الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممكن, في الوصول لأهداف الثورة

خالد قنوت

2013 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أتفق تماماً مع الاستاذ ميشيل كيلو في أن هناك عمل دولي و تنسيق تام لاستبعاد السوريين عن قضيتهم وجعلهم في أحسن الأحوال مجرد لاعب بسيط محدود الصلاحيات في تقرير مستقبله و مصيره و أضيف أن الجميع دون استثناء يعملون بكل قواهم المالية و السياسية و الإعلامية على تحويل قضية شعب يخوض ثورة من أعظم الثورات في التاريخ المعاصر من أجل حقوقه الانسانية الأساسية من حرية و كرامة إلى مجرد قضية لاجئين و إعانات في حالة استنساخية للقضية الفلسطينية التي كانت من أكثر القضايا الانسانية و التحريرية حضوراً في السبعينات و الثمانينيات من القرن الماضي.
ما يصدم و يربك كل هذه القوى و يصيبها بالهستريا هو صمود هذا الشعب و إصراره الاسطوري على الاستمرار و التفاني في التضحيات حتى تحقيق أهداف ثورته, رغم كل ما يصيب الثورة من ظهور الطفح و العفن الذي لم يكن سوى إرهاصات طبيعية لنظام استبدادي دموي فرض مملكة الصمت على سورية لأكثر من خمسة عقود.
اليوم, تتساوى الاعتداءات الاسرائيلية على مركز البحوث العلمية السورية في جمرايا مع اعتداءات النظام الأسدي على امتداد الوطن دون أي تفاوتات أو اختلافات.
لا بل إن نظام الأسد يمارس ما يفوق النظام الصهيوني همجية و دموية فعلى الأقل الصراع مع الدولة الصهيونية هو صراع مع محتل بينما النظام الأسدي مازال بعرف العالم يمثل سلطة تحمي الشعب السوري و تقوم بواجباتها لحماية الوطن و السيادة.
يقاتل النظام الأسدي في حرب أعلنها رسمياً على الشعب السوري بكل شراسة و لا يكلف طياراً موالياً واحداً بمهمة التصدي لطيران العدو.
لم نكن نتحدث عن هوى عندما تحدثنا على ارتباط النظام بالعدو الصهيوني و هو ما أفصح عنه أحد أركانه و أكبر لصوص سورية المدعو رامي مخلوف و لكننا نتوقف مذهولين من تحقق هذه المقولات يوماً بعد يوم و بالتأكيد سيظهر مع انتصار الثورة أرشيف من الخيانة و العمالة لهذا النظام.
بأي مقياس دولي أو إنساني أو علمي, فهذا النظام الخائن يمارس دور سلطات احتلال على الشعب السوري و قد تكون بعض القوى الاستعمارية التي مرت على بلداننا العربية تحمل بعضاً من مدينتها و علومها و قوانينها لكن الاحتلال الأسدي لا يحمل سوى الهمجية و اللصوصية و أسباب التصدعات للمجتمع السوري ليتجاوز بذلك همجية جحافل التتر و البرابرة.
إذن, علينا أن نتفق على أن نظام الأسد العائلي و تبعاته ما هو إلا سلطة استعمارية محتلة و ما أفواج الشبيحة و القتلة سوى مرتزقة و عملاء لهذا النظام دون تعميم ذلك على المؤسسات و العاملين فيها, فقد كان للاستعمار الفرنسي مؤسسات و موظفين سوريين يعملون تحت سلطته لكن أكثرهم لم يكن عميلاً و لم يكن خائناً لوطنه و لشعبه. من هنا علينا التفكير في أساليب و وسائل التخلص من هذا المحتل كي نستطيع أن نبني استراتيجيتنا و تكتيكاتنا في ظل غياب قيادة للثورة أو قيادة للمعارضات الهشة و المتشرزمة, طبعاً لا نغفل الاقصاء الذي يمارسه اللاعبيين الإقليميين و الدوليين للمعارضة السورية الخارجية.

في التاسع من أيلول عام 1936 عقدت مفاوضات بين الوفد السوري الذي ترأسه الزعيمان هاشم الأتاسي و فارس الخوري مع الحكومة الفرنسية المستعمرة في باريس و استمرت المفاوضات ستة شهور وصلت إلى معاهدة سميت بمعاهدة عام 1936 لكن لم تتوقف الثورة السورية خلال تلك المفاوضات و استمرت بزخمها العسكري و المدني. على إثر المعاهدة انعقدت في سورية انتخابات لتشكيل مجلس نيابي فازت الكتلة الوطنية بأغلبية المقاعد على حساب القوى المؤيدة للاحتلال و المتعاونة معه.
نعم على الثورة أن تستمر و هذه ليست أمنيات بقدر ما هي واقع سوري حقيقي و واضح. السوريون على أرض الوطن يقدمون ما يفوق التصور و ما فوق الخيال من تضحيات, شهداء, معتقلين, جرحى, لاجئين, جائعين, تحت برد لم يشعر به السوريين منذ السفر برلك و لكنهم صابرين و مصرين أن لا رجعة و لا رحمة لمن أعادهم للسكن في الكهوف و الحدائق و الأزقة و المقابر بجانب شهدائهم.
المقاومة الفيتنامية كانت تقاتل الاحتلال الأمريكي و كانت تفاوضه بنفس الوقت لكنها كانت تفاوضه كند لها لأنها آمنت أنها صاحبة الأرض و صاحبة الحق و أن التفاوض مع الاحتلال ليس خيانة و إنما على الثائر أن يجد الحلول سياسيةً كانت أم عسكرية أو أن يجدها مجتمعةً معاً.
الاستقلال السوري الثاني, هو أهم هدف للثورة السورية, الآن. فكلنا مدعوون أن نفكر بوسائل تحقيق هذا الاستقلال, وسائل عسكرية أم سياسية أم الاثنان معاً.
مع نظام الاحتلال الأسدي البربري, و في ظل هذا التواطؤ العالمي ضد الشعب السوري و ثورته لم يصل الثوار حتى اليوم لخلق قوة عسكرية موحدة و منظمة و منضبطة, تملك وسائل النصر العسكري بعد, لكن يمكن للعمل السياسي اليوم أن يخفف من فاتورة الدم التي يدفعها السوريون و التفاوض هو عمل سياسي بامتياز لكن على مبدأ التفاوض مع محتل و بشرط استمرار الثورة بكل أشكالها و وسائلها.
المشكلة أننا لم نملك بعد هاشم الأتاسي و لا فارس الخوري بما يحملانه من كاريزما وطنية و قاعدة شعبية قوية على الأرض و هذه إحدى مصائب الثورة و مصدر إحباطاتها, رغم أننا لا نعدم السياسيين و المفكرين و المناضلين.
و لا نغفل أن نظام الاحتلال الأسدي لم يسمح بظهور شخصيات وطنية سورية واعية على الأرض السورية لتكون نواة وفد يفاوضه يوماً من الأيام, فقد قتل و اعتقل الكثيرين منهم و هجر الآخرين و ترك من يستطيع أن يخدم مشروعه في أسلمة الثورة بمعنى تطرفها و ارتباطها بقوى الإسلام المتطرف مهدداً السوريين و الأقليات السورية بهم و محذراً العالم و الجوار من خطر انتشارهم و قد افلح إلى حد ما.
هناك من يعمل على الأرض في ظروف قاسية جداً و لا يستطيع أن يعلن عن ذلك لأن الثمن هو التصفية و التعذيب إضافةً إلى هم العمل الإغاثي اليومي.
الثورة عمل و هذا العمل بدأ سياسياً عندما طالب بالإصلاح ثم تحول إلى الإسقاط مع عنف النظام ليتخذ شكلاً عسكرياً في حالة دفاع مشروع عن النفس و الرزق, و من المنطقي أن لا نستبعد أي شكل من أشكال النضال الثوري. نحن في النهاية نريد الوصول لأهداف الثورة و على العاقل أن لا يتمترس في خندق واحد يتعرض فيه للخطر المركز.
المبدأ, أن الصراع مع المحتل يتخذ عدة أشكال تخدم هدف التحرير و منها و أكثرها فعالية ثنائية العمل العسكري و السياسي المدني حيث هنا أوافق الدكتور عزمي بشارة بأن المفاضلة بين خروج المحتل بكل اركانه من الوطن و بين حياة عشرة آلاف سوري, رغم شعورنا بلاعدل و اللاإنصاف لكن الأمر يستحق العمل من أجله. نعم إن حياة سوري واحد تساوي نظام الأسد و عائلته و أزلامه و إذا كان ثمن طرده من سورية هو أن يتوقف القتل و التدمير فليذهب إلى جهنم حقده و إلى مزابل التاريخ.
هذا الطاغية المحتل, يشتري بدمار سورية و قتل أهلها حياته و رحيله فليرحل بها إلى الحجيم.
إن ما أفصح عنه الشيخ المناضل معاذ الخطيب نابع من ألم أبن البلد الأصيل القريب من هموم الشعب و عذاباته و ليس لأحد الحق في تناول الرجل و تخوينه و خاصة أن معظم منتقديه يحملون جنسيات أجنبية أخرى و يعيشون في منازل مدفأة و وافرة الرفاهية و عندما يعارضون لا يقبلوا أن ينزلوا سوى بفنادق فاخرة فضلاً عن أن الكثيرين منهم لم يزر الوطن منذ عشرات السنين.
نعم, لنفكر بمخرج لمعاناة الشعب السوري و لو بخروج المحتل دون عقاب طالما أننا لم نمتلك أسباب إسقاطه و تقديمه للمحاكم الوطنية و القصاص منه, حتى اليوم.
الشعب السوري لا يبخل بالعطاء و على من يعمل بالهم السوري أن يجد وسائل خلاص الوطن من المحتل الأسدي, بكل الأشكال لا أن نغلق كل الأبواب لمجرد الرفض أو لأسباب لا يعلمها إلا الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موامرة كونيه
سوري فهمان ( 2013 / 1 / 31 - 09:25 )
نعم أخي موامرة كونيه ولكن على الشعب السوري كان الله في عون هولاء المظلومين

اخر الافلام

.. سيدة محجبة تحرق علما فرنسيا. ما حقيقة هذه الصورة؟


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بتجنيد الطلاب -الحريديم- | #




.. غالانت يقول إنه آن الأوان لتفي واشنطن بالتزامها بمد إسرائيل


.. رائد مستقيل من الاستخبارات الدفاعية الأمريكية: الحرب لم تكن




.. فقد بصره وجزءا من أعضائه الداخلية.. الجزيرة ترصد حالة أسير ف