الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة..مسؤولية

جمال الهنداوي

2013 / 1 / 30
الصحافة والاعلام


للصحافة ووسائل الاعلام,وبسبب سعة انتشارها في اوساط الناس..وخصوصا في المواقف المفصلية التي تمر بها المجتمعات الانسانية, دور مهم في تشكيل الوعي المجتمعي تتحدد مساحته في الضمير الوطني بقدر احترام المؤسسة الاعلامية لنفسها ولشرف الكلمة، ولقيم ومبادئ رسالتها, ومجسدة بذلك مدى احترامها لجموع القراء والمتلقين الذين تستقطبهم في تواصل وتفاعل لا يتأتى-حتما-الا بتحري صحة مصادرها ومعلوماتها وتوخي الدقة والأمانة الموضوعية في نقلها,وتجنب اساليب التهويل والتأويل خارج سياقات مضامين الحدث ومعانيه خدمة لغايات واهداف قد تثير فقاعات آنية وقتية لا ينتبه اليها احد, ولكنها على المدى البعيد تنعكس سلباً على هذه الوسيلة الاعلامية او تلك بعد انجلاء الحقيقة التي تمس-بالتأكيد- مصداقيتها ومكانتها وحضورها في وعي ونفوس الرأي العام، وهو رصيد يرتبط ويتحدد بالمصداقية والامانة والمسؤولية الوطنية والمهنية.
وفي هذا المنحى يمكن أن نسوق عشرات الامثلة سواءً لبعض الصحف المحلية او المهتمة –بمبالغة-بالشأن المحلي وكذلك العديد من المواقع الاخبارية التي لا تجد نفسها الا في ادران الاثارة المدغدغة للعواطف المأزومة..وهي تستهلك حرية التعبير بممارسات منقطعة الصلة بجوهر رسالتها النبيلة والمنتحلة لقيم الديمقراطية من خلال الملامسة السطحية الفجة المسيسة للاحداث وغرقها في وحل الابتذال والمزايدة الرخيصة.. والاكثر ايلاما هو تلك الفئة من بعض مراسلي وسائل الاعلام الخارجية العربية والاجنبية الذين يسرفون اللهاث وراء استرضاء الجهات الممولة على حساب الامانة ومصالح الوطن والشعب العليا عابثين بالحقائق ومغامرين بمقومات السلم الاهلي ارضاءً لتوجهات الوسائل الاعلامية التي يعملون معها..مستبقين الطلب مستمرئين انتاج المادة الاعلامية الزائفة رغم التعارض البواح ما بين هذه الممارسات واحترام الذات والعمل الصحفي الرصين والموضوعي..
لا ندعي فيما سبق تعميما, بل نقر بالالتزام العالي والمهنية التي تتحلى بها العديد من مؤسساتنا الاعلامية والحرص على توخي الدقة والحذر في نشر المواد التي قد تحمل نوعا من الاساءة للاشخاص والعناوين الا في حالة توفر الاطمئنان الى ما بين يديها من الوثائق ما يؤكد دعاواها..وهذا ما يجعلنا نتمنى على البعض الاقل من اسرتنا الصحفية الذين يقعون في مثل تلك المنزلقات أن يكونوا أكثر حرصاً وحذراً حتى نحفظ للمهنة مصداقيتها لدى القراء... فالفلتان الاعلامي الذي يصاحب كل الخوانق السياسية والامنية التي تطرأ على تجربتنا الديمقراطية ونثر الاتهامات على طول وعرض المشهد السياسي العراقي قد يشي بان هناك العديد من ممتهني الصحافة ممن لا يدركون خطورة وفداحة ما يفعلون... فغياب المعايير والضوابط عند توجيه الانتقادات للأشخاص أو المؤسسات سواءً كانت حكومية أو غير حكومية، حزبية أو غير حزبية، حاكمة أو معارضة، يؤدي الى خلط كبير وإضرار أكبر على القيم العامة والأخلاق العامة ولا يشيع البلبلة في أوساط المجتمع حسب لكنه الى ذلك يفقد الصحيفة والكاتب مصداقيتها وهو ضرر معنوي لا يوازيه أي ضرر مادي تتعرض له أي وسيلة اعلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا