزب العمال البريطاني في الانتخا




.. كلمة الأستاذ محمد صديقي في تأبين الراحل عبد العزيز بنزاكور